"تفجيرات في الخليج" على "الجزيرة"... سيرة للإرهاب

"تفجيرات في الخليج" على "الجزيرة"... سيرة للإرهاب

14 مارس 2016
(الجزيرة)
+ الخط -
جاء الفيلم الوثائقي "تفجيرات في الخليج"، والذي بثته قناة "الجزيرة" الخميس الماضي، في وقت حرج بالنسبة للمنطقة، في سياق مواجهة التطرف والإرهاب. فقد أعلنت السعودية نهاية العام الماضي، عن "التحالف الإسلامي ضد الإرهاب"، كما حرصت مع دول الخليج، على تصنيف حزب الله اللبناني، منظمة "إرهابية"، الأمر الذي أخذته دول الخليج لمستوى أعلى، حتى تم عرضه والموافقة عليه من قبل جامعة الدول العربية، في الوقت الذي تخوض فيه دول المنطقة معركة أخرى، ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والذي قام بهجمات في الخليج، كان أبرزها استهداف مساجد في الكويت والسعودية منذ 2014.

إذ عرضت السعودية إرسال قوات برية ضمن التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، لمواجهة التنظيم في سورية.

في هذا السياق، يقدم فيلم "تفجيرات في الخليج" استعراضًا سريعًا، لأبرز العمليات التي استهدفت المنطقة، مع ذكر سياقاتها، إن كان من تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أو من قبل "المجموعات الأمنية" المرتبطة بحزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، ولا سيما فيلق القدس، والذي يقوم بمهمة العمليات الخارجية داخل الحرس، منذ تأسيسه.

استعرض الفيلم التفجيرات التي استهدفت الخليج منذ الثمانينيات، مع التركيز على دولة الكويت، والتي كانت مسرحا لأبرز العمليات التي يُتهم الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، بارتكابها في ذلك الوقت، مثل التفجيرات التي استهدفت أماكن حيوية، وسفارات أجنبية، في الكويت، سنة 1983، ومحاولة اغتيال أمير الكويت الراحل، جابر الأحمد الصباح، وكذلك اختطاف طائرة الجابرية. ثم عرج الفيلم على العمليات التي ارتكبت في السعودية، أثناء مواسم الحج، في أواخر الثمانينيات، وتحديداً عامي 1987 و1989، والتي يقف وراءها حزب الله الحجاز، المدعوم من الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني.

لا يغفل الفيلم التفجيرات التي ضربت المنطقة، من تنظيمي القاعدة، والدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، مثل استهداف مبنى للحرس الوطني في السعودية، سنة 1995، وموجة التفجيرات اللاحقة التي ضربت الرياض، بين 2003 و2006، وتقف وراءها خلايا تابعة لتنظيم القاعدة، ثم العمليات الأخيرة لتنظيم "داعش" مثل استهداف مسجد الإمام الصادق في الكويت. فقد حاول الفيلم أن يكتب "سيرة" للتفجيرات في المنطقة، بغض النظر عن مرتكبها.

الأطروحة الأساسية التي يتبناها الفيلم، هي القول إن العمليات الإرهابية في المنطقة، بدأت بالتزايد بعد الثورة الإيرانية التي قادها روح الله الخميني في 1979، والتي غذت بدورها نشاطات إرهابية ساهمت في توتر المنطقة طائفيا، ما خلق رد فعل إرهابيا أيضا. في هذا السياق، لا يهمل فيلم "تفجيرات في الخليج" عامل دعم "الجهاديين" في أفغانستان والتي أصبحت في الثمانينيات، وأثناء القتال ضد الاتحاد السوفييتي، مركزا لتجمع الجهاديين السلفيين من أنحاء العالم.

الفيلم الذي بدأ بالحديث عن استهداف مسجد الإمام الصادق في الكويت في 2015 والذي تبناه تنظيم "داعش"، حاول تسليط الضوء على أبرز العمليات الإرهابية التي ضربت الخليج، وهنا الحديث تحديدا عن الكويت والبحرين والسعودية، لكنه لم يتطرق إلى التفجيرات التي حدثت في السعودية، في الموجة الأخيرة، والتي بدأت في 2014، وتبناها تنظيم "داعش"، في مقابل التركيز على نشاطات القاعدة.

وهنا نتحدث عن استهداف المساجد من قبل "داعش"، إن كان شرقي المملكة العربية السعودية، أو استهداف مسجد لقوات الطوارئ، في منطقة عسير، جنوبي المملكة.

الفيلم، وإن كان ناجحا في سرد الأحداث وذكر سياقاتها، لا يقدم بصورة واضحة تفسيرا لهذه العمليات، يتجاوز السياق السياسي، حتى أن العلاقة ما بين الثورة الإيرانية، والعمليات الإرهابية، تحت عنوان "تصدير الثورة" تبقى مبهمة، لم يقدم الفيلم لها تفسيرا أوسع، بقدر تركيزه على سياقاتها التاريخية، وربطها بشكل عام بالسياق السياسي في المنطقة.



اقرأ أيضاً: أحرار الشام... سقطات "فلسفة النشأة وتعديل المسار"