الاحتلال يمارس لعبة الموت بحق القيق.. ويقرر علاجه قسرياً

الاحتلال يمارس لعبة الموت بحق القيق.. ويقرر علاجه قسرياً

03 فبراير 2016
(Getty)
+ الخط -
اعتبرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الأربعاء، أن الحكومة الإسرائيلية، ومن خلال المحكمة العليا تمارس لعبة الموت بحق الأسير الصحافي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ أكثر من 70 يومًا، حيث تنتظر أن يدخل في غيبوبة تامة ويدخل في حالة صحية صعبة جدا حتى تتخذ قرارا بشأنه".

ولفتت الهيئة في بيان لها، إلى أن ذلك يتضح من خلال مراقبة الهيئة للتقارير الطبية الصادرة عن مستشفى العفولة الإسرائيلي، والتي تركز على أن محمد لم يفقد الوعي التام حتى اللحظة، في حين تركت حكومة إسرائيل ومن خلال جهازها القضائي مصير الصحافي القيق رهينة للتطورات الصحية على حالته، وهذا يعتبر موقفا خطيرا وكأنها لن تنظر في قضيته إلا إذا أصبح على وشك الموت، وهي بذلك تعطي الضوء الأخضر وتشرع إعدامه وفقا لجريمة مستمرة على مدار 72 يوما.

ومن المقرر أن تنظر المحكمة العليا الإسرائيلية يوم غدٍ الخميس، بشأن بقضية القيق المضرب عن الطعام احتجاجا على اعتقاله الإداري، في ظل التدهور الخطير والمتسارع على حالته الصحية، رغم أنها ثبتت الاعتقال الإداري بحق القيق لمدة ستة شهور الأسبوع الماضي، خاضعة بذلك لقرار وتوصيات المخابرات الإسرائيلية، وتركت المجال مفتوحا للنظر في قضيته من الناحية الصحية فقط، ووفقا للتطورات الجارية على وضعه، مستندة بذلك إلى تقارير طبية من مستشفى العفولة، حيث يرقد الأسير القيق.

وأشارت الهيئة الفلسطينية إلى أن الاستناد إلى مجريات الوضع الصحي لمحمد القيق للنظر في قضيته وتجاهل أسباب إضرابه عن الطعام وهو الاعتقال الإداري التعسفي، يجعل من دور المحكمة العليا دورا مسرحيا وصوريا، ويحولها إلى جسم مطاطي بين الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وقوانينها التعسفية.

كما أشارت إلى أن التقارير الطبية الصادرة عن مستشفى العفولة هي تقارير شكلية لا تشخص الوضع الصحي للأسير القيق كونه يرفض أي فحوصات طبية بما في ذلك فحص الدم وتخطيط القلب والوزن، ويرفض تناول أي مدعمات أو فيتامينات أو مقويات طبية وغذائية وحتى إنه يرفض تناول الأملاح ويأخذ الماء فقط، مما جعل معيار معرفة خطورة أو عدم خطورة الوضع الصحي له يستند فقط إلى الانتظار حتى يدخل في غيبوبة تامة.

وقالت هيئة الأسرى إنه "حسب المحامين والصليب الأحمر الدولي، فإن الحالة الصحية لمحمد أصبحت حرجة جدا، وقد يصاب بجلطة أو نزيف دماغي في أي لحظة بعد أن ظهرت أضرار على أعضاء من جسمه كالسمع والنظر والنطق، إضافة إلى التهابات بقدميه، وإن الانتظار حتى يدخل في غيبوبة سيكون طبيا متأخرا جدا لما قد يكون جرى من مضاعفات صحية عليه".

واتهمت الهيئة المحكمة العليا الإسرائيلية بالشريك مع الحكومة اليمينية المتطرفة في لعبة قتل القيق والتسبب له بأضرار جسيمة، وأن هذه المحكمة غير حيادية وغير مستقلة، بل خاضعة للسلطة التنفيذية لحكومة إسرائيل وتوجيهاتها السياسية، وبعيدة جدا عن النظر في قضايا حقوق الإنسان الفلسطيني وتتعامل معها باستهتار تام، فيما بينت أن المحكمة العليا التي تتكون الغالبية من هيئتها القضائية من اليمين المتطرف تحولت إلى غطاء لأعمال وممارسات وتشريعات حكومة بنيامين نتنياهو.

اقرأ أيضاً: نادي الأسير الفلسطيني:الاحتلال يسعى إلى طمس صوت مروان البرغوثي

وركزت الهيئة على أن قضية الأسير القيق هي قضية سياسية بالأساس وليست صحية، حيث تتعلق بسياسة الاعتقال الإداري التعسفي المتصاعد والمستمر والمخالفة لمعايير وأحكام القانون الدولي، مطالبة بالضغط القانوني والسياسي لوقف مأساة الاعتقال الإداري، الذي يعتبر الأسير الصحافي القيق أحد ضحاياه، من بين الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الذي سلط على رقابهم هذا الاعتقال.

على صعيد متصل قال مدير عام الشؤون القانونية في هيئة شؤون الأسرى إياد مسك، إن "ما يسمى بلجنة الأخلاقيات الطبية في مستشفى العفولة أجمعت على خطورة حالة الأسير القيق، وأن التدهور المستمر عليها قد يؤدي إلى موته في أي لحظة، حيث أجمعت اللجنة وهي مكونة من 9 أطباء على أن المرحلة التي وصل لها محمد صعبة جدا، وأن التدهور المستمر على صحته له تداعياته وتأثيراته على صحته وأجهزة جسده.

وكشف مسك أن أطباء اللجنة تحدثوا بشكل واضح بأن محمد حتى لو فك إضرابه فورا معرض للإصابة بعجز صحي في عدة أماكن من جسده.

وكان نادي الأسير الفلسطيني قال إن اللجنة الطبية المسماة بـ"لجنة الأخلاق" في مستشفى العفولة قررت عقد جلسة للأسير القيق بعد تردي حالته الصحية، في ما كان تقرير طبي قد صدر اليوم عن المستشفى وقدم إلى سكرتاريا المحكمة العليا.

وأكد التقرير الطبي الصادر عن أطباء مستشفى العفولة أن الأسير القيق مصاب بحالة إرهاق وتعب شديدين ويشعر بدوخة مستمرة وثقل في السمع ولا يستطيع التواصل مع الآخرين إلا بالإشارات، وغير قادر على النطق بشكل سليم وأنه فاقد القدرة على الكلام بشكل تام تقريبًا، وما زال يرفض الفحوصات الطبية وكذلك يرفض تناول الملح والسكر أو أي شي من المدعمات ولا يتناول إلا الماء فقط، ومصاب بالتهابات في عينيه وقدميه ويشكو من آلام شديدة بشكل مستمر.

ويزود مستشفى العفولة المحكمة العليا الإسرائيلية بتقارير طبية بشكل متواصل، وذلك استعدادا للجلسة التي ستعقد غدا للنظر في قضية استمرار اعتقال القيق في ظل تدهور حالته.

وعادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الأربعاء، نقلت عن محامييها هبة مصالحة وأشرف أبو سنينة إن "ما يسمى بلجنة الأخلاقيات الطبية في مستشفى العفولة والمكونة من 9 أطباء قررت قبل قليل تقديم العلاج القسري للأسير محمد القيق على غير إرادته وموافقته، وذلك بسبب تدهور حالته الصحية نتيجة إضرابه المستمر منذ 72 يوما".

وأوضح المحاميان في تصريح لهما، أن هذا القرار يأتي استباقا لزيارة الطبيب العربي الفلسطيني محمود محاميد للأسير القيق في مستشفى العفولة صباح غد الخميس، وكذلك استباقا للمحكمة العليا الإسرائيلية التي ستعقد غدا أيضا للنظر في قضية الأسير القيق.

واعتبرت الهيئة أن إعطاء العلاج قسرا للأسير القيق مخالف لكافة القوانين الدولية وانتهاك لإنسانيته وحقوقه القانونية، علما أنه يرفض تلقي العلاج والفحوصات الطبية، ويصر على أن يقدم له العلاج بعد إنهاء اعتقاله الإداري ويفرج عنه، وأن يتلقاه في المستشفيات الفلسطينية وعلى أيدي أطباء فلسطينيين.




اقرأ أيضاً: حفل شتائم على تويتر: عندما يفقد وئام وهاب أعصابه

المساهمون