جدل في تونس بعد إعلان النشرة الصحية لرئيس الحكومة

جدل في تونس بعد إعلان النشرة الصحية لرئيس الحكومة

16 فبراير 2016
الحبيب الصيد (Getty)
+ الخط -

في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الاتصال الحكومي (المكاتب الإعلامية)، نشر المستشفى العسكري في تونس، الأسبوع الماضي، بلاغا جاء فيه إعلان الفريق الطبي في المستشفى العسكري الأصلي للتعليم بتونس، المباشِر للحالة الصحية لرئيس الحكومة، الحبيب الصيد، أن "الأخير تعرض إلى التهاب حاد تمت معالجته بمضادات حيوية نتج عنها رد فعل تحسسي حاد، مما استوجب تعديل العلاج".

وأوضح البلاغ أن "الحالة الصحية لرئيس الحكومة قد تحسنت، مما يمكنه من مواصلة نشاطه بصفة عادية، مع مواصلة العلاج المناسب لمدة أسبوع".

هذا البلاغ الذي نشر بعد أسبوع من مغادرة الصيد المستشفى العسكري في تونس، رأى فيه الكثيرون فعلاً اتصاليًا (بيانات إعلامية) لم يعتد التونسيون عليه، إذ يتم لأول مرة تقديم نشرة صحية عن حالة رئيس الحكومة، في حين لم يشهد التونسيون قبل ذلك إلا بعض البيانات، خاصة في زمن الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، تُعرف ببيانات المرض الدبلوماسي، عندما لا يريد الرئيس المخلوع المشاركة في مؤتمر عربي أو دولي أو استقبال ضيف ما، فيعلن حينها أن "الرئيس تعرض إلى وعكة صحيحة خفيفة ستلزمه الفراش لمدة ثلاثة أيام".

لكن البلاغ صدر هذه المرة بعد أسبوع من مغادرة رئيس الحكومة التونسية المستشفى، وهو ما رأى فيه الحقوقي والإعلامي فتحي المولدي إشارة إلى "إمكانية إعفاء الحبيب الصيد من مهامه، أو تقديمه استقالته بحجة حالته الصحية"، واعتبر ذلك "عملاً اتصاليًا (إعلامياً) فاشلاً، لأن التمهيد للعزل أو الاستقالة بمثل هذه البلاغات يعد أمرًا مفضوحًا لن ينطلي على التونسيين، خاصة بعد الثورة التونسية، التي شهدت فيها الساحة الإعلامية حرية وانفتاحا غير مسبوقين".

النشرة الصحية "اللغز"، أثارت الكثير من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الساحة الإعلامية التونسية، إذ اعتبرها الكثيرون "تقليدا جديدا يتمّ إرساؤه في الإعلام والاتصال الرسمي، من حق المواطن أن يعلم بالحالة الصحية لمن يتولون إدارة الشأن العام". في حين ذهب آخرون إلى اعتبار أن الأمر "لا يتعدى مجرد التمهيد الذكي لخروج الصيد من الباب الكبير، خاصةً بعد توالي حالات الفشل في العمل الحكومي والاحتجاجات التي شهدتها تونس ولا تزال تشهدها بعض المناطق، خاصة في محافظتي قفصة وصفاقس".

"العربي الجديد" اتصل بمصادر داخل رئاسة الحكومة، فأكدوا أن العمل يسير بشكل عادي في رئاسة الحكومة التونسية، ورئيس الحكومة يؤدي عمله، وأن النشرة الصحية التي تمّ إصدارها أُريد من خلالها طمأنة الرأي العام التونسي والدولي على الحالة الصحية لرئيس الحكومة التونسية، و"درءا لبعض الإشاعات التى يريد البعض الترويج لها فى صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي عن الحالة الصحية للصيد، تزعم عدم قدرته على أداء المهام المنوطة بعهدته".

لكن مع كل ذلك، تبقى النشرة الصحية عملاً يحمل الكثير من الدلالات، خاصة أن البعض قام بربطه بما حصل في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها تونس سنة 2014، حيث دعت بعض الأطراف من فريق الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، إلى تقديم تقرير عن الحالة الصحية للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ووصل الأمر إلى حدّ دعوة عمر صحابو، القيادي السابق في حزب "نداء تونس" إلى نشر التقرير الطبي للحالة الصحية للسبسي، مؤكدا عدم قدرته الصحية على القيام بمهام رئيس الجمهورية.



اقرأ أيضاً: صفة "العار" تلاحق الإعلام التونسي

المساهمون