بين الإنترنت ومردوخ... نهاية 30 عاما من"إندبندنت" الورقية

بين الإنترنت ومردوخ... نهاية 30 عاما من"إندبندنت" الورقية

13 فبراير 2016
(Getty)
+ الخط -
اتخذ يفغيني ليبيديف، صاحب صحيفة "إندبندنت" البريطانية القرار النهائي، فقد قرر وقف طباعة النسخة الورقية من الصحيفة والاكتفاء بالنسخة الإلكترونية. حيث أعلن أمس، أنّ الصحيفة الورقية ستتوقف عن الصدور في مارس/آذار المقبل، مع تخفيضات في عدد الموظفين.

استمرت الصحيفة طيلة 30 سنة، واتخذ قرار وقف الطباعة بعد تراجع المبيعات وميل القراء أكثر إلى مطالعة محتوى الصحيفة إلكترونيا بدلاً من شراء النسخ المطبوعة. كما يدرس ليبيديف ومساعدوه بيع صحيفة "آي"، وهي النسخة الموجزة من صحيفة "إندبندنت"، لتوفير 25 مليون جنيه إسترليني واستثمارها في تطوير الموقع الإلكتروني independent.co.uk والوصول به إلى مستوى علامة تجارية عالمية.

ومع تسرب الأنباء عن مستقبل "إندبندنت" قبل يومين، سارع رئيس تحرير الصحيفة، أمول راجان، إلى إرسال رسالة إلكترونية إلى موظفي صحيفتي "إندبندنت" و"آي" معترفاً برواج "الكثير من الأسئلة والشكوك" عن مستقبل المؤسسة ومستقبل الكثير من موظفيها، وفي المقابل توفر القليل من الإجابات التي قد تُطمئن حوالى 150 موظفاً.

وتواجه صحيفة "إندبندنت"، التي تأسست في عام 1986 من قبل مجموعة من الصحافيين، كمؤسسة إعلامية مستقلة ومتحررة من ضغط رأسمال المال والاحتكار، منافسة حادة منذ شن روبرت مردوخ، مالك أكبر مجموعة صحافية في بريطانيا، حرب أسعار في مطلع التسعينيات من القرن الماضي. وتبيّن أرقام المبيعات أن الاستمرار في نشر صحيفتي "إندبندنت" و"إندبندنت أون صندي" بات صعباً للغاية، فقد بلغت خسائر النشر للصحيفة نحو 4.6 ملايين جنيه إسترليني خلال العام المنتهي في شهر سبتمبر/أيلول 2014.

وانتقلت ملكية الصحيفة إلى عائلة ليبيديف، في عام 2010، وقد حاولت العائلة في السنوات الأخيرة بيع الصحيفة وأخواتها "إندبندنت أون صندي" و"آي" لمستثمرين عرب، ولكن الصفقة تعثرت لأسباب غير مُعلنة. وقد استثمرت العائلة حوالى 65 مليون جنيه إسترليني منذ عام 2014 لتطوير صحيفة "إندبندنت"، وإنقاذها من السقوط التام. وكان إطلاق صحيفة "آي" في عام 2010 خطوة استراتيجية لمساعدة صحيفة "إندبندنت" على الاستمرار في توفير شريان مالي عبر بيع حوالى 200 ألف نسخة يومياً، وبسعر مخفض.

وقالت الكاتبة في صحيفة "غارديان" البريطانية، جين مارتنسون، إن الإنترنت تتحمل المسؤولية عن قتل صحيفة "إندبندنت" أكثر مما يتحمل روبرت مردوخ، الذي فرض على الصحيفة حرب أسعار غير متكافئة. وتقول الكاتبة: "على الرغم من استمرار الصحيفة كعلامة تجارية رقمية، إلا أن غياب النسخة الورقية من "إندبندنت" سيطرح الكثير من الأسئلة حول التعددية الإعلامية، فبينما تُهمين على السوق الصحف اليمينية، يغيب الصوت الذي طالما عبر عن مناهضة "المؤسسة" لا سيما في أوقات الاضطرابات السياسية وتزايد السخط الشعبي.

أما الكاتب في صحيفة "غارديان"، روي غرينسلاد، وفيما يشبه مقالة تأبين بوفاة "إندبندنت"، دعا القراء إلى الحداد على وفاة الصحيفة، مُشيداً بالمعاناة التي واجهها مؤسسو الصحيفة طيلة 30 سنة، ومُذكراً بالإبداعات الكثيرة التي أضافتها "إندبندنت" لصناعة الصحافة والإعلام في بريطانيا والعالم. ويرجح الكاتب ألاّ تكون "إندبندنت" الضحية الأولى للثورة الرقمية. وربما يعتمد الكاتب في ذلك على أرقام تشير إلى تراجع الإنفاق على إعلانات الصحف الوطنية بنسبة الثلث منذ عام 2010 ليصل المبلغ إلى 880 مليون جنيه إسترليني.

ويقول المدير التنفيذي لشركة "نيوز ووركس"، روفوس أولينز، إن "الصحف تمر بثورة استثنائية في الوقت الراهن، لأن معظم الأفراد يطالعون الأخبار على الإنترنت سواء عبر وسائل الإعلام أو التواصل الجديدة".



اقرأ أيضاً: "تيليغرام" يحرر الإيرانيين؟

دلالات