رقابة مصر على الإعلام... عام المنع بتوجيهات سيادية

رقابة مصر على الإعلام... عام المنع بتوجيهات سيادية

29 ديسمبر 2016
اقتحام النقابة وحبس النقيب سابقة في تاريخ مصر(العربي الجديد)
+ الخط -
لم تختلف سنة 2016 عن سابقاتها في حزم وتشديد الرقابة على الإعلام حد المنع والوقف والمصادرة. فما كان العام سوى انعكاس لنهج السلطة المصرية التي جاءت في الثالث من يوليو 2013، لترسي ممارسات جديدة للإعلام وفقاً لمفهوم "إما أن تكون معنا أو ضدنا".


مع بداية عام 2016، أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان تقريراً بعنوان "تكميم الأفواه بقوة القانون... الاتهامات الشائعة لملاحقة الحق في حرية التعبير"، أكدت فيه أن الملاحقات القانونية في مصر تمثل جانباً كبيرًا من الانتهاكات التي تلحق بالحق في حرية الرأي والتعبير وما يتفرع عنه من حريات. 
ارتكز التقرير على ثلاثة اتهامات تسعى سلطات الدولة المصرية من خلال استخدامها إلى حماية ممارساتها وسياساتها من الانتقاد بتحصين هيئاتها، أولها حظر "الإساءة إليها أو إهانتها"، وثانيها "سبغ حصانة على مقومات الهوية الدينية والقومية وغيرها ضد كل صور النقد أو حتى النقاش الإيجابي"، وثالثها "الاتهامات التي تسعى إلى تجريد ممارسي الحق في حرية التعبير من أدواتهم وتفرض عليها أشكالاً من الرقابة أو التقييد تحت عباءة التنظيم".

ومع نهاية العام، تحققت نبوءة الشبكة العربية. فقد شهد 2016 حالات من وقف البرامج التلفزيونية ومنع النشر ومصادرة صحف وحبس صحافيين، بمن فيهم نقيبهم شخصياً، وغيرها عشرات الحالات من المنع والرقابة بادعاءات القانون.

عزل هشام جنينة
في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، أصدرت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في 26 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، تقريرها للتحقيق فيما صرح به رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات بأن تكلفة فاتورة الفساد تقدر بستمائة مليار جنيه في الأربع سنوات من 2012 إلى 2015.
أزمة ألقت بظلالها على الممارسات الإعلامية بشكل عام، خاصة تلك التي تناولت الأزمة منذ بدايتها بعد عزل رئيس الجهاز، هشام جنينة، واستمرت على مدار العام في كل ما يتعلق بسير القضية. كان آخرها منع بث حلقة من برنامج الإعلامي المصري، معتز الدمرداش، على قناة "المحور" الفضائية المصرية، مع جنينة، في نهايات أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بناءً على "قرارات عليا" بحسب مصادر في القناة.

القبض على رسام كاريكاتير بتهمة إهانة السيسي
في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، ألقت قوات الأمن المصرية القبض على رسام الكاريكاتير، إسلام جاويش، من مكتبه في مدينة نصر، شرقي القاهرة، بتهمة رسم كاريكاتير مسيء للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والنظام المصري، وصادرت عددا من أجهزة الكمبيوتر، واقتادته إلى قسم الشرطة.
جاويش، رسام كاريكاتير مصري، مشهور بـ"صاحب الورقة". و"الورقة" هي اسم صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي ينشر من خلالها رسومه.
ومع ضغط وسائل التواصل وتحكمها الشديد على الواقعة، أفرجت السلطات المصرية عنه في اليوم التالي، بكفالة.



"الأهرام" تحجب رسوماً كاريكاتيرية
في 8 فبراير/شباط الماضي، حجبت صحيفة الأهرام الرسمية المصرية، كاريكاتير الفنان أنس الديب، من أعداد يومي 21، و22 فبراير/شباط 2016 من الصحيفة، وهو ما دعا الديب إلى التساؤل عن "الجرم الذي ارتكبه في رسوماته ليتم حجبها"، مطالبا بتطهير المؤسسة من الرقباء والمخبرين، على حد قوله.
وتداول ناشطو مواقع التواصل، عددا من الرسوم الكاريكاتيرية للفنان الساخر أنس الديب، بعد منْعها من النشر في جريدة الأهرام اليومية، للإطاحة بالقرار.

تغيير عنوان "المصري اليوم" عن "تيران وصنافير"
"جزيرتان ودكتوراه لسلمان.. والمليارات لمصر". كان مانشيت جريدة "المصري اليوم" الخاصة في الثاني عشر من أبريل/نيسان الماضي، قبل أن يرِدها اتصال من جهة سيادية ويجبرها على تغيير المانشيت، ليتحول إلى "حصاد زيارة سلمان.. اتفاقيات بـ25 مليار دولار".

اعتقالات مظاهرات أبريل/نيسان تطاول الصحافيين
ألقت قوات الأمن المصرية، القبض على عشرات المتظاهرين الذين خرجوا في مظاهرات "جمعة الأرض هي العِرض" ضد تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية، من بينهم صحافيون.
وتنوعت صور الانتهاكات ما بين القبض والاعتداء والاحتجاز المؤقت للصحافيين خلال تغطياتهم مظاهرات "جمعة الأرض" في القاهرة وبعض المحافظات، كما منعت الشرطة الصحافيين والمصورين من التواجد تماما في ميدان التحرير.

منع الصحافيين من نقابتهم
للمرة الأولى منذ تأسيس نقابة الصحافيين المصرية، منعت قوات الأمن المصرية، الصحافيين من دخول نقابتهم، يوم 25 أبريل/نيسان الماضي، بالتزامن مع المظاهرات الرافضة لاتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، الموقّعة في 8 أبريل/نيسان الماضي، وبموجبها تم نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. 


أسوأ أيام الصحافة
في الأول من مايو/أيار، أصدر مركز هدرو لحرية التعبير الرقمي، دراسة بعنوان "تعيش الصحافة المصرية أصعب فترة في تاريخها من الحرية عبر اعتقال للصحافيين، وتكميم الأفواه، وقصف أقلام، ومصادر صحف وجرائد". 
وأكدت الدراسة، الصادرة بمناسبة احتفاء العالم في 3 من مايو/أيار من كل عام بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، أنه في الدول التي تجد فيها حرية للوسائل الإعلامية بدون الضغط على الصحافي والإعلامي، تجدها تتمتع بكل الحريات على جميع المستويات، سواء الحقوقية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. 

سابقة اقتحام النقابة
اقتحم حوالي ثلاثين من أفراد الأمن المصري، مقر مبنى النقابة، في العاشرة من مساء اليوم الأول من شهر مايو/أيار، للمرة الأولى منذ تأسيسها، بالمخالفة للمادتين 70 و71 من قانون الصحافة، للقبض على الصحافيين بدر والسقا، اللذين احتميا بالنقابة عقب قرار ضبطهما وإحضارهما، على خلفية مواقفهما السياسية الرافضة لتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير، لصالح السعودية. 

حبس النقيب
أصدرت النيابة العامة المصرية، قرارا بحبس نقيب الصحافيين المصريين، يحيى قلاش، وعضوي مجلس النقابة، خالد البلشي وجمال عبد الرحيم، قبل إخلاء سبيلهم بكفالة مالية 30 ألف جنيه، على خلفية استدعائهم للنيابة في واقعة اقتحام مقر نقابة الصحافيين في الأول من مايو. 
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصدرت محكمة جنح قصر النيل، حكما بحبس نقيب الصحافيين يحيى قلاش وسكرتير عام النقابة جمال عبد الرحيم ووكيلها خالد البلشي، سنتين مع الشغل وكفالة 10 آلاف جنيه، في قضية اتهامهم بإيواء هاربين.


(العربي الجديد)


ترحيل الإعلامية ليليان داود
في الثامن والعشرين من يونيو/حزيران الماضي، غادرت الإعلامية اللبنانية ليليان داود، الأراضي المصرية، مرغَمة على الرحيل. داود التي أطلّت على فضائية ONTV المصرية الخاصة، منذ اندلاع ثورة يناير من خلال برنامج "الصورة الكاملة"، فوجئت فور انتهاء تعاقدها مع (أون تي في)، باقتحام قوات الأمن المصرية، منزلها وخطفها أمام ابنتها بزعم ترحيلها، على أول طائرة متجهة من القاهرة إلى بيروت.

علاقة الإعلام بالسلطة
أصدرت مؤسسة المرصد المصري تحليلاً لأوضاع الإعلام في مصر، خلال النصف الأول من 2016، أشارت فيه إلى أنه لا يمكن الحديث عن تحول ديمقراطي حقيقي أو حياة سياسية سليمة من دون رفع القيود التشريعية والتنفيذية والإدارية والأمنية عن حرية إبداء الرأي والتعبير، والتي يعتبر وجود الإعلام المستقل والحر بشكل جدي ضمانة رئيسية لممارسة هذا الحق.
وأجاب التقرير على سؤال "كيف ترى السلطة التنفيذية الإعلام"، بأنه من دون مواربة أو خجل فالسلطة التنفيذية بشكل واضح ترى أن مهمة الإعلام الرئيسية هو التعبئة العامة للمواطنين نحو ما تراه السلطة بأنه في مصلحة الشعب، وبث الروح الوطنية في المواطنين بإبراز حجم الإنجازات التي تقوم بها السلطة التنفيذية واستدعاء خطر المؤامرات لمنع توجيه أي انتقادات للسلطة.


إقالات في "ماسبيرو" وغلق مكتبي "الشرق" و"العرب"
أصدر اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي، قراراً بإقالة رئيس قطاع الأخبار، إثر إذاعة مقابلة خاطئة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بدلا من حواره مع قناة أميركية.
وأذاع التلفزيون الحكومي المصري، مساء الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول 2016، حواراً قديماً للسيسي كان قد أجراه قبل عام مع شبكة "بي بي إس" الأميركية، بدلاً من حوار أجرته القناة نفسها مع السيسي.
وفي اليوم ذاته؛ قررت السلطات المصرية غلق مكتبي جريدتي الشرق والعرب القطريتين في القاهرة، يعمل فيهما حوالي 100 صحافي مصري، بدوام كامل في المكتبين، بالإضافة إلى آخرين غيرهم يتعاملون بالقطعة.
جاء قرار إغلاق المكتبين مباشرة عقب الحكم الصادر بمصادرة أموال وممتلكات بعض المراكز الحقوقية المعنية بحرية الإعلام والتعبير ورؤسائها، ومنها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ومركز هشام مبارك، والنديم، والمبادرة المصرية.
وفي السادس والعشرين من نفس الشهر، قررت النيابة الإدارية إحالة كل من الإعلامية عزة الحناوي، مقدمة برنامج أخبار القاهرة الذي يذاع على قناة القاهرة، ومخرج البرنامج وجيه حسين مرسي، ومعد البرنامج خالد مصطفى شكري، إلى المحكمة التأديبية بهدف معاقبتهم إدارياً على خلفية الآراء التي تناولتها حلقة برنامج أخبار القاهرة التي عُرضت بتاريخ 6 مارس 2016، حيث وجهت لهم عددا من المخالفات المتعلقة بمحتوى الحلقة.

الوكالة الرسمية تختلق أخباراً
فوجئ مشتركو وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية "أ. ش.أ" بنشر خبر بعنوان "ضباط مديرية أمن الإسكندرية يزورون بعض المدارس لمشاركة الطلاب الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر"، على الرغم من أن اليوم، السادس من أكتوبر/تشرين الأول، إجازة رسمية للقطاعين العام والخاص.
وجاء في نص الخبر "قام مجموعة من ضابطات وضباط إدارة الإعلام والعلاقات بمديرية أمن الإسكندرية بزيارة ميدانية لمجموعة من المدارس في المحافظة، لتهنئة الطلاب بالاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، وقاموا بتوزيع الزهور والحلوى على الأطفال".

منع نشر مقال في "الأهرام"
منعت جريدة "الأهرام" نشر مقال أسامة الغزالي حرب، عن العاصمة الإدارية الجديدة، والذي حمل عنوان "المدينة الفاضلة"، يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، من دون إبداء أسباب، أشار فيه إلى أن "بناء عاصمة إدارية لا جدوى منها، وأنها ستصبح -وفقا للغزالي حرب- عبئا على الدولة حال إنشائها"، بحسب المقال الذي نشره موقع "البداية" لاحقا.
وحل محل مقال حرب، مقالٌ للإعلامي الموالي للسلطة والنظام المصريين، أحمد موسى، بعنوان "على مسؤوليتي".


(العربي الجديد)


رانيا البدوي... الفسخ مرتان
في أقل من أربعة وعشرين ساعة، أطاحت شبكة قنوات تلفزيون "ONTV" بالإعلامية المصرية، رانيا البدوي، بفسخ تعاقدها بعد حلقة واحدة من ظهورها مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامج "كل يوم"، انتقدت فيها وزيرة الاستثمار المصرية، داليا خورشيد.
البدوي كانت قد تم الإطاحة بها سابقا من قناة "التحرير"، عام 2013، عقب إغلاقها الهاتف في وجه السفير الإثيوبي بالقاهرة، الذي أجرى مكالمة هاتفية معها في إحدى فقرات البرنامج، ما تسبب في أزمة دبلوماسية بين مصر وإثيوبيا، في ظل أوضاع سياسية ودبلوماسية متأججة بسبب مشروع بناء سد النهضة الإثيوبي والمخاوف من تأثيره على حصة مصر في مياه نهر النيل.

مداهمة "الطريق" بعد خلاف سياسي
داهمت قوات الأمن المصرية، في الثالث والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول، مقر موقع جريدة "الطريق" الخاصة، واعتقلت المتواجدين فيه.
صاحب موقع جريدة الطريق، هو فريد زهران، وهو أيضا رئيس الحزب المصري الديمقراطي، الذي أصدر بيانا قبل المداهمة بيوم، برفض المشاركة في مؤتمر الشباب المقام اليوم وحتى السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بشرم الشيخ.

قرارات ضبط وإحضار بالجملة
في الثامن والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أصدرت النيابة العامة المصرية، قرارات بضبط وإحضار 63 صحافيا من العاملين في بعض المواقع الإلكترونية، وبعض الإعلاميين العاملين في شركات الإنتاج الإعلامي، على خلفية اتهامهم في القضية رقم 10383 لسنة 2016 المقطم.

قوانين الإعلام... "الصوت الواحد"
في غضون أسبوع، وعلى الرغم من اعتراضات الجماعة الصحافية عليه؛ ناقش مجلس النواب المصري قانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام، ووافق عليه.
ومشروع قانون "التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام"، هو بمثابة نصف مشروع "القانون الموحد للصحافة والإعلام"، الذي عكفت عليه الجماعة الصحافية منذ نحو عامين، بمشاركة أساتذة إعلام وخبراء قانون وإعلاميين قدامى، وهو قانون شامل لكافة القوانين المنظمة للإعلام والصحافة في مصر، بما في ذلك مواد حبْس الصحافيين في قضايا النشر.


(العربي الجديد)

المساهمون