اغتيال السفير الروسي بتركيا: من الإعلام وإليه

اغتيال السفير الروسي بتركيا: من الإعلام وإليه

21 ديسمبر 2016
امرأة تترك وردة أمام القنصلية الروسية بأنطاليا (مصطفى سيفتسي/الأناضول)
+ الخط -
مع امتلاء ليلة الإثنين بالأحداث حول العالم، بعد اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة، أندريه كارلوف، بالرصاص، من قبل شرطي تركي كان يقف وراءه، وعمليّة الدهس التي راح ضحيتها حوالى 12 شخصاً في أحد شوارع التسوق لأعياد الميلاد في برلين، وعمليّة إطلاق نار على مصلّين في المركز الإسلامي في زيوريخ، وصولاً إلى تأكيد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركيّة، بقي اهتمام العالم مسلّطاً على الحدث التركي - الروسي بشكلٍ أساسي.

حادت القنوات الروسيّة في البداية عن ترجمة ما قاله منفذ عملية اغتيال السفير الروسي، الشرطي في قوات مكافحة الشغب مولود مرت ألطنطاش، حول سورية وحلب، تحديداً في برامجها الليلية الرئيسيّة. فيما ذكر تلفزيون RT أنّ القاتل "شرطي سابق" وهو أمر غير صحيح، واستمرّ تكرار نفس المعلومة على القناة الحكوميّة الروسية حتى أمس الثلاثاء.

بعد تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ليل الاثنين، قام التلفزيون الروسي الحكومي "روسيا 1" بعرض مستمرّ لفيديو قتل السفير كارلوف أسفل الشاشة، بينما عرض تقريراً عن الموضوع من روسيا. وفي تغطيته من أنقرة، شدّد مراسل "روسيا 1" على أنّ الصدمة والحزن في تركيا هما نفسهما في روسيا.

وقال رئيس تحرير الدفاع الوطني، ومدير مركز تحليل تجارة الأسلحة العالمية، إيغور كوروتشينكو في حديث على قناة NTV الروسيّة إنّ المستفيد من حادثة الاغتيال هي إدارة باراك أوباما، مضيفاً أنّ الاغتيال أُريد منه نسف الاجتماع بين تركيا وروسيا وإيران. لكنّ المذيع على القناة نفسها حمّل الموضوع لـ"الأخبار الكاذبة على تويتر التي اتهمت روسيا بارتكاب فظائع في حلب".
وهو نفس الأمر الذي ذهب إليه الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجيّة الروسية، المذيع أليكسي بوكشوف، والذي اتهم الإعلام بالوقوف وراء حادثة الاغتيال، معتبراً أنّ "القتل نتيجة مباشرة للتغطية الإعلامية "الهستيريّة" لما خصّ حلب، بثّه أعداء روسيا".


من جهتها، كانت الصحف الروسية صباح أمس الثلاثاء متشابهةً في الشكل والمضمون. فقد نشرت صور كارلوف على صفحاتها الرئيسيّة مع مقالات تحليليّة وخبريّة. وكتبت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" التابعة للحكومة "قتل في أنقرة". بينما عنونت "إيزفيستيا": "القاتل كان خائفاً من أن ينظر في عينيه"، مشيرةً إلى أنّ الشرطي كان يقف وراء كارلوف، وأطلق عليه النار من الخلف.
وكتب السيناتور الروسي كونستاتين كوسيتشوف في نفس الصحيفة "لم يطلقوا النار على كارلوف. أطلقوا النار على روسيا"، واصفاً الاغتيال بـ"عملية إرهابيّة مدبّرة".
أما صحيفة "كومرسانت" فاعتبرت أنّ "الإرهابيين كان لديهم غايتان، الأولى هي عقاب موسكو على تدخلها في الأزمة السورية إلى جانب بشار الأسد، والثانية هي تحطيم العلاقات الحارة بين روسيا وتركيا". أما صحيفة "موسكو برافدا" فنشرت صورة القاتل خلف كارلوف، محذّرةً من "الرد القاسي ضد تركيا"، مضيفةً "إذا انهرنا مع تركيا يفوز الإرهابيون".



في الإعلام الغربي، ذهبت المواقع إلى القراءة الخبريّة لما حصل، إنّما في تركيز على تدخّل "تويتر" و"فيسبوك" في رفع نسبة الاهتمام بحادثة الاغتيال. فقد اجتاح الخبر مواقع التواصل، خصوصاً لجهة نشر فيديو الحادث بشكلٍ كبير على مواقع التواصل. ويظهر فيه السفير وهو يلقي كلمته بشكل طبيعي قبل أن يتلقى الرصاصة ويسقط أرضاً، بينما يظهر منفذ الاغتيال على المنصة وهو يصرخ نصرة لحلب، في مشهد جاء أقرب إلى مشاهد الاغتيال السينمائية.

وحول الموضوع، كتب موقع "ماشابل" التقني إنّ من يملك صورةً تاريخيّة، سينشرها على "فيسبوك" بدلاً من انتظار نشرها على الصحف الأولى. وهو بالتحديد ما فعلته وكالة "أسوشييتد برس" بعد اغتيال كارلوف، بعد أن التقط مصوّرها في أنقرة بورهان أوزبيليسي اللحظات كُلّها.

انتشرت الصورة بسرعة قصوى، فأكّدت تأثير "فيسبوك" على كيفيّة استقبال المستخدمين للمعلومة، فوصلت الصورة إلى 9 ملايين شخص بعد ستة ساعات فقط من نشرها. ويعدّ هذا الرقم أكبر من قدرة صحيفتي "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" على الوصول للقراء.
وقالت لورين إيستون، مديرة العلاقات الإعلامية في "أسوشييتد برس"، إنّ الصورة جلبت أكثر من 21 ألف متابع جديد للصفحة يوم الاثنين، وأكثر من 331 ألفاً حتى صباح الثلاثاء. لذا، اعتبر الموقع أنّ هذا الموضوع يوضح قوّة "فيسبوك" في نشر المعلومة.

وفتح فيديو الاغتيال الذي عرضته أغلب الشاشات، وبينها "سي إن إن"، نقاشاً حول تقنيّة التشغيل التلقائي autoplay على "تويتر" و"فيسبوك". فبينما ذهبت أغلب وسائل الإعلام إلى التحذير حول المحتوى "العنيف" في تغريداتها، إلا أنّ الفيديو يبدأ بمشهد القتل وسقوط السفير أرضاً، ما اعتبره بعض المستخدمين فرضاً عليهم لمشاهدة محتوى عنيف لا يريدون رؤيته، ما دفع موقع "فيسبوك" لإخفاء الفيديو وإضافة رسالة على شاشة سوداء تحذّر من أنّ المحتوى عنيف.