السعودية: "فتوى زنا المحارم" تمنع الدعاة من التلفزيون

السعودية: "فتوى زنا المحارم" تمنع الدعاة من التلفزيون

20 ديسمبر 2016
السويلم أحدث جدلاً واسعاً (يوتيوب)
+ الخط -
قررت وزارة الشؤون الإسلامية السعوديّة منع الدعاة والخطباء من الظهور في البرامج التلفزيونية إلا بموافقة مسبقة منها، بهدف الحد من الظهور "غير الجيد" لعدد من دعاتها في الفترة السابقة، والذي تسبب في بلبلة الشارع السعودي.

وجاء ذلك على خلفية تصريحات أطلقها عضو لجنة المناصحة وخطيب جامع في الرياض الشيخ عبدالله السويلم، قال فيها إنّ "زنا المحارم والقتل أهون من ترك صلاة الفجر"، ما أثار موجةً عارمة من السخط، حتى بين رجال الدين والدعاة.

ولم تحدد الوزارة ما هي الضوابط التي من خلالها ستسمح لمن تريد من الدعاة بالظهور عبر برامج الفتاوى الشرعية، ولكن مصدرًا فيها أكد لـ"العربي الجديد" أنهم ينسقون مع وزارة الإعلام لتحديد ذلك.

وبحسب المصدر، سيتم تحديد أسماء معروفة تقوم بالمشاركة في برامج الفتوى، من خلال تفعيل أمر ملكي صدر قبل أربعة أعوم قصر فيه الفتوى في الأمور الدينية على أعضاء هيئة كبار العلماء، وهو قرار لقي حفاوةً حين صدوره، ولكن سرعان ما تمّ الالتفاف عليه من قبل القنوات الفضائية، تحديداً الخاصة منها.

من جانب آخر، لا تزال فتوى الشيخ السويلم تثير الكثير من الجدل، خصوصاً أنّها ليست الأولى التي يخرج فيها بتصريحات مثيرة للجدل. كما أنه رفض التراجع عن فتواه، وأكد على أنه متمسك بها، قائلاً "لن أتراجع عما ذكرته من أن زنا المحارم، أهون من ترك الصلاة، فتارك الصلاة ذهب البعض إلى كفره فيما الزاني للمحارم والشارب للمسكر مسلم ارتكب فعلا محرما".

وأضاف "عدد من العلماء المعتد بهم ذهبوا إلى أن تارك الصلاة كافر، فإذا توفي لا يصح غسله ولا الصلاة عليه، بينما من يشرب المسكر ويزني بمحارمه فهو يرتكب فعلاً محرماً مذموماً، ويصح غسله والصلاة عليه"، مشيرًا إلى أن ابن القيّم يقول إن ترك الصلاة أعظم من الزنا وشرب الخمر وقتل النفس التي حرَّم الله قتلها بغير حق.

وشنّ دعاة وإعلاميون هجوماً لاذعاً على الداعية لمقارنته الخاطئة. وقال أستاذ الفقه المقارن في جامعة الملك عبدالعزيز فهد المزيني لـ"العربي الجديد" إنّ هذه المقارنة غير صائبة، وفيها الكثير من اللبس، لأنه لا يمكن المقارنة بين الذنوب.


وأضاف المزيني "هذه المقارنات لا دليل عليها، ويثيرها من لديه ضعف فقهي، وهي خطيرة لأنها تؤدي لمشاكل كثيرة، وقد تقود لارتفاع زنا المحارم، لأن الشيخ السويلم بدأ وكأنه يقلل من هذه الجريمة البشعة".

وتابع: "من دون أن يدري هون الشيخ السويلم من كبائر الذنوب لأنه قارنها بأكبر الكبائر، كما أنه ارتكب مخالفات شرعية جسيمة، لأنه لم يحدد هل الذي يترك صلاة الفجر تركها ناسيا أم متعمدا، أم جاحدا لها، للأسف هناك جدالات فقيه كبيرة في القضية ولا يمكن أخذها بالصورة البسيطه التي أخذها الشيخ السويلم، ولهذا جانبه الصواب فيها".

وكان الشيخ السويلم ذاته أفتى قبل أشهر بحرمه خروج المرأة للعمل، وأنه يجب أن تبقى في منزلها لأنها "لا تحتاج للمال".



المساهمون