انفجارات مأساة "سامسونغ": من الهواتف إلى الغسالات

انفجارات مأساة "سامسونغ": من الهواتف إلى الغسالات

07 نوفمبر 2016
تلاحق المشاكل سامسونغ (شان غالوب/Getty)
+ الخط -
عوّلت شركة "سامسونغ" كثيراً على جهاز "نوت 7" كأحد أفضل هواتفها من فئة الهاتف اللوحي بشاشة بقياس 5.5. لكنّ المشكلة التي واجهت الشركة في بطارية الهاتف كانت مفاجئة ولم تقف عند ذلك الحدّ، ليبدأ سيل انفجارات مأساتها.

يتميّز "نوت 7" بقدرة مقاومة المياه، سرعة عمله، بالإضافة للقلم الذكي الفائق الدقة. لكنّ كل ذلك لم يكن في صالح شركة "سامسونغ" عندما تبيّن أنّ بطارية الجهاز تحتوي على عيب يجعل تلك الهواتف عرضة لارتفاع حرارتها بسهولة، وبالتالي ذوبان المادة المحيطة للبطارية.

ومع ترك المستخدمين لهواتفهم لمدة طويلة أثناء الشحن، بدأت بعض الأجهزة بالاحتراق وأخرى بالانفجار. بعد أسبوعين تماماً من أوّل حادثة انفجار لبطارية جهاز "نوت 7"، ارتفع العدد ليصل لأكثر من 50 جهازا حول العالم ما استدعى الشركة لسحب مليوني جهاز من الأسواق واستبدال بطارياتهم.

في الوقت عينه، حدّثت "سامسونغ" نظام عمل الأجهزة لكي يُطفأ تلقائياً الشحن عند نسبة 60 بالمئة من البطارية تفادياً لارتفاع حراراتها وبالتالي انفجارها. وما هي إلا أيام قليلة حتى احترق جهاز "نوت 7" رغم استبدال بطاريته بتلك التي وصفتها "سامسونغ" بالبطارية الآمنة.

واستمر الوضع على حاله حتى اضطرت "سامسونغ"، والتي تعرّضت لوابل من الانتقادات لوقف تصنيع هواتف "نوت 7" نهائياً وسحبها جميعاً من الأسواق. وفي الرسالة التي أرسلتها الشركة، اعتذر المدير التفيذي للشركة من محبّي الجهاز، موضحاً أن الأمر ضروري لسلامتهم. هذا وقد اضطرّت "سامسونغ" لسحب كافة الأجهزة بعد أن أقرّت لجنة حماية المستهلك قراراً نهائياً بمنع بيع الجهاز ومنع تواجده على الطائرات والقطارات وفي الدوائر الرسمية.

وشكّلت مشكلة بطاريات "نوت 7" ضربة موجعة للشركة، لا سيما أنّ الأمر حصل قبل أيام من طرح شركة "آبل"، المنافس الأكبر لشركة "سامسونغ"، هواتف "آيفون 7" و"آيفون 7S". وفي حين أنّ كثرا يفضّلون أجهزة "سامسونغ"، إلا أنّهم خائفون أن تتكرّر مشكلة ارتفاع حرارة الجهاز، وبالتالي تعريضهم للخطر.

وفي حين أن كثرا يعتقدون أنّ "سامسونغ" لن تطلق في القريب العاجل أي جهاز من فئة "نوت"، يجزم آخرون أنّ "نوت 8" سيصدر في موعده المحدد، أي ربيع العام المقبل. وإذا ما صحّت الاعتقادات، على "سامسونغ" إجراء العديد من التجارب على البطارية، لأن محبّي الهاتف لن يساوموا على سلامتهم عند اختيار هاتف جديد.

من جهة ثانية، يبدو أن شركة "سامسونغ" فعلاً تعاني من مشكلة جوهرية عندما يتعلّق الأمر بسلامة أجهزتها. فقد اشتكى أحد الأشخاص من احتراق غسالته المصنعة من قبل شركة "سامسونغ". وعند التدقيق، تبيّن أن أنواعا معيّنة من غسالات "سامسونغ" ترتفع حرارتها وتنفجر. والرقم الدقيق لتلك الغسالات، 34 غسالة خلال 5 سنوات.

الرقم بالطبع كبير، لا سيما أنّ احتراق الغسالة قد يؤدي لعواقب كارثية، كاحتراق المنزل، وتعريض حياة قاطنيه للخطر. وفور انتشار الخبر، والتدقيق بعدد الحالات القديمة والتي كانت "سامسونغ" تتكتّم عن ذكرها، بدأت لجنة حماية المستهلك بالتدقيق والتقصّي عن الحالات كافة. ومنذ أيام، انفجزت غسالة من نوع "Washer730" مخلفة 9 إصابات ما استدعى شركة "سامسونغ" لسحب 2.8 مليون غسالة من الأسواق العالمية.

تعاني "سامسونغ" فعلاً من أزمة في ما يختص بسلامة منتجاتها. والأمر حقيقي وخطير طالما أنّ عدداً كبيراً من الأشخاص قد تضرّر جراء استعمال هاتف أو غسالة. على المدى القريب على الشركة استدراك الأمر عبر سحب أي جهاز من شأنه تعريض سمعة الشركة لمزيد من التراجع. أما على المدى البعيد، فيجب على "سامسونغ" تكثيف تجاربها على أي منتج تريد طرحه في الأسواق، لأن المستخدمين لن يعطوا الشركة فرصة ثانية لا سيما عندما يتعلّق الأمر بسلامتهم.



دلالات

المساهمون