المصور الصحافي الموريتاني... معاناة وتجاهل

المصور الصحافي الموريتاني... معاناة وتجاهل

30 نوفمبر 2016
يستغني الإعلام الموريتاني عن المصورين (Getty)
+ الخط -
يعاني المصورون العاملون في حقل الإعلام في موريتانيا من قلّة الدعم والتشجيع، والنظرة القاصرة لعملهم، مقارنةً بزملائهم الصحافيين والمذيعين، إذ يستأثر هؤلاء باهتمام القراء والمؤسسات الإعلامية. 

وقد تضاعفت معاناة المصورين الصحافيين مع انتشار التقنية الحديثة وتطوّر الهواتف وتحوّلها إلى ذكيّة، وبالتالي تحسُّن جودة كاميراتها، إذ أصبحت مهمّة التصوير في الكثير من الأحيان موكلةً للصحافي الذي يقوم في نفس الوقت بتغطية الفعاليات، عبر التقاط الصور باستخدام كاميرات الهواتف الذكية التي تسهّل مهمّة التصوير في جميع ظروف الإضاءة.

وبدأت المؤسسات الصحافية في موريتانيا تستغني عن المصورين الصحافيين وتحتفظ بقلة قليلة فقط، للحفاظ على سمعة المؤسسة ومن أجل الدفع بهم في مهمات مختلفة كتغطية التظاهرات والأحداث الساخنة ومباريات كرة القدم المهمّة.

في هذا الإطار، يعتبر المصور الصحافي، محمد بلاكي، أنّ التقنيات الحديثة والتطور الحاصل في مجال التصوير أضرّت بالوضع المهني للمصورين الصحافيين في موريتانيا، فيما كان من المتوقع أن تفيدهم التقنية الحديثة وتساعدهم على الإبداع في عملهم.
ويفسر المصور هذه المفارقة بأنّ انتشار التقنية الحديثة وتوفر الكاميرات ذات الجودة العالية في الهواتف المحمولة سهّل مهمة التصوير، فأصبحت المؤسسات الصحافية قادرةً على الاستغناء عن المصورين وتكليف الصحافي بتغطية الموضوع وأخذ الصور في آن واحد.

ويشير بلاكي الى أنّ هناك عدداً قليلا من المؤسسات الصحافية ما زال يعتمد على المصورين،
ويؤمن بقدرتهم على العطاء وأخذ صور مميزة، بينما "استغلّت غالبية وسائل الإعلام الوضع، لتقليص العمالة والاحتفاظ بمصور صحافي واحد فقط، وتحميله ما يفوق طاقته".
ويضيف المصور: "بعض الصحف تعتمد على المصور الفوتوغرافي المحترف لأنها تؤمن بالتخصص وتعرف أنّ هناك فرقاً بينه وبين الصحافي الذي يحضر لتغطية بعض الفعاليات فيقوم بأخذ الصور. فالمصور يتميز باحترافية عالية وإحساس عميق بالصورة وعوالمها ممّا يمكنه من إنتاج صور قادرة على أن تلخّص آلاف الكلمات".

وعن علاقته بالكاميرا، يقول المصور الصحافي محمد بلاكي، إنّ الكاميرا هي عينه الثالثة، يحتضنها طيلة أوقات عمله ويوثق بها مشاهد مختلفة تظل عالقة بالذاكرة لسنوات، وتلخّص حلمه الذي شغف به منذ صغره.

وعن التقنيات التي يعتمد عليها لأخذ صور مميزة يقول المصور: "أحاول جاهدًا أخذ أكثر من صورة للمشهد الواحد ولا أقتنع بعملي بسرعة، حيث أقوم بمعالجة الإضاءة في الصورة، والاهتمام بالكادر والتفاصيل الدقيقة لتخرج صوري مميزة ومعبرة عن كل تفاصيل الفضاء المحيط بالمشهد".

ويرى أنّ التصوير الصحافي يحتاج إلى الاهتمام والتشجيع من طرف الجهات المسؤولة، من أجل الارتقاء بهذا الفن وتشجيع المصورين الصحافيين على الإبداع والمهنية، خصوصاً أنّ المسابقات والجوائز التي تهتم بالصورة الفوتوغرافية تم إلغاء بعضها، مما سبب الإحباط واليأس للمصورين.

ويعتبر العديد من المصورين الصحافيين أنّ مهنتهم هي مهنة المتاعب والمشاق، لأنها مرتبطة بالتواجد في مناطق الأحداث ومواكبة المظاهرات والمسيرات.
ونظرًا لخصوصيّة وحساسية الأماكن التي يعملون بها، يبقى المصورون الصحافيون الأكثر عرضة للمخاطر من بين العاملين في الحقل الصحافي. ومن أجل الدفاع عن حقوق المصورين الصحافيين في موريتانيا، تم قبل عامين إنشاء جمعية للمصورين الصحافيين.




دلالات

المساهمون