الثائر وحاجز الخوف

الثائر وحاجز الخوف

03 نوفمبر 2016
عاد ذلك الحاجز (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

لم يكن يعتقد الثائر السوري بكافة أشكاله من ناشط إعلامي وخدمي وإنساني وحامل سلاح أن نصل إلى هنا.

ولا أقصد بـ"هنا" طيلة الوقت وعدد الأيام والسنين للثورة المستمرة أو حجم الدمار الهائل.
بل لم يتصور هذا الثائر الذي كسر حاجز خوفه في أول تظاهرة نادى بها للحرية وإسقاط النظام، أن يُعاد ويبنى هذا الحاجز من جديد.

ولكن هناك فرقا شاسعا بين الحاجزين، الذي كُسر في البداية، والذي بُنيَ من جديد.
فالأول بناه النظام بقمع الحريات والقبضة الأمنية المشددة خلال زمن طويل ولكن على الرغم من ذلك استطاع ذاك الثائر أن يقول كلمته في النهاية ويقف في وجه خوفه وصانعه.

لم يكن في حسبانه أيُ تفكيرٍ بعودة الخوف اليه وظنَّ أنه سيظهر موقفه ويقول كلمته من دون أي خوف أو تردد.

وبعد أعوام قليلة من الثورة وبعد تحرير مناطق عدة وسيطرة فصائل المعارضة عليها،
فوجئ بذلك الحاجز وذلك الشعور يقتحم داخله من جديد واضعاً أغلالاً تقيده من جديد وتمنعه من البوح والتكلم بحرية والتعبير عن رأيه.

المؤسف هنا أن هذه الأغلال والقيود التي بَنت حاجز الخوف مجدداً لم تكن من الصانع الأول أي النظام ولكن اتُبعت الأساليب القمعية نفسها من اعتقال وقتل وقبضة أمنيةٍ مشددة وكان الاختلاف فقط بالمدة الزمنية للبناء.

أسلوب قمع الحريات الذي لطالما اتبعه النظام السوري لسنين عديدة خوفاً على نظام حكمه
يمارس اليوم في الكثير من المناطق المحررة من قبل فصائل المعارضة بشقيها
"المعتدلة والمتشددة".

لا يمكن للثائر الذي وقف وهتف ضد استبداد النظام أن يقف اليوم وينتقد الممارسات الخاطئة للفصائل المسلحة خوفاً من الاعتقال والسجن ومن الممكن أن يصل إلى القتل.

حوادث كثيرة من هذا النوع جرت داخل الأراضي السورية المحررة ضد الناشطين والثائرين بسبب اعتراضهم على أفعال وأخطاء بعض الفصائل ومنهم من اعتقل ومنهم من اضطر مجبراً على ترك وطنه والهروب الى تركيا خوفاً من ظلم هذه الفصائل.

إذاً لم يستطع الشعب الثائر نيل حريته التي كانت مطلبه الوحيد منذ البداية إلى الآن وإن استمرت العقلية الحاكمة نفسها بالحكم أخشى عليه من ألا ينالها.

أكثر ما يؤلمني سماعي المتكرر خلال جلسات الناشطين لمقولة "يا أخي اسكت...الحيطان لها ودان".

دلالات

المساهمون