الأخبار الزائفة لا تزال تلاحق "فيسبوك"... وأوباما "مهووس" بالمشكلة

الأخبار الزائفة لا تزال تلاحق "فيسبوك"... وأوباما "مهووس" بالمشكلة

21 نوفمبر 2016
عبّر أوباما عن قلقه إزاء الأمر (جاستن سوليفان/Getty)
+ الخط -
لا يزال موقع "فيسبوك" يثير جدلاً واسعاً، بسبب انتشار الأخبار الزائفه عبره، خصوصاً خلال الأسابيع الأخيرة التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتطرح تساؤلات عدة حول طبيعة دوره وقدرته على التأثير في آراء مستخدميه.

ولم يتجاهل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، النقاش المطروح حول الموقع الأزرق، بل أعطاه أهمية خاصة، لدرجة أنّ صحيفة "ذا نيويوركر" الأميركية وصفته بـ"المهووس" بمسألة الأخبار الزائفة التي انتشرت خلال فترة الانتخابات الرئاسية.

ورغم أن الرئيس الأميركي لديه الكثير من المسائل المهمة لمعالجتها قبل انتهاء ولايته رسمياً في يناير/كانون الثاني المقبل، فقد خصص وقتاً للتعبير عن قلقه إزاء هذه المسألة، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في برلين يوم الخميس الماضي.

وقال أوباما: "تبدو الأخبار كلها حقيقية، ولا نستطيع التمييز بينها وبين الأخبار المزيفة، ما يصعب علينا معرفة الأمور التي ينبغي علينا حمايتها فعلاً"، وأضاف: "إذا لم نستطع التمييز بين الأخبار الحقيقية والبروباغندا، فلدينا مشاكل كبيرة".

وبحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانيّة، لا يعدّ تصريح أوباما مبالغاً فيه تجاه هذه المسألة تحديداً، إذ تمت مشاركة مقال حول تأييد البابا فرانسيس للرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، ملايين المرات في سبتمبر/أيلول الماضي، وأظهر مؤيدو ترامب حماسة شديدة تجاه الخبر.

في المقابل، انتشر على موقع "فيسبوك" خبر عن صحيفة "دينفر غارديان" بشكل واسع، قبل أيام من الانتخابات، أفاد عن وجود عميل وكالة التحقيقات الاتحادية المشتبه بتورطه في تسريب البريد الإلكتروني للمرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، ميتاً في شقة بما يبدو أنها جريمة لجعله يظهر منتحراً، ما أزّم علاقاتها مع الناخبين الأميركيين.

كما تم تداول خبر يزعم بأن كلينتون باعت أسلحة لتنظيم "داعش" على نطاق واسع، بالإضافة إلى انتشار صورة لترامب في أيام شبابه، مذيلة بتصريح أدلى به ترامب لمجلة "بيبول" في عام 1998، جاء فيه: "إذا قررت الترشح للرئاسة، فسأترشح عن الحزب الجمهوري، لأنه يضم الناخبين الأغبى في البلاد. فهم يصدقون أي شيء تعرضه شبكة فوكس نيوز. يمكنني الكذب وسيصدقون الأمر ببساطة. أراهن على أن أرقامي ستكون مذهلة".

المشكلة في تلك الأخبار كلها أنها كانت زائفة تماماً؛ فالبابا لم يعلن مطلقاً تأييده لترامب، كما تبين أن لا صحيفة باسم "دنفر غارديان" أصلاً، ولم يدلِ ترامب بمثل هذا التصريح لـ"بيبول" أبداً، لكن بفضل "فيسبوك" قرأ ملايين المستخدمين هذه الأخبار الوهمية، إلى جانب آلاف المقالات الكاذبة الأخرى التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

في المقابل، يصر مؤسس الموقع، مارك زوكربيرغ، على استحالة أن تكون الأخبار الوهمية على موقع التواصل الأشهر قد أثرت على نتائج الانتخابات بأي شكل كان، وأن كل هذه الأخبار تشكل "مقداراً ضئيلاً من المحتوى"، واصفاً الاتهامات للموقع بأنها "فكرة مجنونة تماماً".

وأعلن زوكربيرغ في مطلع الشهر الحالي أن أكثر من 99 في المئة، مما يراه الناس على "فيسبوك" حقيقي، باستثناء "قدر صغير جداً" من الأخبار الزائفة والخدع، ثم أعلن، يوم الجمعة الماضي، عن بدء الموقع باتخاذ إجراءات من أجل القضاء على الأخبار الزائفة والمفبركة، بعد سلسلة الانتقادات الكثيرة التي واجهها الموقع.

وأشار تقرير، يوم الاثنين الماضي، إلى أن عدداً من العاملين في "فيسبوك" أسسوا مجموعة غير رسميّة مهمّتها التعامل مع هذه المشكلة، واجتمعوا بشكل سري لمعالجة المشكلة التي تُعدّ الكيرى أمام الموقع اليوم.

المساهمون