غضب شعبي عراقي بسبب تقرير صحافي "مسيء"

غضب شعبي عراقي بسبب تقرير صحافي "مسيء"

20 نوفمبر 2016
العشائر تندد بتناول الأعراض والمجتمع العراقي(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
بعد كذبة "جهاد النكاح" التي روجتها وسائل إعلام مختلفة وتبيّن زيفها لاحقاً، تاركة آثاراً نفسية كبيرة على السكان المنكوبين في مناطق القتال التي احتلها "داعش"، ظهرت تقارير مزيفة أخرى عن ادعاءات "الحمل غير الشرعي" في جنوب العراق خلال مراسم أداء الشعائر الدينية هناك، ما أثار غضباً وسخطاً شعبياً كبيراً في الشارع العراقي، مع اتضاح زيف البيان الذي أرفقته إحدى الصحف.

وأثار تقرير نشرته صحيفة عربية غضباً واسعاً في الأوساط الشعبية العراقية والعشائرية، والذي زعمت فيه أن منظمة الصحة العالمية تحذر من تزايد ما وصفته بـ"الحمل غير الشرعي" في جنوب العراق بسبب موسم زيارة الأربعين في كربلاء.

لكن منظمة الصحة العالمية أصدرت بياناً على موقعها الرسمي نفت فيه ما ورد في تقرير صحيفة "الشرق الأوسط"، جملة وتفصيلاً. وقال بيان المنظمة إن "ما ورد في أحد المواقع الإلكترونية خبر كاذب".

وأضاف البيان: "تستنكر المنظمة استخدام اسمها في خبر عار ٍعن الصحة يدعي أن أحد إعلاميي المنظمة في جنيف، صرح له بخصوص الزواج غير الشرعي خلال المواسم الدينية".

وتابع البيان: "المنظمة تدين بأشد العبارات إقحام اسمها في تقرير مفبرك لا يمت لمبادئها بصلة، وإنها تتحرى حالياً عن مصدر الخبر الخاطئ وقد نلجأ إلى مقاضاة ناشريه".



من جانبهم، استنكر شيوخ عشائر ووجهاء عراقيون التقرير، مطالبين بالابتعاد عمّا اعتبروه "القدح في الأعراض" عبر تقارير مزيفة هدفها الطعن في شرف العراقيين والعراقيات.

وقال الشيخ ظافر الشمري، أحد شيوخ العشائر في العراق: "لا يمكن لبعض وسائل الإعلام العربية أن تستمر بهذه الأساليب الرخيصة، وتتناول الأعراض وشرف المجتمعات. قبل ذلك روجت كثير من الفضائيات والصحف والوكالات العربية كذبة (جهاد النكاح)، وتعود اليوم إلى ترويج كذبة جديدة وهي (الحمل غير الشرعي)" .

وأضاف الشمري لـ"العربي الجديد" اليوم الأحد: "نحن كشيوخ عشائر سنقاضي الصحيفة التي نشرت التقرير والمواقع الأخرى التي نشرته، وسنتخذ كل الإجراءات القانونية لمنع مثل هذه الأخبار المعيبة بحق المجتمع العربي والعراقي عموماً".

ومع انتشار الخبر طالب مثقفون وإعلاميون وكتاب بإيقاف توزيع الصحيفة في عموم البلاد، بسبب نشرها التقرير، مطالبين بتحرك الادعاء العام العراقي ضدها عبر دعوى قضائية.

وقال الناشط المدني، مازن الجبوري، إن "على السلطات العراقية التدخل ووضع حد لذلك"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "بعض وسائل الإعلام العربية للأسف ولغت في أعراض العراقيين بدءاً من كذبة (جهاد النكاح) وانتهاء بكذبة (الحمل غير الشرعي) التي نشرتها صحيفة عربية اليوم".


ولم تكن هذه الموجة من الغضب هي الأولى بعد نشر تقارير تبين لاحقاً أنها كاذبة، إذ سبق أن نشرت قناة فضائية عربية خبراً مفاده أن تنظيم "داعش" اغتصب 150 امرأة في مدينة الفلوجة، وبعد العلم بأن الخبر كاذب، أجبرت القناة على حذف الخبر من صفحاتها وموقعها الرسمي بعد تهديدات أطلقتها عشائر الأنبار.

وتوعدت حينها عشائر الفلوجة القناة، مما أجبرها على حذفه بعد يوم واحد من نشره. والحال ذاته يتكرر مع صحيفة "الشرق الأوسط" التي حذفت التقرير من موقعها الرسمي بعد أن أثار غضباً عراقياً واسعاً.

من جانبه، وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التقرير بأنه "تعدٍّ"، مطالباً بإغلاق مكتب الصحيفة في العاصمة بغداد إن لم تقدم اعتذاراً للعراقيين. كما طالب الصدر الحكومة العراقية باتخاذ "موقف حازم تجاه هذا الأمر".



المساهمون