صورة الطفلة الأنبارية والحشد مفبركة

صورة الطفلة الأنبارية والحشد مفبركة

27 أكتوبر 2016
تم إنتاج الصورة من خلية إعلامية لـ"الحشد" (فيسبوك)
+ الخط -
تحت عناوين مختلفة استمرت وكالات أنباء ومواقع عراقية محلية وحتى عربية منها طيلة الأشهر الماضية بتناول قصة قتل تنظيم "داعش" لطفلة كانت تأتي بالطعام للقوات العراقية، إلا أن الصورة لا تعدو أن تكون مفبركة. 

ووقع بفخ الصورة آلاف الناشطين أيضاً، على مواقع التواصل الاجتماعي، وأرفقت معها عبارات عاطفية شحذت الشارع العراقي بمختلف أطيافه. إلا أنه أخيراً، سربت صور من هاتف أحد المشاركين في القصة تؤكد، أن الحادثة عبارة عن خدعة تم تصويرها من خلية الإعلام التابعة لمليشيات "الحشد".

وظهرت صورتان تكشف إحداهما حقيقة الأخرى تتمثل الأولى بقصة طفلة قتلها تنظيم "داعش" في الرمادي غرب العراق، بينما كانت الطفلة تقتسم يومياً رغيفاً من الخبز والجبن مع عناصر حاجز عسكري.

لكن الأمر لم يدمْ طويلاً حتى فضحت صورة أخرى ما جاء في الصورة الأولى. إذ كشفت عن أن القصة بجميع تفاصيلها لم تكن إلا تمثيلية تم تصويرها في صحراء المدن مع طفلة يفترض أن "داعش" قتلها، لكن الحقيقة أنها ما زالت على قيد الحياة.




وتزعم القصة كما نشرتها مواقع تابعة لمليشيا "الحشد الشعبي" أن "هذه الطفلة تأتي يومياً صباحاً إلى نقطة الحرس وهي تحمل الخبز وبعض الفطور الذي ترسله أمها العراقية الشريفة الغيورة، وفي أحد الأيام ما أتت الطفلة، وبعد أن سار أحد المقاتلين في دربها وجدها مقيدة الأيدي ومقتولة على يد الدواعش. قام المقاتل بتمزيق ثيابه وحزنت نقطة الحرس. أحد المقاتلين أقسم أن ينزل إلى قبرها ينادي أشهد يا رب العزة، تأتي لنا بالخبز ونفطر ونحن صائمون. الملتقى عند الحسين فتشوا شعوب العالم بأسرها، هل سمعتم يوماً أعظم من الشعب العراقي وسنبقى شعباً واحداً على الرغم من المحن والشدائد، رحم الله هذه الطفلة".

محاولة لم يكتب لها النجاح في تحسين صورة مليشيات "الحشد الشعبي" وتغيير نمط الانطباع السيء السائد عنهم لدى شريحة كبيرة من العراقيين وغيرهم. وذلك بالترويج بين الحين والآخر لقصص لا أساس من الصحة.

وظهرت الصورة الثانية لتعري ما تم تمثيله في الصورة الأولى. ففي الأولى تظهر الطفلة مقتولة يجلس إلى جانبها مقاتل وهو يبكيها، وكانت تأتيه برغيف الخبز يومياً، لكن الصورة الثانية تظهر شابين يحمل أحدهما الطفلة وهي مبتسمة فيما يحمل الشاب الثاني بيده ضمادة، كان قد عصب بها عين الطفلة وعليها بقعة حمراء –الدم الّذي نزفته الطفلة- بعد أن قتلها "داعش" دون أن يفعل.

وقال ناشط عراقي على مواقع التواصل يدعى أحمد العراقي لـ"العربي الجديد" إن " داعش فعل ما هو أسوأ، لكن هذه القصة بالذات ضمن عشرات القصص التي سقطت بها وسائل إعلام محترمة ضحية لها". 

وأوضح أن "المليشيا باتت تروج لها بطرق وقصص مختلفة منها صورة قبل أيام لأحد أفراد مليشيا حزب الله وهو يطعم طفلة من طعامه، وأخرى لأحد أفراد المليشيا وهو يمسح نصباً للسيدة العذراء قرب الموصل تضرّر من داعش، وصورة لعنصر من الحشد وهو يخاطر بين النار لإنقاذ صبي على الجهة الثانية من الشارع، كان يحاول داعش قتله". وأضاف "هذا الأسلوب بالأصل اتبعه إعلام بشار الأسد في سورية وتم استنساخه في العراق من قبل المليشيات".