شبكة "جيرون": جرعة حب وصمود من حلب.. توقف أقلامنا

شبكة "جيرون": جرعة حب وصمود من حلب.. توقف أقلامنا

21 أكتوبر 2016
نحن أشجار الزيتون (العربي الجديد)
+ الخط -
أعلنت صحيفة "جيرون" الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الثاني، عن توقف موقعها الإلكتروني طوال اليوم، والاكتفاء بنشر فيديو لشاب حلبي، يوجه رسالة لبشار الأسد، رداً على هدنة أمس والتهجير القسري المعروض على أهالي المدينة برعاية روسيا.

وفي بيان مقتضب حمل توقيع هيئة التحرير، قالت صحيفة "جيرون": "رفضوا التهجير، ورفضوا الذل، ونادوا بالحرية. رفعوا رؤوسهم، ورأس سورية كلها. حلب اليوم هي سورية، وهي الثورة. ولأنها كذلك، ولأن ما قاله أبناؤها أبلغ من كل ما يمكن أن يُكتب ويُقال، تتوقف أقلامنا في صحيفة (جيرون) حتى منتصف نهار اليوم".

وختم البيان الذي استوحى عنوانه "هم أشجار الزيتون"، من رسالة الشاب المؤثرة، بتحية لحلب، وأهلها، ولكل طفل فيها، و"اتحاد ثوار حلب".


وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، قال باسل العودات، رئيس تحرير صحيفة "جيرون": "هذا واجبنا، أخلاقياً ومهنياً وإنسانياً، فما قام به شباب وفتيات حلب أرفع بكثير مما فعلنا، حين وجّهوا رسالة تحدٍ للنظام السوري، ورسالة عز لكل السوريين، فأعادوا التفاؤل بهذه الثورة، وبثّوا جرعة حب وصمود من حلب الحزينة، أوقفت الكلمات في الحناجر، وأرغمت أقلامنا على التوقف، لأن ما قالوه فوق أي قول آخر".

وأوضح: "قررنا وقف أي مواد في هذا اليوم، ووضعنا الفيديو الذي صنعه المحاصرون في حلب، شباباً وصبايا، في تأكيد على بعدهم كل البعد عن التشدد والعنف، كما يتهمهم النظام وكل حلفائه، وقمنا بخطوة غير مرئية أمام ما يقوم به أهالي حلب المحاصرون والمُعذّبون والمنسيون من المجتمع الدولي".

أما عن الرسائل التي سعت "جيرون" لإيصالها، إذ اتخذت من الصمت اليوم خياراً لها، فأوجزها العودات: "أردنا لفت نظر من يتابعنا، بأن هناك مأساة كبيرة في حلب، وقضية إنسانية ثورية كبيرة أيضاً، وأن حلب البيضاء، الشهباء، بستان الورد، زينة الصبايا، لم ولن تحني رأسها لأحد، وفي نفس الوقت، أردنا توجيه رسالة تقدير للصامدين هناك، لنقول لهم: ارفعوا رأسكم، أنتم من حلب، وفي حلب، أنتم مفخرة، رفعتم رأس كل صاحب ضمير، وبكم تستعيد الثورة ألقها ونُبلها".


ولقيت مبادرة "جيرون" بالصمت اليوم أصداء طيبة، فتوجه مجلس إدارة "اتحاد ثوار حلب" بالشكر العميق إلى هيئة تحرير صحيفة "جيرون"، لأنها وبحسب تعبيرهم: "نحت منحى الصحافة العريقة الوطنية وكرست مبادئ الصحافة في الاحتجاب إجلالاً لموقف أهل حلب واتحاد ثوارها، وهذه بشارة المستقبل لسورية الحرة وأقلامها الحرة، بوركتم ونعاهدكم أن نبقى .... شجر الزيتون وأن تكونوا شجر السنديان الذي يضرب جذوره عميقاً بالأرض الطيبة".




وقال الشاب في الوقفة التي نظمها "اتحاد ثوار حلب": "من البياضة.. من الجلوم .. من باب المقام.. من حلب القديمة.. من شوارع صلاح الدين.. من شوارع المشهد.. وكل الأراضي المحررة.. التي سقيت بدماء الشهداء.. نحن أشجار الزيتون.. إن أردت أن تدخل.. لتقتلع أشجار الزيتون.. فغيرك فعلها".

وأكمل الشاب رسالته موضحاً: "لقد ماثلت الإسرائيلي في اقتلاع أهل الأرض من الأرض، فنعم المقلوع وبئس القالع.. نحن أشجار الزيتون.. نقولها من حلب.. التي كسرتك.. وكسرت إيران.. وكسرت النجباء.. وكسرت الكعبي.. وسوف تكسر الكل".

وخاطب بشار الأسد متحدياً: "لا تستطيع.. أيها الفأر.. في قصر المهاجرين.. أن تبقى طويلاً.. جلبت روسيا.. وجلبت إيران.. وكل العالم لحمايتك.. ولن تستطيع أن تنال من قلعة حلب.. مرّ على حلب التتار.. والمغول.. وكلهم راحوا.. وبقيت حلب.. وأنت أيها الفأر.. ستدوسك أقدام المجاهدين.. وإن غداً لناظره قريب".

وختم الشاب رسالته المؤثرة: "باصاتك الخضر.. سنقلبها حمراء.. بدماء شهدائنا.. خسئت وخاب فألك. حلب.. تقولها عالية الصوت: تستطيع أن تدخل.. ولكن على جثثنا.. كما قالها جدنا يوسف العظمة لغورو.. نقولها اليوم.. لك أيها الفأر بشار الأسد.. لن تمر.. إلا على أجسادنا".




دلالات

المساهمون