محاصرو مضايا للعالم: نحن نموت.. جوعاً

محاصرو مضايا للعالم: نحن نموت.. جوعاً

08 يناير 2016
يموتون من الجوع (فيسبوك)
+ الخط -
ارتفع عدد ضحايا الحصار الذي يفرضه النظام السوري و"حزب الله" على مدينة مضايا، بريف دمشق إلى 37 قتيلاً، أمس الخميس، فيما سبعة آخرون مهدّدون بالموت جراء الجوع الشديد. صوت المحاصرين الذين يتضورون جوعاً في بلدة مضايا السورية بريف دمشق وضحايا جريمة الحرب التي يرتكبها النظام السوري ومعه "حزب الله"، أوصلها ناشطون باستخدام صفحاتهم على "فيسبوك"، حيث وصل عدد المتحدثين عن القضية إلى أكثر من مئة ألف أمس، إضافة إلى "تويتر" وصفحات خاصة بحملات أسسوها.

وكان صفحة "الحملة المدنية لإنقاذ مضايا والزبداني من الموت جوعاً" على "فيسبوك" التجربة الأنجح لمناصرة قضية أكثر من أربعين ألف مدني محاصرين هناك من قبل قوات النظام السوري وقوات حزب الله اللبناني. حيث وصل عدد معجبي الصفحة إلى أكثر من ثمانية آلاف خلال أقل من أسبوعين، ونجح القائمون عليها بتحويلها إلى منصة لنشر الفيديوهات التي تصل من مضايا عن حال السكان الجائعين الذين تكفي صور أجسادهم الهزيلة المتهالكة للحديث عن معاناتهم.

أيضا نجح القائمون على الصفحة بتحويلها إلى منصة لنشر أخبار نشاطات التضامن مع مضايا والتي انطلقت في دول الجوار السوري وفي أوروبا ونجحت في جمع مئات آلاف الدولارات كتبرعات للمحاصرين، كذلك الأمر بالنسبة لنشر صور وفيديوهات تظهر نشطات الهيئات الطبية والإغاثية التي تحاول إنقاذ المشرفين على الموت في مضايا بما توفر من إمكانات محدودة لديها.

أما على صفحة "أدبيات الحصار في مضايا" فتحدث القائمون عليها عن الأساليب التي يتبعها المحاصرون للبقاء على قيد الحياة، حيث نشرت الصفحة صوراً للمحاصرين وهم يذبحون القطط ليتناولوا لحمها، وصوراً لهم وهم يجمعون أوراق الأشجار والأعشاب النامية على الأرصفة لغليها بالماء وتناولها، وصوراً لحساء بات المحاصرون يعتمدون عليه في معيشتهم مكون فقط من الماء والبهارات، ومكون من الماء والمربى بالنسبة للأطفال الرضع بدلاً من حليب الأطفال غير المتوفر في مضايا.

ولم يقتصر نشاط السوريين والمتضامنين مع محاصري مضايا من غير السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي على ذلك، حيث نشر هؤلاء آلاف المنشورات على "فيسبوك" والتغريدات على "تويتر" بالعربية والإنجليزية والفرنسية، الأمر الذي حوّل قضية تجويع المحاصرين في مضايا قضية رأي عام عالمية فرضت نفسها على وسائل الإعلام حتى في الغرب، بسبب الصور ومقاطع الفيديو الصادمة التي أوصلها النشطاء السوريون عبر مواقع التواصل إلى العالم.

وأطلق المستخدمون وسوم #مضايا_تموت_جوعا، بالإضافة إلى وسم #مضايا، و"#مضايا_أخت_اليرموك" و"#حصار_مضايا"، و#SAVEMADAYA باللغة الإنجليزيّة. فعلى وسم #مضايا_تموت_جوعاً تفاعل آلاف المدونين والمغردين مطالبين الأمم المتحدة بالتدخل لتأمين وصول شحنات إغاثية عاجلة للمحاصرين، مستخدمين عشرات البوسترات والصور التي تنقل حال المحاصرين وتتحدث عن معاناتهم.

وأطلق الناشطون عريضة إلكترونيّة دعوا فيها إلى فكّ الحصار عن مضايا. وأعاد الناشطون نشر صورة "الجوع أو الركوع" التي يعتقد أن جنود النظام كتبوها على أحد جدران البلدة، وكتبت إحدى المستخدمات "يُخيّر جنود الأسد سكّان ‫#‏مضايا‬ بين الجوع و الركوع، ولا يعلمون أن الأَبيّ يموت ولا يقبل العار".


اقرأ أيضاً: #حزب_الله_يقتل_مضايا_جوعا: إبادة تحت أنظار العالم

المساهمون