لماذا شارك الآلاف صورة الطفل الغريق؟

لماذا شارك الآلاف صورة الطفل الغريق؟

09 سبتمبر 2015
تحولت صورة عيلان إلى نشاط مدني (Getty)
+ الخط -
بالرغم من عشرات الصور اليومية التي تلتقط لأطفال سوريين مرضى وجرحى ومصابين، تحظى صورة الطفل الصغير عيلان، الذي غرق في إحدى رحلات المهاجرين في البحر، وحملته الأمواج إلى الشواطئ التركية، بآلاف المشاركات على الحسابات الشخصية في "فيسبوك" وآلاف التغريدات في "تويتر"، الكثيرون أيضاً اتخذوا منها صورة شخصية لحساباتهم. "العربي الجديد" استطلعت دوافع عدد منهم في مشاركة هذه الصورة بالتحديد.

عبير، وهي لاجئة في ألمانيا، وأم لطفلين، تقول "مسّتني الصورة شخصياً، لأنني خضت التجربة، حملت طفليّ في رحلة خطيرة في البحر، في لحظات كدنا أن نغرق، رغم أننا نجونا، لكنني نادمة على المخاطرة، كلما نظرت إلى الصورة شعرت بأنه أحد طفليّ، أنظر إليها وأقول له سامحنا يا صغيري".

وكتب أحد مديري منظمة "هيومان رايتس ووتش"، بيتر بوكيرت: "أشد ما أدهشني حذاؤه الصغير، الذي ألبسه إياه والداه بمحبة صبيحة ذلك اليوم خلال إسدالهما ملابسه على جسده تأهباً لرحلتهم الخطرة. إن إحدى اللحظات الصباحية المفضلة لدي، تلك التي أُلبس فيها أطفالي وأساعدهم على انتعال أحذيتهم. لم أستطع وأنا أتأمل هذه الصورة، إلا أن أتخيل أنه أحد أبنائي، ملقىً على ذاك الشاطئ صريع الغرق".

اقرأ أيضاً: والد الطفل السوري الغريق يرفض الجنسية الكندية

الصحافي السوري، نجم الدين السمان، قال إنّ "العديد من صور الأطفال السوريين المؤلمة حلت مكان صورته الشخصية خلال الفترة الماضية، قبل عيلان، وضعتُ صورةَ طفلٍ من حلب تشظّى كريشةٍ تحت رُكام بيته بعد القصف، في كلّ مرَّة تتوارى صورتي خجلاً و ألماً لأني لم أفعل ما يجب لإنقاذهم؛ فاكتفي بأضعف الإيمان وأنا مازلتُ أحلم بقيامتِهِم من جديد".

ولم يقتصر انتشار الصورة على مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أو على نشرها في الصحف... لا بل تحولت رسالة هذه الصورة إلى نشاط مدني، يحمل رسائل إنسانية، مثلاً في لبنان، قام مجموعة من الشبان بإعداد مشهد مسرحي على شاطئ صور، جنوب لبنان، يصور ألم المشهد وأبعاده الإنسانية.

وفي فلسطين، قام الفنان الشاب أسامة سبيتة بصناعة مجسّم الطفل الغريق عيلان، عبر رمال البحر. ووقف أطفال فلسطينيون أمام المجسم، مرتدين قمصاناً طبعت عليها صورة الطفل الغريق إلى جانب الطفل علي دوابشة، في رسالة لوقف الظلم حول العالم.

اقرأ أيضاً: الإعلام يستيقظ: أرواح اللاجئين برقبتنا

المساهمون