المغرب يفقد أشهر وزير للإعلام في تاريخه

المغرب يفقد أشهر وزير للإعلام في تاريخه

26 يوليو 2015
جمع المساري بين الصحافة والسياسة (تويتر)
+ الخط -

عندما يذكر قطاع الصحافة والإعلام في المغرب، فإن اسمًا واحدًا يبرز دون غيره هو محمد العربي المساري، أشهر وزير للإعلام في تاريخ البلاد. هذا الرجل الذي كان أيضا صديقًا لكل صحافيي المملكة والحامل لمشروع إصلاحي جاد للصحافة، فقده المغرب أمس بوفاته عن عمر الـ79 سنة.

جمع محمد العربي المساري بين الصحافة والسياسة، لكنه كان دائمًا صحافيًا قبل أن يكون سياسيًا، وكان مستعدًا للتخلي عن المناصب السياسية مقابل الاستمرار في عمله السياسي، ولا دليل أكبر على ذلك من تخليه عن منصب وزير للإعلام عندما أيقن أن إصلاح قطاع مهم مثله لن يتأتى له عبر حقيبة وزارية.

عُرف المساري بشخصيّته الهادئة، وكانت خبراته متاحة للصحافيين المهنيين كما للصحافيين الدارسين والباحثين وغيرهم. كان يتقن فن الاستماع وتوجيه النصائح المهنية بدقة عارف حقيقي، المعرفة التي تأتي عبر الخبرة الميدانية والتدرج في المؤسسات الإعلامية بدءًا من الإذاعة المغربية في دار البريهي في العاصمة الرباط، في الفترة ما بين 1958 و1964، ثم جريدة العلم التي تدرج في ردهاتها إلى أن تم تعيينه رئيسًا لتحريرها سنة 1969. هذا فيما شغل منصب عضو بالأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب منذ سنة 1969 ثم نائبًا لرئيس الاتحاد في الفترة الممتدة ما بين 1996 و1998. كُل ذلك دفع إلى تكليفه بمهام دبلوماسية، منها تعيينه سفيرًا للمغرب في دولة البرازيل.

انتمى المساري سياسياً إلى حزب الاستقلال المغربي، وهو الحزب الذي تقدم باسمه لعدد من الاستحقاقات الانتخابية جعلت منه نائبًا برلمانيًا في الفترة ما بين 1984 و1992. كما ترأس أيضا الفريق النيابي لحزبه، وظل عضوا فاعلا في لجنته التنفيذية.

وسيذكر المغاربة دائمًا للمساري أنه قدم استقالته من وزارة الإعلام لرئيس حكومة التناوب الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي، في الوقت الذي دخلها وهو يحمل مشروعا إصلاحيا لمجال الصحافة يحترم الصحافيين ويفرد لهم المساحات المهنية للعمل. كما سيذكرون لمحمد العربي المساري، مجهوداته الكبيرة في مد همزات الوصل بين المغرب وجارته الأوروبية إسبانيا.


اقرأ أيضاً: "راديو فرانس" إلى الواجهة مجدداً: تسريح 350 موظفاً؟