حملة سوريّة إلكترونية للالتزام بمعايير توثيق عمليّات الإغاثة

حملة سوريّة إلكترونية للالتزام بمعايير توثيق عمليّات الإغاثة

16 يوليو 2015
أكثر من 60 بالمائة من صور الحملة كانت للأطفال(فيسبوك)
+ الخط -
طالب عدد من الناشطين السوريين، بعض المؤسسات والمجموعات السورية العاملة في المجال الإغاثي، بحذف كافة صور المستفيدين "المُذِلة" أثناء توزيع المساعدات، والالتزام بمعايير العمل الإنساني لحماية حقوق وكرامة المستفيدين، خصوصاً الأطفال، على اعتبار أنّ أكثر من 60 في المائة من الصور كانت للأطفال.

وتشارك أعضاء حملة "إغاثة بكرامة" الصور الصادرة عن هذه المؤسسات بعد تغطية وجوه المستفيدين برسوم كرتونية، هي عبارة عن رسوم إيموجي يعتمدها موقع "فيسبوك". وقالوا إنّ "وجه المستفيد عورة، لا بُد من تغطيته، لما في ذلك من إهانة وإذلال لصاحب الصورة". فكانت الحملة محاولة لحثّ هذه المؤسسات على العمل باحترافية، وأن تتوقف عن الإساءة للمستفيدين.

ويقول أحد المشاركين في الحملة، علي الشيخ حيدر، لـ"العربي الجديد" إنّ "الفكرة جاءت بعد قيام عدد من الجمعيات الإغاثية بتوزيع المساعدات، وتصوير المستفيدين بشكل يظهرهم بمظهر المتسوّل، ونشرها على صفحات الإعجاب الخاصة بتلك المؤسسات على مواقع التواصل الاجتماعي، مع إظهار وجوههم وهم يستلمون المال أو المواد الغذائية، منتهكين بذلك قدسية وحرمة العمل الإنساني".

من جهته يشير علي، أحد العاملين في مجال الإغاثة، إلى أنّ "هناك معايير عالمية للتوثيق ضمن كتاب "سفير"، المتفق عليه عالمياً، ويتم تعديله دائماً، بإشراف مؤسسات الأمم المتحدة ومؤسسات إغاثية وغير حكومية دولية. الميثاق يوضح معايير العمل الإغاثي، وأولها تقديم المساعدات، مع المحافظة على كرامة المستفيدين"، ويضيف: "لا أعتقد أن هناك مؤسسة دولية ترضى بهذا النوع من التوثيق، إذا ما تجاهلنا المعايير الصحافية التي تمنع الصحافي من تصوير الأطفال ونشر الصور بدون موافقة خطية".


اقرأ أيضاً: حين يُصبح "فيسبوك" وطناً للسوريين

ويرى علي أنّ المشكلة تكمن في غياب أي آلية للمحاسبة، خاصةً مع وجود متبرعين فرديين، كما أنه لا يوجد طرف مسؤول واضح عن هذا الموضوع. ويقول إنّ "الحملة توعوية أكثر، وهدفها التنبيه في حال كان القائمون على العمل لا يعلمون، وهذا ممكن، لكن لا بد على الدول المضيفة متابعة عمل المؤسسات على أراضيها".

يُشار إلى أنه وفي نتيجة إيجابية للحملة، قامت إحدى المؤسسات الخيرية، بحذف جزء من الصور التي نشرتها، مع بيان اعتذار عن الخطأ غير المقصود.

المساهمون