حملات على "فيسبوك" لتكفير رشيد بوجدرة

حملات على "فيسبوك" لتكفير رشيد بوجدرة

07 يونيو 2015
تصريحات بوجدرة أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل
+ الخط -
لم تهدأ موجة التعليقات الصاخبة وردود الأفعال ــ المُدينة أو المتضامنة ــ بعد تصريحات الكاتب والروائي الجزائري، رشيد بوجدرة، عن الدين. وجاءت تصريحات بوجدرة، الشيوعي الهوى والمعروف بعدائه للإسلاميين، على قناة "الشروق" في برنامج "المحكمة" التي تقدّمه مديحة علالو.

في البرنامج الذي تقوم فكرته على سوق اتهامات للضيف، وعلى هذا الأخير الرد عليها والدفاع عن نفسه، قال بوجدرة "قسماً بأمي سأقول الحقيقة كاملة". عندها سألته المذيعة إذا ما كان يؤمن بوجود الله، فكان ردّه "أنا لا أؤمن بالله ولا بالإسلام... وإذا ما خيّرت بين الديانات فسأختار البوذية لأنها الأكثر مسالمة وروحانية".

التصريحات التي أثارت جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وشكّلت حالة انقسام في الشارع الجزائري بين مدين/معارض لتلك التصريحات، وبين داعم/مدافع عن تصريحات بوجدرة؛ باعتبارها تمثّل حقاً من الحقوق التي يكفلها دستور البلاد؛ وهي حرية الرأي والتعبير.
على أنّ بعض الأصوات الكارثية، كما وصفتها الصحف الفرنسية، ذهبت للمطالبة بتكفير الروائي والدعوة إلى محاكمته وإعدامه. ففي بيان على صفحته على "فيسبوك" دعا عبد الفتاح حداش، زعيم "جبهة الصحوة السلفية الإسلامية" ــ وهو حزب غير معترف به حكومياً ــ إلى محاكمة بوجدرة، ودعا إلى عدم دفنه في مقابر المسلمين، فيما دعا إعلاميون إلى إلغاء تكريم بوجدرة الذي حل ضيفاً مع واسيني الأعرج على مهرجان الفيلم العربي في وهران.

اقرأ أيضاً: الجزائري محمد بوعزارة: الإعلام والسياسة يتكاملان

وفي رد سريع على تلك الدعوات، سارع وزير الثقافة الجزائرية، عز الدين الميهوبي، إلى الدفاع عن بوجدرة، قائلاً "الدستور يضمن حرية الرأي والمعتقد، كما يضمن حق التعبير عن تلك المعتقدات. أفهم مشاعر الجزائريين إذا شكلت لهم تلك التصريحات استفزازاً معيناً، لكن علينا أن نتعلم أن نكون ديمقراطيين كل يوم".



وتعيد تلك الحادثة إلى الأذهان الانقسام الذي ساد الشارع الجزائري في العام الفائت، عقب تصريحات الروائي كمال داود على قناة France 2 التي تناولت العروبة والإسلام، وبعد تكريمه في فرنسا، بعد إصدار رائعته "ميرسو: تحقيق مضاد"؛ والتي شكّلت فتيلاً لعودة النقاش حول مسألتي اللغة والانتماء في الجزائر.




المساهمون