ما هي القصة وراء #كذبة_سارة_ابراهيم؟

ما هي القصة وراء #كذبة_سارة_ابراهيم؟

31 مايو 2015
+ الخط -

صدمة كبيرة عاشها السعوديون طوال الساعات الماضية، عندما اكتشفوا أنّ تعاطفهم الكبير مع الطفلة المصابة بالسرطان سارة إبراهيم لم يكن سوى عملية نصب واحتيال تعرضوا لها، لابتزازهم عاطفياً ومادياً.

كيف بدأت القصة؟

بدأت القصة على موقع "تويتر" عندما ظهر حساب باسم سارة إبراهيم قبل نحو عشرة أشهر، ادّعى صاحبه أنه لطفلة صغيرة مصابة بالسرطان، وتبحث عن كلفة للعلاج، ليتعاطف معها عدد كبير من المغردين، كان بينهم مشاهير سعوديّون وأمراء ومسؤولون.

لكنّ السعوديين استيقظوا بالأمس على كذبة كبيرة، فسارة إبراهيم لم تكن سوى خدعة قام بها محتال، والصور التي ظهرت لها كانت لطفلة أميركية مريضة بالسرطان اسمها esme.

كشف القصة في البداية مغرّد يُدعى طلال، حيث كتب: "هناك موضوع مهم، تمنّيت أن يأتي يوم وأفتحه، ولكن بعد أن تأكدت... أصبحت أمانة يجب أن أقدمها لكل من تعرض للخداع، وأنا أولهم". وأنشأ مغردون وسم #كذبة_سارة_ابراهيم، والذي انتشر بصورة واسعة، وكشف فيه مغردون حقيقة الصورة التي تم استخدامها في الحساب. ليتمّ إغلاق الحساب بعد حملة تبليغات عليه شنّها المغرّدون.

وما زاد غضب المغرّدين، أنّ بعض القنوات التلفزيونية تواصلت معها هاتفياً، مما زاد من تفاعل السعوديين مع قصتها في البداية.


محاسبة قانونية

يؤكد قانونيّون أنّ ما قام به المحتال جريمة تندرج تحت الجنايات المعلوماتية، وفق الفقرة الأولى من المادة الرابعة منه، والتي تشمل كل من استولى لنفسه أو لغيره على أموال منقولة أو سند، أو توقيع السند، عبر الاحتيال، أو اتّخاذ اسم كاذب، أو انتحال صفة غير صحيحة، ويعاقب بالسجن لمدّة لا تزيد على ثلاثة أعوام، وبغرامة لا تزيد على مليوني ريال أو إحدى هاتين العقوبتين.

ويقول المستشار القانوني أحمد الراشد إنّ الترويج لقضية إنسانيّة لا يعتبر ذنباً، إلا إذا كان أحدهم قد استفاد من المبالغ المحولة، ويضيف لـ "العربي الجديد": "من حق المتضرّرين ملاحقة صاحب الحساب، إذا تمكّنوا من إثبات تحويلهم مبالغ مالية لفائدته".

ويقول: "من حق هيئة الادعاء العام تحريك دعوى قضائية ضد صاحب الحساب، لما للقضيّة من صدى كبير، وهي قادرة على الوصول لصاحب الحساب الوهمي، من خلال بروتوكول الإنترنت وأيضاً من خلال رقم الحساب البنكي الذي تم تحويل الأموال عليه".

غضب كبير

لم يهدأ موقع "تويتر" طوال أمس، وتوالت التغريدات الغاضبة من عمليه الخداع التي تعرضوا لها طوال الأشهر الماضية. وشارك إعلاميون معروفون في التغريدات الناقمة، فقال الإعلامي المعروف مصطفى الأغا: "البعض طلب مني أن أعلق على #كذبة_سارة_ابراهيم وأنا أشكرها لأنها أظهرت أننا ما زلنا طيبين وننخدع بالمظاهر بسهولة. الطيب فضيلة والكذب رذيلة".

فيما كتب الإعلامي الكويتي داهم القحطاني: "#كذبة_سارة_ابراهيم مشاعر الناس كانت حقيقية ولم تكن كذبة وما نُشر في حسابها قرب الناس لفهم مرضى السرطان ومعاناتهم بالفعل #رب_ضارة_نافعة". فيما أكد الدكتور خالد النمر أن "من تبرع فقد وقع أجره على الله، ولا بد أن يعاقب ويكون رادعاً لأمثاله مستقبلاً، كما أن التبرعات يجب أن تكون لمؤسسات حكومية وليس لأفراد".

وقالت الكاتبة سكينة المشخص: "تويتر كان فرصة رائعة لتفعيل العمل الإنساني، ومشاركة المحتاجين همومهم ومد يد العون، أتمنى أن يظل كذلك مهما شابته شوائب"، وتابعت: "حتى ولو كانت كذابة، هناك محاربون حقيقيون للسرطان، يجب دعمهم والاهتمام بهم".

فيما قال فايز المالكي الذي كان أكبر من روّج لها: "لا تندموا على نواياكم الطيبة، شخص قال لا تحرموني من دعاكم، أنا مصاب بالسرطان، دعينا له وليس ذنبي أنه طلع كذاب". وكتب الإعلامي ماجد الحميدي: "ما هي إلا عينة من عالم افتراضي لآلاف الكذبات التي نعيشها في عالمنا الحقيقي ولا نعلم بها".

وطالب مغردون المتعاطفين معها بعدم الندم على الكذبة التي عاشوها، فقالت المغردة الشهيرة رغد العبدالعزيز: "أرجو من الشعب السعودي ألا يندم، بالعكس كونوا فخورين بأنفسكم، بطيبتكم، بمؤازرتكم، بدعمكم للمريض، أنتم الخير وهو الشر".

وتخوف آخرون أن تكون الأموال التي حصل عليها صاحب الحساب، ذهبت لجماعات إرهابية، فقال الإعلامي عبدالعزيز الهدلق: "ماذا لو كان وراء هذا الحساب إرهابي أو جماعة تفجيرية، كفانا سذاجة".

المساهمون