صحافيو السودان يحتجّون: صحافة حرة أو لا صحافة

صحافيو السودان يحتجّون: صحافة حرة أو لا صحافة

26 مايو 2015
من الوقفة (العربي الجديد)
+ الخط -
دعت شبكة الصحافيين السودانيين، وهي جهاز موازٍ لاتحاد الصحافيين ذو الصبغة الحكومية، الثلاثاء، لإضراب شامل وإحجام عن إصدار الصحف غداً الإربعاء. ويأتي ذلك احتجاجاً على إقدام الأمن على تعليق صدور أربع صحف سياسيّة يومية، فضلاً عن مصادرة عشر صحف أخرى، في يوم واحد، بسبب قضايا نشر.

وكانت السلطات الأمنية قد صادرت، الاثنين، عشر صحف يومية، بينهم صحف تتبع الحكومة، بسبب نشر تحقيقات عن قضايا التحرش بالأطفال، قبل أن تبلغ أربع صحف بتعليقها عن الصدور، لأجل غير مسمى، بينها صحيفة "الانتباهة" التي يرأس تحريرها، رئيس اتحاد الصحافيين السودانيين.

ونفّذ صحافيون، ظهر اليوم، وقفةً احتجاجيّة أمام مجلس الصحافة والمطبوعات، بمشاركة قوى سياسية سودانية معارضة، وحملوا، خلالها، لافتتات تندد بالتعليق، وتشدد على أهمية حرية الصحافة، منطلقين من مبدأ "صحافة حرّة أو لا صحافة".

وفي بيانها، أكدت الشبكة أن قرار الإضراب، جاء "لمواجهة الاستهداف الممنهج من السلطات، لتركيع الصحافة ولتأكيد الدور المهني والمسؤولية الاجتماعية للصحافة، فضلاً عن تأكيد قدسية وحرمة الصحافة كسلطة رابعة".

وسلّمت الشبكة مذكرة احتجاج إلى قيادة مجلس الصحافة والمطبوعات (جهاز حكومي) عبّرت خلاله عن رفضها القاطع خطوة الأمن بمصادرة وتعليق الصحف، فضلاً عن زيادة حالات الاستدعاء والملاحقة وفتح البلاغات الكيدية في مواجهة الصحافيين واستهدافهم.

وطالبت المذكرة المجلس بوضع تدابير عاجلة بالعمل مع كافة الجهات وبينها رئاسة الجمهورية، لوقف الرقابة عن الصحف باعتبارها إجراء غير دستوري، فضلاً عن إعادة الصحف الموقوفة وإلغاء قرار المنع الصادر في حق عدد من الكتاب بجانب وقف إجراءات الفصل والتشريد، التي طالت العديد من الصحافيين والكتاب.

كما طالبت بإيجاد معالجات اقتصادية تعفي صناعة الصحافة عن الرسوم والضرائب والجمارك الباهظة المفروضة عليه، مع إلزام الأمن بانتهاج سلوك القضاء في التعامل مع قضايا النشر الصحافي، عبر مجلس الصحافة ونيابة الصحافة.

اقرأ أيضاً: الصحف السودانية تتوحد رفضاً للدماء

في المقابل ندد اتحاد الصحافيين، بقرار الأمن بمصادرة وتعليق صدور عدد من الصحف، وعد الخطوة مخالفة لقانون الصحافة والمطبوعات. وطالب الاتحاد، السلطات، بالتراجع فوراً عن قرار التعليق، ووقف الإجراءات الاستثنائية التي تمارس ضد الصحف، من وقت لآخر، عبر المصادرة، بأثر رجعي.

وأكد أن المكتب التنفيذي، سيظل في حال انعقاد دائم، لوضع حد لتلك الممارسات عبر الاتصال بكافة الجهات المسؤولة على رأسها، الرئيس السوداني عمر البشير. واعتبر الاتحاد أن الخطوة أعادت للأذهان خطوة الأمن السابقة بمصادرة "14" صحيفة كدفعة واحدة قاطعاً بأن الخطوة تؤثر على واقع الحريات وتنسف مجهودات الاتحاد في تحسين صورة السودان، داخلياً وخارجياً فيما يتصل بسجل الحريات.

واعتبر صحافيون محتجون، أن الخطوة فاتحة لهجمة شرسة ستواجه بها الصحف الأيام المقبلة. وستقود إلى تشريد الصحافيين وإجبار بعضهم على الهجرة.


اقرأ أيضاً: السودان: الأمن يمنع صحافيين من الاحتجاج ضد الصراع القبلي 

المساهمون