انتقادات لحرية الصحافة بالمغرب... والحكومة: هذا ظلم

انتقادات لحرية الصحافة بالمغرب... والحكومة: هذا ظلم

01 مايو 2015
يُشاهدان التلفزيون المغربي (فرانس برس)
+ الخط -

اتفق تقريران صدرا في وقت واحد عن منظمة "فريدوم هاوس" الأميركية، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، على رسم صورة رمادية لحرية الصحافة في المملكة، حيث وسمت الأولى البلاد بأنها غير حرة صحافيًا، بينما اعتبرت الثانية وضعية "صاحبة الجلالة متردية وحصيلتها سلبية".

انتقادات منظمة "فريدوم هاوس" رد عليها وزير الاتصال، مصطفى الخلفي، مساء أمس الخميس، بعد انعقاد المجلس الحكومي الأسبوعي، حيث وصف تقريرها بأنه "جائر وغير منصف" للمجهودات التي بذلتها المملكة في هذا القطاع، معتبرا أن التقرير "غير واقعي".

وانتقد الوزير تصنيف "فريدوم هاوس" لحرية الصحافة بالمغرب في مركز مسبوق ببلدان تعيش محاكمات عسكرية واعتداءات لعشرات الصحفيين"، قبل أن يشير إلى أنه خلال السنة الماضية تراجعت حالات الاعتداء على الصحفيين بأكثر من الثلث، كما لم تشهد السنة أية حالة لمصادرة صحيفة وطنية".

وكانت منظمة "فريدوم هاوس" الدولية قد منحت المغرب 66 نقطة من 100، ضمن لائحة بلدان شملها التنقيط بشأن حرية الصحافة في العالم خلال سنة 2015، حيث كان المغرب في خندق البلدان "غير الحرة صحافيًا"، فيما جاءت بلدان مثل مالاوي وسيراليون في مراتب أفضل منه.

التقرير انتقد ما سماه "عجز" الحكومة المغربية عن إنجاز الوعود التي قدمتها بخصوص تطوير حرية الصحافة والإعلام في البلاد سنة 2013، عازية هذا الوضع السلبي إلى بطء في إصدار وتنفيذ التشريعات الضرورية، وأيضا إلى تعرض صحفيين لضغوطات في عملهم.

وسرد تقرير "فريدوم هاوس" مجموعة "الطابوهات التي ما زالت تعترض الصحفيين بالمغرب، وعلى رأسها موضوع المؤسسة الملكية، وأيضا الدين الإسلامي، مشيرا إلى استمرار وجود رقابة حكومية على الصحافة، فضلا عن رقابة ذاتية يخضع لها الصحفيون خشية متابعاتٍ قضائية".

اقرأ أيضاً: المغرب: المنظمات الحقوقية تدين سجن هشام منصوري

وعلى نفس وتيرة الانتقادات، أصدرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، تقريرها السنوي حول "حرية الصحافة والإعلام في المغرب"، وذلك في الفترة الممتدة بين 3 مايو/أيار 2014 و3 مايو 2015، حيث عبر عن "خيبة أمله" من الوضع الراهن لحرية الصحافة بالمملكة.

وسجل تقرير النقابة المغربية ما وصفه بتخلف الإطار القانوني والتشريعي للصحافة والإعلام في المغرب، مبرزا أن ممارسة الصحافة في البلاد لم تتغير ولم تشهد أي تحسن طيلة سنة  كاملة، بالرغم من انتظارات الصحفيين والرأي العام بعد الإصلاح الدستوري لسنة 2011.

وقال في هذا الصدد عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة بالمغرب، لـ"العربي الجديد"، إن حصيلة الصحافة والإعلام في البلاد سلبية وجامدة رغم وجود دستور متطور، عازيا هذا الوضع إلى غياب إرادة سياسية لدى الفاعلين المعنيين لتطوير قطاع الصحافة والإعلام بالمغرب.

ووصف البقالي أوضاع الصحافة بالمغرب بأنها "مرتبكة" في العديد من المؤسسات الإعلامية، مشيرا في ذات الوقت إلى وجود نوع من التباطؤ والتأخر في إخراج منظومة الصحافة إلى حيز التطبيق، من قبيل قوانين النشر والمجلس الوطني والصحافي المهني، بسبب تعقد مسطرة التشريع في البلاد".

المساهمون