تناقض في الصحافة الروسية حول اليمن

تناقض في الصحافة الروسية حول اليمن

08 ابريل 2015
مسلّح حوثي في صنعاء (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -
لم تبق تطورات الوضع في شبه الجزيرة العربية خارج اهتمام الإعلام الروسي. وقد اتسم ما نُشر بوجهتي نظر: الأولى تقول إن لروسيا مصلحة في زعزعة الاستقرار في المنطقة عموماً وفي المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص أملاً بعودة أسعار النفط إلى الارتفاع؛ فيما الثانية ترى أن روسيا صاحبة مصلحة في حفظ الاستقرار في الإقليم وعليها أن تتخذ موقفاً حيادياً.

وفي مقاله "اللغز اليمني"، الذي نشر في 26 مارس/آذار في صحيفة "نوفايا غازيتا"، يقول المستشرق الشهير غيورغي ميرسكي: "إن حكومة السعودية وحاميتها واشنطن، وجدتا نفسيهما بين نارين: الحوثيون وكلاء إيران من جهة، وتنظيم "القاعدة" من جهة أخرى، ومع أن الأخير منظمة سنية، إلا أنه عدو عتيد للنظام السعودي. وعلى ما يبدو، فإن الرياض وواشنطن قررتا مهاجمة العدو الأقرب، أي الحوثيين، والتفرغ بعد ذلك للقضاء على القاعدة في شبه جزيرة العرب".

وتختلف الآراء، في الصحافة الروسية، حول نتيجة الحرب اليمنية التي يمكن أن تصب في مصلحة روسيا إلى حد التناقض. فالمستعرب ليونيد إيساييف، في مقابلة مع مجلة "إكسبيرت" في الثاث من أبريل/نيسان، رأى أن الحرب في الإقليم النفطي مفيدة لروسيا، قائلاً: "أسعار النفط ترتفع. ومن حيث المبدأ، لنا مصلحة في تزعزع الاستقرار حتى النهاية في العربية السعودية وسقوط حكم آل سعود. وعلى العموم، فعلى روسيا إجراء حوار مع الحوثيين وحلفائهم، ذلك أنهم الشركاء الطبيعيون لروسيا في الإقليم".

ويعرض الكاتب الصحافي بيوتر آكوبوف وجهة نظر أخرى في صحيفة "فزغلياد"، في الثلاثين من مارس/آذار، فيكتب تحت عنوان "يمكن لروسيا أن تلعب في اليمن دوراً خاصا بها": "لا تحتاج روسيا إلى احتلال اليمن من قبل السعوديين، ولا انهيار المملكة العربية السعودية. فأسعار النفط ليس لها هذه الأهمية الكبيرة في الصراع الجيوسياسي، والسلبيات من انهيار المملكة ستكون أكثر من الإيجابيات. روسيا بحاجة إلى إرساء قواعد لعب دولية جديدة في العالم، وفي نضالها نحو ذلك فإن العالم العربي والإسلامي برمته، بشقيه السني والشيعي، حليف مستقبلي لنا".

إقرأ أيضاً: الإعلام وتغطيات عاصفة الحزم: انحياز بالجملة

وفي سياق المقارنة بين سياستي أميركا وروسيا في منطقة الشرق الأوسط، يتوقف آكوبوف عند مساندة موسكو للرئيس السوري بشار الأسد: "روسيا، لا تتخلى عن أصدقائها. وهذا الدرس مهم بصورة خاصة لهم، على خلفية ما قامت به الولايات المتحدة في المنطقة في السنوات الأخيرة. ولذلك، فلا حاجة للتعاطي بحساسية زائدة مع تصريحات وزير الخارجية السعودي حول أن الرئيس الروسي يدعو إلى السلام في اليمن وفي الوقت نفسه يساعد الرئيس الأسد في قتل شعبه. فالسعوديون ببساطة قلقون جداً من تخلي أوباما عن قصف دمشق في اللحظة الأخيرة".

ومن جهته، أبدى المستشرق بوريس دولغوف، رأيه في الوضع اليمني في صحيفة "موسكوفسكي كومسومولتس"، تحت عنوان "روسيا، لديها أذرع محددة للتأثير في الوضع اليمني" المنشورة في الحادي والثلاثين من مارس/آذار الماضي: "يمكن اقتراح بدء المفاوضات على التجربة السورية، حين عرضت روسيا الساحة الموسكوفية للمحادثات بين الأطراف. فموسكو اليوم، من وجهة نظري، يمكن أن تعرض هذه الطريقة لبدء المحادثات، والمبادرة إلى ذلك مع تلك الدول المتورطة بهذا الشكل أو ذاك في الوضع اليمني".


إقرأ أيضاً: الإعلام الغربي والاتفاق النووي: مختصر مفيد