ليبيا: تهديدات تدفع الصحافيين إلى الهجرة

ليبيا: تهديدات تدفع الصحافيين إلى الهجرة

13 ابريل 2015
(Getty)
+ الخط -
في ظلّ تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، ومثابرة الأطراف الليبية في العمل على اتفاق وطني يجمع الأطراف المتنازعة في البلاد تحت رعاية الأمم المتحدة، يدفع الصحافيون الليبيون ثمن هذه النزاعات، من خلال تلقيهم تهديدات بشكل متواصل... ما يدفعهم إلى الهجرة.

هذا الأمر كان محلّ متابعة منظّمة "مراسلون بلا حدود"، والتي أشارت إلى تزايد عدد الانتهاكات بحقّ الصحافيين. المنظمة كانت قد أطلقت، في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، حملة بعنوان "هل انقطعت أخبار ليبيا؟"، وبحسبها، فإنّ الأخبار عن الانتهاكات تتزايد منذ ذلك الحين.

احتلّت ليبيا المركز 154 على مرصد حريّة الصحافة عام 2015 الذي تُطلقه المنظّمة. وقالت مديرة البرامج في منظمة "مراسلون بلا حدود"، لوسي موريون، في تقرير المنظمة هذا الشهر: "إن انعدام الأمن الكلي الذي يطغى حالياً على عمل الصحافيين في ليبيا يكاد يجعل من المستحيل عليهم أداء مهامهم الإخبارية، ما يتسبّب في نزوح جماعي للإعلاميين إلى الدول المجاورة". وتابعت قائلةً: "إن هذا الوضع يبعث على القلق بشكل متزايد نظراً للدور الحيوي الذي من المفترض أن تضطلع به وسائل الإعلام في مناطق النزاع. ولذلك ينبغي أن تكون سلامة الصحافيين على رأس أولويات الجهات المعنية في ليبيا، الوطنية منها والدولية".

وبحسب المنظمة، قررت الصحافية الليبية، سرين العماري، مراسلة قناة "فرانس 24" في طرابلس، الفرار خارج البلاد، بسبب تلقيها تهديدات واستدعائها عدة مرات للاستجواب على أيدي السلطات الليبية بشأن تقاريرها. كما اضطر المراسل السابق لقناة الجزيرة، نعيم العشيبي، إلى الفرار من بنغازي، في فبراير/ شباط الماضي، إثر أعمال التخريب التي ألحقت أضراراً جسيمة بمنزله. كذلك هو حال الرسام الكاريكاتيري، نزار سيالة، الذي اختار المنفى بعد تلقيه عدة تهديدات بسبب رسم كان قد انتقد فيه التراث الليبي الثقافي.

إقرأ أيضاً: العام الأسوأ على الصحافة في ليبيا: قتل وخطف وتعذيب

وسجلت حالات قتل بحق الصحافيين في ليبيا، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عثر على المدونين سراج غاطس ومحمد بتو ومحمد مسماري، مذبوحين في مدينة درنة، التي لا تزال تئن تحت سيطرة المليشيات الدينية المتطرفة. وفي منتصف ديسمبر/ كانون الأول، اختُطف الصحافي محمد حواس، المذيع السابق في قناة "ليبيا لكل الأحرار"، ومن ثم أطلق سراحه بعد ثلاثة أيام خلال عملية لتبادل الأسرى. وعلى خلفية محاولة اغتياله بمدينة درنة في أكتوبر الماضي، هاجر المصور سالم الحوسادي البلاد.

وكانت منظّمة "هيومن رايتس ووتش" قد دقّت ناقوس الخطر في ما يتعلّق بالصحافيين في ليبيا في فبراير الماضي. وأشارت المنظمة، في تقريرها بعنوان "الحرب على وسائل الإعلام: الصحافيون تحت الهجوم في ليبيا"، إلى أنّ "جماعات مسلحة مختلفة في ليبيا هاجمت، وخطفت، وأرهبت، وهددت، وقتلت بطريقة عنيفة، صحافيين ليبيين وأفلتت من العقاب على مدى العامين الماضيين، ما حدا بالعديدين إلى الفرار من البلاد، أو فرض الرقابة الذاتية على أنفسهم".

وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن "السلطات أخفقت في محاسبة أي شخص (لمسؤوليته) عن الاعتداءات على الصحافيين ووسائل الإعلام منذ 2012، بينما تعمل المحاكم على ملاحقة الأشخاص قضائياً، بمن فيهم الصحافيون، على الجرائم المتعلقة بالتعبير عن الرأي. وازداد الوضع سوءاً على الصحافيين عندما اندلعت الصراعات المسلحة عام 2014".


إقرأ أيضاً: السفيرة الأميركية لدى ليبيا توقف حسابها على "تويتر"

المساهمون