الناشطون اللبنانيون يكسبون: العاملات الأجنبيات مش للبيع

الناشطون اللبنانيون يكسبون: العاملات الأجنبيات مش للبيع

17 مارس 2015
انتصار على العنصرية ضد الأجانب (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -
إنجاز صغير، لكنه نوعي، حققه الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بدعم من الإعلام اللبناني. فيوم أمس تلقى آلاف اللبنانيين على هواتفهم رسالة نصية تقول حرفياً: "في عيد الأم، دلّل والدتك واهديها عاملة منزلية. عروض خاصة على الكينيات والأثيوبيات لمدة عشرة أيام. اتصلوا بنا على ********".
بهذه البساطة أرسلت شركة استقدام العاملات الأجنبيات الرسالة التي انتشرت بسرعة خيالية على مواقع التواصل، مع تعليقات غاضبة من عنصرية المكتب في التعاطي مع العاملات كسلع تجارية.


[اقرأ أيضاً: الإعلام اللبناني تحت مرصد الأمم المتحدة]


انطلقت الحملة وتوسّعت لتتضمن مئات المشاركات التي تطالب بمحاسبة الشركة، وبدأت الردود تنهال على "فيسبوك" و"تويتر". "لا أفهم ما الذي يجري لهذا المجتمع المريض"، سألت إحدى الناشطات. فيما كتب رولان: "هؤلاء الأشخاص لا يدركون حتى أنهم عنصريون...عنصرية مولودة فيهم منذ اليوم الأول". الناشط والإعلامي عماد بزي كان من أكثر من أثاروا الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى إعادة نشر الرسالة النصية العنصرية على نطاق واسع. فهل استعادت مواقع التواصل في لبنان قدرتها على التأثير؟ في حديثه مع "العربي الجديد" يقول عماد بزي: "مواقع التواصل الاجتماعي لم تفقد قدرتها على التأثير في أي من المراحل، والدليل أنها لطالما حققت مكاسب صغيرة. كل ما في الأمر أنها أثبتت أن تأثيرها يقع على القضايا الصغيرة هنا وهناك فقط، خصوصاً القضايا التي تحظى بإجماع شعبي". ويضيف: "أما تأثير مواقع التواصل على القضايا الوطنية أو المصيرية والتي تدخل فيها عوامل الانتماء السياسي والحزبي والطائفي، فلا يزال ضعيفاً للغاية". ما يقوله بزي، يبدو حقيقياً على أرض الواقع، وهو ما أثبتته التجربة مع حملة "رفض التمديد لمجلس النواب" التي لاقت صدى واسعاً على مواقع التواصل، فيما لم يكن تأثيرها على الأرض كبيراً. انطلاقاً من هذا الواقع يضيف بزي: "يمكن الاعتماد على مواقع التواصل للضغط نحو مكاسب مجتمعية ومطلبية، بينما تصبح خارج إطار الواقع ومضيعة للوقت لمن يريد استخدامها للدفع نحو تغييير سياسي، من دون الضغط في الشارع".

[اقرأ أيضاً: لبنان: فساد بملياري دولار والتبليغ "أونلاين"]


وبالتوازي مع الحملة على مواقع التواصل، عرضت قناة LBCI تقريراً عن الموضوع، وأوصلت الشكوى إلى مكتب وزير العمل اللبناني سجعان قزي. كل هذا الضغط أدى إلى إقفال المكتب صباح اليوم، بسبب هذه الرسالة النصية العنصرية. ميثم قصير، مراسل قناة LBCI الذي أعد التقرير الإخباري، قال لـ"العربي الجديد": "القضية بدأت على مواقع التواصل الاجتماعي ونحن تلقفناها، وأوصلناها إلى الوزير المسؤول". وعن تأثير وسائل الإعلام، ومن بينها مواقع التواصل، على القضايا الصغيرة من دون أي تأثير على القضايا السياسية الكبرى، يقول قصير: "من الطبيعي أن يكون التأثير في هذه القضايا أكبر، لأن المواجهة هي بين رأي عام مدعوم من الإعلام ضد مرتكب واحد، عكس القضايا الكبرى مثل العنف الأسري أو الاحتجاجات المطلبية التي تكون فيها المواجهة بين الإعلام، وبين جهات مختلفة مثل الحكومة ومجلس النواب والقضاء".
إذاً إنجاز آخر للناشطين على مواقع التواصل، مدعومين من الإعلام التقليدي في مواجهة عنصرية قسم كبير من المجتمع اللبناني. فهل تفتح الباب أما ضغط باتجاه قضايا أخرى؟