حيتان الإعلام أو صانعو الملوك: موردوخ مثالاً

حيتان الإعلام أو صانعو الملوك: موردوخ مثالاً

03 فبراير 2015
(Getty)
+ الخط -
عاد روبرت موردوخ إلى لعبته المفضّلة: صناعة الرؤساء في الولايات المتحدة الأميركية. الحوت الإعلامي الكبير، وصاحب أكبر إمبراطورية إعلامية في العالم، بدا الأكثر فرحاً بإعلان ميت رومني عزوفه عن الترشّح للانتخابات الرئاسية الأميركية عن الحزب الجمهوري.

فالأسبوع الماضي أعلن موردوخ أن رومني "مرشّح مروّع" للحزب الجمهوري، في إشارة إلى معارضته التامة لترشيح الحزب الجمهوري لرومني. كما أن "وول ستريت جورنال" التي يملكها موردوخ سبق أن وصفت في إحدى افتتاحياتها الأسبوع الماضي ميت رومني بـ "الكارثة".

لا يحتاج موردوخ إلى النشاط السياسي المباشر داخل الأحزاب ليكون رأيه الشخصي في كثير من الأحيان، مؤثراً على المشهد السياسي الأميركي: من انتخابات البلديات والولايات إلى الانتخابات الرئاسية. فهو يملك أكبر وسيلتين إعلاميتين وهما شبكة "فوكس نيوز الإخبارية"، وصحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى جانب وسائل إعلامية كثيرة أخرى. لكن الشبكة الإخبارية ومعها الصحيفة تعتبران الأكثر تأثيراً على الجمهور الأميركي، ولهما نتيجة مباشرة على اختيارات الأميركيين في الانتخابات.

لكن "نيويورك تايمز" كشفت الستار أخيراً عن معركة إعلامية أخرى في صناعة الملوك. إذ اتضّح أن "الحوت الإعلامي الآخر" مايكل بلومبرغ وحاكم نيويورك، وعاشر أغنى رجل في الولايات المتحدة، يريد أيضا المنافسة على اختيار الوجه السياسي للبلاد. صاحب شبكة "بلومبرغ" وهي أكبر شبكة إعلامية اقتصادية في العالم، حاول شراء "نيويورك تايمز" لكن اتضح أن "الصحيفة ليست للبيع". وهو ما أدى إلى خروج تحليلات كثيرة عن نية بلومبرغ دخول باب "التأثير على الحياة السياسية" من خلال الصحيفة الأشهر في الولايات المتحدة، والتي تتمتّع بانتشار واسع، وتأثير مباشر على القراء.

وقد دعا موردوخ عبر تغريدة له على موقع "تويتر" بلومبرغ إلى شراء الصحيفة الشهيرة قائلاً: "طبعاً بلومبرغ يقدر على شراء نيويورك تايمز". ورغم أن الصفقة فشلت، لكن يبدو أن بلومبرغ لن يتردّد في البحث عن وسيلة إعلامية أخرى تتحوّل إلى منبره المباشر قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.