قينان الغامدي: أعيدوا مراجعة الكتب الدينية

قينان الغامدي: أعيدوا مراجعة الكتب الدينية

24 فبراير 2015
لا هدنة مع "داعش" يقول الغامدي (فيسبوك)
+ الخط -
طالب رئيس التحرير السابق لصحف "الشرق"، و"الوطن"، و"البلاد"، قينان الغامدي، بمراجعة كتب الدين القديمة، خصوصاً كتب الأحاديث الستة، بما فيها صحيحا البخاري ومسلم، لإخراج الأحاديث التي لا تتوافق مع القرآن. وأكد في حواره مع "العربي الجديد" أن الأحاديث التي لم تثبت عن النبي، وتم إدخالها في تلك الكتب، هي السبب وراء ما يحدث في العالم الإسلامي من ظهور للتنظيمات التكفيرية الإرهابية.

المجتمع السعودي وداعش

وشدد الغامدي على أن "كل بيت سعودي لا يخلو من داعشي"، وهو الأمر الذي فتح الكثير من الجبهات ضده على مواقع التواصل الاجتماعي. غير أنه يعتبر أن من يخاف من انتقاد "داعش" يُعتبر منه، وهو أمر يجعل كل بيت سعودي يحتوي على داعشي واحد على الأقل. الغامدي أكد أنه لا يخاف من حكمه على السعوديين ولا حتى من المنتمين حقيقة للتنظيم.
ويذهب الغامدي أبعد في شرحه لأفكاره: "أنا لا أقول إن كل السعوديين ينتمون للفكر الداعشي ولكن أقول أن في كل بيت سعودي داعشياً. فكل بيت سعودي يتكون من الأب والأم وأولادهما، ولا بد من أن يكون أحدهم متأثراً بالفكر الداعشي".

لكن أليس في هذا التحليل تجنّ على السعوديين؟ يصمت الغامدي قبل أن يجيب: "ينقسم السعوديون لخمسة أقسام، الفئة الأولى تضمّ المتأثرين بالتنظيم وانضموا إليه في سورية والعراق. أما الفئة الثانية فتضم هؤلاء المقتنعين بفكر (داعش) ويعبرون عن ذلك على مواقع التواصل، أو يعبرون عنه بأسماء مستعارة".
ويتابع في تقييمه للمجتمع السعودي: "الفئة الثالثة هم المحرضون، فبعضهم مشهورون بين الناس وهم يحرضون على الالتحاق بداعش، أو يوجدون تبريرات لمن يذهب للقتال ويسوقون أدلة من القرآن والسنة ويعكفونها عكفاً ليثبتوا للناس أنهم على حق، ويعتبرون أنهم على حق، ويدعمون بالمال سرا. هؤلاء الدولة تعرفهم وتتابعهم".

تبقى، بحسب الغامدي، فئتان لا تعرفهما الدولة لأنه من الصعب معرفتهما، "هم فئة المتعاطفين مع الفكر الإرهابي، وهم يخفون هذا الأمر ولا يعلنونه إلا عبر دائرة ضيقة جداً، وهي في الغالب تتكون من المتعاطفين أيضاً... الفئة الأخيرة وهي الأكثر انتشاراً، هي فئة تخاف من داعش، تخاف على أولادها، وتحاول أن تتقي شر التنظيم. هذه الفئة أعتبرها مؤيدة لداعش لأنها لا تحاربهم ولا تواجههم".

تقسيمات الغامدي المثيرة للجدل، لا يجدها هو راديكالية أو غير حقيقية فيقول لـ"العربي الجديد": "يهمني بالدرجة الأولى هذه البلد وأولادي، لا أريدهم أن يتأثروا بالمتطرفين وبالمتعاطفين معهم ولا حتى بالخائفين منهم، يجب إذا قابلت متطرفاً أو متشدداً في أي مكان أن أقف بحزم أمامه ويكون ذلك أمام أعين الناس".
هذا الكلام الذي يردده الغامدي سبب له الكثير من المتاعب: "أصدقاء كثير كلموني وكانوا خائفين عليّ من تكفيري وإهدار دمي، فقلت لهم خوفكم هذا دليل على أنكم متأثرون بفكر داعش. حتى الساعة لم تصلني تهديدات مباشرة، ولكن بعض الدواعش في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تكتلوا في ما بينهم ليرفعوا قضية ضدي، وقيل لي إن محامين يريدون مقاضاتي".

إقرأ أيضاً: السعودية تخرق لائحة "الإرهاب" الإماراتية

موقف السلطات السعودية

وماذا عن موقف السلطات الرسمية السعودية؟ جواب الغامدي بسيط جداً: "أنا لا أخافهم ولا أهابهم، والجهات الرسمية لا يزعجها كلامي فأنا لا أمثل الدولة ولكن أمثل نفسي فقط، لم يتصل بي أي مسؤول ويعاتبني، وأنا واثق من أن الجهات الرسمية ذات حكمة وهي تأمل أن يهدي الله هؤلاء (المقاتلين)، ليدركوا أن وطنهم أهم، خاصة فئة المخدوعين والمغرر بهم والذين استغلوا استغلالاً أعمى".
ويستفيض في شرح تقنيات داعش وفكره، الفكر الذي يراه مكشوفاً منذ البداية، وينتقد بشكل مباشر المبررين لداعش، تحديداً المبررين جريمة حرق الطيار الأدرني، معاذ الكساسبة: "وهناك أيضاً المنظرون عن جريمة الكساسبة فهم يستنكرون علناً ويتبرؤون منهم أمام جمهورهم، لأنهم أذكى من أن يؤيدوا أمام الناس".

مراجعة كتب الحديث الستة

وعند سؤاله عن سبب تبرير بعد الإعلاميين والصحافيين في السعودية والعالم العربي جرائم داعش، يأتي جوابه تلقائياً: "الدولة تريد من كل من يحب بلده ويريد الخير لهذا الوطن أن يدحر هذا الفكر، لأنه هو سبب مصائبنا، فالقتل في شوارعنا بدأ في عام 2003 بسبب تفشي هذا الفكر، والأمير، نايف بن عبدالعزيز، أعلنها بصراحة وقال إن كل ما يحدث في السعودية هو من تنظيم الإخوان المسملين، وهو صادق فيما قال، فالسرورية انتشرت في السعودية مثل انتشار النار في الهشيم، وهم من المنشقين عن الإخوان المسلمين، وانتشروا لأنهم أذكى منهم، فأخذوا فكر التنظيم الإخواني وألبسوه بالفكر السائد في السعودية".

ويضيف: "الكثير من العادات لدينا تحولت لمستوى العبادات، نحن نحتاج لتنقيح الكتب الدينية المتشددة التي اختلطت فيها الإضافات ودخلت فيها الجوانب السياسية التي تستغل الفتاوى، هناك كثير من الكتب معتمدة رسمياً، لكن يجب أن تعرض للهواء والشمس وتنقى، حتى فقه بن تيمية وبعض التفاسير التي نعتمد عليها ويجب على هيئة كبار العلماء أن تنقح الأحاديث المكذوبة والضعيفة وبعضها يتم الاعتماد عليه في فتاوانا وأن تضع الدولة لجنة تقوم بقراءة هذه الكتب وتنقحها بما يلائم القرآن والسنة الصحيحة الثابتة والمقطوع بها، وبما يلائم الشرع الذي لا يعارض نصا صريحا من القرآن وصحيح السنة".

لكن أليس من الصعب أن تتم مراجعة كتب مهمة مثل الصحيحين؟ يقول الغامدي: "لا أبداً، فصحيح السنة يحتاج للجنة علمية لمناقشته، لأن الباحثين يكتشفون تباعاً أن في أهم كتابين في السنة، وهما صحيحا البخاري ومسلم، الكثير من الأحاديث الموضوعة، فما بالك بالكتب الأخرى والروايات التي لم توجد في الكتب الستة؟ يجب مناقشة تلك الكتب وتنقيحها، فكتب كتبت في زمن الأمويين والعباسيين لا تصلح لزماننا هذا".

الإمام البخاري اجتهد كثيراً في تنقيح الأحاديث، فكيف يمكن التشكيك في ما كتب بعد كل هذه المدة؟ مجدداً يبدو جوابه واضحاً: "البخاري جمع أكثر من 600 ألف حديث واختار منها نحو أربعة آلاف في 16 عاماً. هذا يدل على أن البخاري لم يكن ينام ولا يشرب ولا يصلي ولا يأكل لأنه كان في كل عشر دقائق يختار حديثاً ليعتمده أو يرفضه، وهذا غير صحيح، ولا يستطيع أن يستعيد حتى الشروط التي وضعها لتنقيح الأحاديث".
ويضيف: "أعتقد أن الأحاديث تحتاج لتنقيح وأن تناقش حتى الفتاوى التي نتعمد عليها، يجب على الدولة أن تشكل لجنة للبحث والتقصي في تلك الكتب، وأيضا تبحث وتتقصى في جذور الفتنة التي نعيشها حالياً، فما زال هناك من يقتل المقيمين الآمنين في بلادنا ويقتلون جنودنا وضباطنا في الشوارع".

إقرأ أيضاً: "طفلتان ترضعان رجلين بمهرجان الأحساء" يُغضب السعوديين

المساهمون