سقطات الإعلام المصري في 2015: مؤامرات كونية وحروب إلكترونية​

سقطات الإعلام المصري في 2015: مؤامرات كونية وحروب إلكترونية​

17 ديسمبر 2015
استخفاف بعقل المشاهد المصري (Getty)
+ الخط -
غاب عام آخر؛ مليء بالسقطات الإعلامية والمانشيتات الموحدة في مصر. عام تأثرت فيه علاقات دبلوماسية من قطر شرقا إلى المغرب غربا، ومن إثيوبيا جنوبا إلى تركيا شمالا، وشهد تهكما على الثورات، ووُصف فيه المعارضون بـ"الصراصير والشباشب"، كما شهد إزاحة الستار عما يُعرف بـ"المجلس الأعلى للعالم".

1- المانشيت الموحد: أبانا الذي في المخابرات

تكرر خروج عدد من الصحف المصرية الحكومية منها والخاصة والحزبية، بمانشيت موحد في تواريخ وأحداث معينة. البداية كانت مع مانشيت "مصر تستيقظ" عقب اليوم الأول من المؤتمر الاقتصادي الذي عقدته الحكومة المصرية في شرم الشيخ في مارس/آذار الماضي.
كما أن مانشيت "الإرهاب يغتال محامي الشعب"، كان موحدا في الطبعات الأولى من الأعداد الصادرة اليوم بتاريخ 30 يونيو/حزيران، تعقيبا على حادث اغتيال النائب العام المصري، هشام بركات. كما توحدت المانشيتات مع خبر "تسلم السلطات المصرية، الإعلامي المصري، أحمد منصور، بعد ترحيله من ألمانيا"، قبل إعلان السلطات الألمانية الإفراج عنه بساعات.

2- ريهام سعيد: البقاء لـ"التواصل الاجتماعي"

اعتادت مقدمة البرامج المصرية، ريهام سعيد، إحداث حالة من الجدل في الكثير من ظهورها الإعلامي، لتجاوزها حدود المهنية والأعراف المجتمعية والإعلامية بشكل عام. إلا أن الواقعة التي عُرفت بـ"فتاة المول" كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير؛ إذ انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لفتاة تتعرض للاعتداء البدني في أحد مراكز التسوق بالقاهرة، والذي يُظهِر المُعتدي يضرب الفتاة بعنف.

وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أجرت سعيد في برنامجها (صبايا الخير) المُذاع على قناة "النهار" الفضائية المصرية الخاصة، مقابلة معها لتحكي وقائع حادثة التحرش والاعتداء عليها، وأنهت فقرتها بعرض صور شخصية شبه عارية لسمية، ضمن خطاب يُبرِّر تعرُضها للاعتداء والتحرش، ويُرجِعه إلى الضحية نفسها.

تلك الواقعة أحدثت حالة من الغضب والرفض في وسائل التواصل الاجتماعي، أدت لتدشين حملات مقاطعات واسعة للشركات المعلنة والراعية للبرنامج؛ وأسفرت عن وقف المعلنين رعاية البرنامج، وقرار القناة بإقالة ريهام سعيد ووقف برنامجها. لتُعلن القناة بعد شهر عودته.



3- منى عراقي: القضاء يحكم على "الشذوذ"

في السادس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عاقبت محكمة جنح مصر القديمة، مقدمة برنامج "المستخبّي"، منى عراقي، بالحبس ستة أشهر وغرامة ألف جنيه، في دعوى السب والقذف وإذاعة أخبار كاذبة في واقعة "حمام باب البحر" التي اتهم فيها ستة وعشرون شخصا بـ"ممارسة أعمال الفجور"، وحصل جميعهم على البراءة في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، من محكمة جنح الأزبكية، وهو ما أيدته محكمة الاستئناف.



الواقعة تعود لتاريخ 9 ديسمبر/كانون الأول 2014، عندما وقفت عراقي، تلتقط بهاتفها المحمول صورا لاقتياد الشرطة لرواد حمام شعبي في رمسيس وهم عرايا يجتهدون لتغطية وجوههم. قبل الواقعة بيوم، كتبت عراقي، على صفحة البرنامج في فيسبوك إعلانا عن الحلقة بعنوان: (بالصور.. المستخبي يكشف أكبر وكر للشذوذ الجماعي في قلب القاهرة). وعقب عرض الحلقة، كتبت عراقي "النهاردة يوم جميل.. لازم نشارككم فرحتنا بإنجاز جديد وكبير للبرنامج.. المستخبي قدر يقفل وكرا للجنس الجماعي بين الرجال وتم القبض عليهم متلبسين".



4- قضية فلسطين.. سكين مطبخ

تهكم العديد من الإعلاميين المصريين ومقدمي البرامج، على ثورة السكاكين في الأراضي المحتلة، باعتبار أن "سكاكين المطبخ لن تحرر فلسطين"، كما قال الإعلامي والكاتب، إبراهيم عيسى. وانحرفت العديد من وسائل الإعلام المصرية كثيرا، في وصف ما يدور في الأراضي المحتلة. فقناة "الفراعين" الفضائية الخاصة، وضعت في شريطها الإخباري نبأ "استشهاد مستوطنين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين طعنا في القدس". وعرضت قناة أخرى، تقريرا بعنوان "موجة الإرهاب الفلسطيني تجتاح إسرائيل".

5- إعلام الصراصير والشباشب

"الصراصير نحتسبهم حركة حماس، التي خرجت علينا بتصريحات تؤكد أن لديهم معلومات أمنية خاصة باختطاف 4 من عناصرها في مصر، ثم خرجت كتائب القسام ببيان قبيح أعلنت فيه أن اختطاف عناصرها ينافي الأعراف الدولية، وهذه العملية لن تمر مرور الكرام.. لا حقيقي خُفت وحاسة بقلق"، هذا جزء من أداء مذيعة في برنامج حواري على قناة "صدى البلد" الفضائية المصرية، تدعى دينا رامز، علقت به على الأخبار المتداولة عن اختطاف 4 من عناصر حركة حماس الفلسطينية داخل الأراضي المصرية. ثم واصلت فقرتها "الصراصير عندنا يا بتترش.. يا بتضرب بشبشب.. زنوبة، وبوردة".



6- المجلس الأعلى للعالم.. والمؤامرة الكونية

على طريقة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في تعظيم التحديات التي تواجهها مصر إقليميا وعالميا؛ جاء حديث الإعلامي تامر أمين، على قناة "روتانا مصرية"، عن الحرب الكونية التي تجابهها مصر في الفترة الحالية. وتحدث أمين عن حرب كونية تقودها دول وحكومات، أطلق عليها "المجلس الأعلى للعالم"، والذي يضم أجهزة مخابرات وأجهزة أمنية عالمية، تستهدف مصر وبعض دول العالم. وأضاف "يستطيع المجلس الأعلى للعالم والدول أن يدمر أي دولة بلا حروب، من خلال التلاعب في التركيبات الجيولوجية للدول، أو يرسل تسونامي أو زلازل عن طريق العبث في ترتيبات القشرة الأرضية في مدينة معينة، لإحداث زلزال بقوة مدمرة، أو يرسل براكين مدمرة، بدلا من أن يرسل صاروخاً. ويمكن للحرب الكونية أن ترسل شهبا أو نيازك".



وفي هذا الإطار، بحسب أمين، يمكن للعلماء تفسير مجموعة من الأحداث التي تقع في مصر أو الشرق الأوسط، وتمت هذه الأحداث بهذا التفكير، وكانت كلها تجارب لمحاولات أوسع وأكبر قد تجابهها مصر والعديد من دول العالم.



اقرأ أيضاً: بالمؤامرات الكونية وحدها يحيا الإعلام

7- إعلام الضيف والمواطن "الراكور"

قد يبدو منطقيًا حديث أساتذة الإعلام، عن أن تكرار الضيوف على شاشات الفضائيات وتداول تصريحاتهم بكثافة في الصحف المختلفة، الذي قد يرجع لدافع الشهرة أو تقاضي نظير مادي أو لمصالح مشتركة، أو حتى إيصال رسالة محددة للرأي العام يحملها هذا الضيف المتنقل بين المحطات التلفزيونية.

إلا أن الجديد في الأمر، يتعلق بظاهرة المواطن الدائم الظهور في الحوارات الخارجية التي تجريها القنوات الفضائية لاستطلاع رأي الشارع حول قضية ما، كما حدث مع القناة الفضائية المصرية، التي دأبت على استضافة شخص واحد في معظم التقارير المصورة خارج الاستوديو؛ حيث ظهر شخص ما حوالي ست مرات، وشخص آخر حوالي أربع مرات في نفس الموقع الجغرافي أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" في معظم التقارير الخارجية.
و"راكور" وهو تعبير فني يطلق على قطع الديكور أو الملابس الواجب تكرارها درامياً وليس في البرامج التلفزيونية.

8- أحمد موسى.. وحروب الجيل الرابع الإلكترونية

قد يكون الإعلامي المصري، أحمد موسى، قد حصل على نصيب الأسد من سخرية مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" تهكما على شريط تسجيلي بثه عبر برنامجه "على مسؤوليتي" على قناة "صدى البلد" الفضائية المصرية، للعبة حرب شهيرة " Apache Air Assault " باعتبارها مشاهد من الحرب الروسية ضد داعش في سورية.

الفيديو الذي عرضه موسى في برنامجه، يظهر فيه شعار اللعبة بأعلى الصورة، واللاعبون يتحدثون الإنجليزية بوضوح وليس الروسية، كما ظهر اللاعب الرئيسي بـ"الطائرة" أعلى الشاشة وهو يقصف من أعلى ويطارد الأعداء ليجمع النقاط التي ظهرت بجانب الشاشة.
الواقعة لم تمر مرور الكرام في مصر والعالم؛ فقد تداولتها عدة صحف دولية، منها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية التي قالت في تقرير لها إن "الاعلامي المصري المعروف بإثارته للجدل أصبح مثار انتقادات الكثيرين على الإنترنت بعد إذاعة الفيديو".



9- الخبير الاستراتيجي.. و"الست رباعية"

السخرية لم تفارق مواقع التواصل الاجتماعي هذا العام، على الأداء الإعلامي للإعلاميين أنفسهم أو حتى ضيوفهم باعتبرهم خبراء استراتيجيين. وهناك على سبيل المثال تصريحات الخبير الاستراتيجي والعسكري المصري، حسام سويلم، لبرنامج "وماذا بعد" الذي تقدمه الإعلامية رولا خرسا، على قناة "ال تي سي" الفضائية المصرية، والتي وجهت له سؤالا حول رأيه في فوز اللجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس بجائزة نوبل للسلام، فرد قائلا: "أنا معرفش في الموضوع دا.. أنت عارفة تخصصي.. بس إذا كانت الست قدمت خدمات لبلدها"، وهنا قاطعته رولا خرسا موضحة، "مش ست دي لجنة تضم أربعة اتحادات كان لها دور فيما يعرف بثورة الياسمين"، فاكتفى في رده بقول "لا تقولي ثورة الياسمين في تونس وثورة اللوتس في مصر.. كلهم تبع أميركا".

10- إيمان الحصري.. وسقطة "المكسيكي"

خصصت مقدمة برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور المصرية، إيمان الحصري، فقرة عن واقعة مقتل اثني عشر شخصا، وإصابة عشرة آخرين من المصريين والمكسيكيين، بعد إطلاق قوات الأمن المصرية النار على سيارات الدفع الرباعي التي كانوا يستقلونها في إحدى مناطق الصحراء الغربية.

إلا أن مقدمة البرنامج لم تجتهد وفريق إعدادها في إعداد الفقرة، ونقلوا عن صحيفة إلكترونية ساخرة باسم "الأهرام المكسيكي" خبرا يزعم أن الرئيس المكسيكي قال إنه "يتفهم دوافع مصر لقتل السياح المكسيكيين، وتساءل عن دوافع السياح الحقيقية للذهاب إلى المنطقة التي تم قتلهم فيها".

وجاء في الخبر الذي نشرته الصحيفة الساخرة على موقعها الإلكتروني "صرح مصدر رئاسي من العاصمة المكسيكية (ريو دي جانيرو) تفهّم المكسيك رئاسةً وحكومةً وشعباً وجيشاً وشرطةً لموقف السلطات المصرية وأن لمصر كافة الحقوق للدفاع عن أراضيها ضد أي إرهابٍ محتمل أو أي سائح بدون تصريح انتظار". وبرغم أن الرئيس المكسيكي ليس اسمه (إنريكي أخلاسيوس) ولا عاصمة المكسيك هي (ريو دي جانيرو)، إلا أن أحدا لم يلتفت.





اقرأ أيضاً: لجنة حماية الصحافيين: الصين ومصر الأكثر سجناً للصحافيين في 2015

المساهمون