فوضى ما بعد الطائرة الروسية: الإعلام تائهاً

فوضى ما بعد الطائرة الروسية: الإعلام تائهاً

07 نوفمبر 2015
أنباء متضاربة عن الرحلات أربكت المسافرين (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -
صباح السبت 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انتشرت الأخبار عن تحطّم طائرة روسيّة متّجهة من شرم الشيخ في مصر، إلى مدينة بطرسبورغ في روسيا، وعلى متنها 217 شخصاً من السياح. وبعد أكثر من ستّ ساعات من الأخبار العاجلة وتناقل تصريحات متضاربة عن سبب سقوطها، ظهرت أوّل صورٍ لتحطّم الطائرة. ليس السبب في اختفاء الإعلام عن المكان أو حتى الناشطين على وسائل التواصل، كما نرى في مختلف البلدان، بخفيّ. فسيناء منطقة محظورة على الإعلام، وتواجد كاميرات ومراسلين، مصريين وأجانب، يُعدّ ممنوعاً بسبب إجراءات يفرضها النظام المصري.

لكنّ الإعلام الأجنبي بقي مهتماً بتفاصيل الحادثة. هكذا، نقلت مختلف الصحف والتلفزيونات الأجنبيّة، خصوصاً البريطانيّة والأميركيّة منها، مختلف الأنباء عن رحلة الطائرة، كيفيّة سقوطها، ركّابها وأسمائهم وطريقة حياتهم وأعمارهم وتفاصيل أخرى.. بالإضافة إلى السيناريوهات حول الحادثة وكونها ناجمة عن أمرٍ تقنيّ أم أنّها عمل إرهابي، عدا عن التصريحات السياسيّة من مختلف البلدان المعنيّة.

في اليوم التالي للحادثة، وحتى يوم الخميس، الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، بقيت التخمينات حول كيفيّة سقوط الطائرة متداولة. تصريحات أمنيّة وسيناريوهات من هنا وهناك، كانت رواية بريطانيا والولايات المتحدة الأميركيّة حول وقوف "داعش" وراء الحادثة، عبر زرع قنبلة في حقيبة، هي الأبرز على الإعلام.

هُنا، خرج أحد مذيعي "سي إن إن" لينتقد الصحف المصريّة، وبخاصةً الحكوميّة منها، لغياب المعلومات عن الطائرة والسياح، وتركيز الصحف على موضوع زيارة السيسي إلى بريطانيا فقط.

ويوم أمس، كان "يوم إجلاء الرعايا البريطانيين من شرم الشيخ"، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون، قُبيل استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. هنا أيضاً تصريحات من هنا وهناك، وأنباء عن توجّه الطائرات البريطانيّة إلى المنطقة السياحيّة الأبرز في مصر، يُقابلها أنباء عن عدم تحرّك الطائرات وإلغاء الرحلات.

وأمس، ظهر اهتمام أكبر من الصحف البريطانيّة، على اعتبار أنّ هناك ما يُقارب الـ20 ألف بريطاني سيتمّ إجلاؤهم من شرم الشيخ. هكذا، أخرجت كُلّ من "الغارديان" و"الاندبندنت"، و"تلغراف" و"دايلي مايل" و"بي بي سي" عدّة الطوارئ لديها، فأسّست كُلّ واحدة منها صفحةً على موقعها الإلكترونيّ، يتم تحديثها تلقائياً ومقسّمة بحسب الترتيب الزمني للأحداث، لتنقل جميع تفاصيل ما يحدث.

اقرأ أيضاً: مصر تطالب بريطانيا بوقف تسمية إجلاء رعاياها "رحلات الإنقاذ"

وحرصت المنصات البريطانية على نشر "الغضب الواسع" الذي ساد المسافرين البريطانيين، خصوصاً في حديثهم مع السفير في المطار. كما نشرت مقالات مختلفة تتساءل فيها عن مدى أمان شرم الشيخ للسياح للبريطانيين. وكان الاستهجان الأكبر من هذه الصحف، ما كشفه مراسل "بي بي سي" في شرم الشيخ، وائل حسين، على حسابه على "تويتر" حيث قال إنّ عاملي الأمن يطلبون أموالاً من المسافرين حتى يتم تسريع إجراءات سفرهم للصعود إلى الطائرة. وبين الأنباء عن إيقاف الرحلات وتسييرها، والفوضى التي سادت، وجد الإعلام نفسه في قلب ذلك، لتكون التغطيات بمثابة نقل مباشر لكلّ التفاصيل، من دون تأكيدات على أيّ منها.






دلالات

المساهمون