الإعلام الانتقائي: تغطية هجمات باريس أولويّة

الإعلام الانتقائي: تغطية هجمات باريس أولويّة

17 نوفمبر 2015
خلال تجمّع الإعلام لتغطية أحداث مسرح الباتاكلان (Getty)
+ الخط -
عادت هجمات كينيا التي حصلت في نيسان/أبريل الماضي إلى الواجهة بعد أيام قليلة من الاعتداءات الإرهابية التي طاولت العاصمة الفرنسية باريس. مُقارنةٌ كان لا بدّ منها وأسئلة كثيرة طُرحت عن مدى انتقائية الإعلام في تغطية الموت. تركزت التغطية الإعلامية على خبر هجوم داعش على باريس، في وقت تساءل فيه متابعون عن نسبة الاهتمام الذي خصّ به الإعلام العالمي لبنان مثلاً، بعد الهجوم الانتحاري ليل الخميس في بيروت والذي تسبب بمقتل 43 شخصا وجرح أكثر من مئتين.

أما الهجوم على كينيا، فعاد إلى الواجهة بعد أن قرر مغرّدون إعادة التذكير به، ما يبيّن أن لدى البعض الكثير من التعليقات والمقارنات التي ترتكز على تغطية هجمات باريس الإخبارية، مقابل تغطية كانت "خجولة" بحسب توصيف البعض خلال الثاني من نيسان الماضي، يوم قُتل 147 شخصاً في جامعة "غارسيا" بكينيا بحسب قناة CNN. تزامن هجوم آخر في كينيا في يناير/كانون الثاني الماضي مع اعتداءات شارلي إيبدو والتي نالت يومها أيضاً اهتماماً غير مسبوق دفع البعض إلى انتقاده معترضين على الانتقائية التي يكررها الإعلام خلال معالجته الحوادث المماثلة.

أما الزلزال الذي ضرب سواحل اليابان شرق بحر الصين بقوة 7 درجات على مقياس ريختر صباح السبت 14 نوفمبر/تشرين الثاني، فمرّ مرور الكرام ولم يحصل على أي حملات تضامن أو وقفات رمزية أو تغطيات مباشرة.

تُعد باريس عاصمة آمنة، والاعتداء الحاصل يعتبر الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية كما يعيد فرنسا إلى الواجهة مقارنةً مع عواصم أخرى كبغداد التي تشهد هجومات انتحارية شبه يومية، وبيروت التي تتوقع الانفجارات بين شهرٍ وآخر، إلا أن ذلك لا يُعدّ مبرراً كافياً لتصنيف الأحداث التي تحصل في تلك البلاد حيث يتم تجاهل بعضها كلياً وتغطيته بخبر قصير لا يُحرّك الرأي العالمي حتى.

ويميل الإعلام بطبيعته إلى التركيز على المواضيع والحوادث التي تُثير القراء، وكون هجوم فرنسا غريبا من نوعه، أمر دفع الإعلام إلى تسليط الضوء عليه مقابل اعتداءات تُنسى بعد أشهر، في شهر يوليو/تموز الماضي، قُتل أكثر من مئة مصري في هجمات متفرّقة لداعش أيضاً. وفي الشهر الماضي، لقي مئات مصرعهم في تفجير أنقرة، وبعد أنقرة كانت بيروت وبغداد. التحيّز لم يسيطر على وسائل الإعلام وحدها، فقد علّق الرئيس الأميركي باراك أوباما على هجمات باريس أيضاً، وقال: "هو هجومٌ على البشرية جمعاء، واليوم، تجمعنا القيم العالمية"، تصريحٌ لم يصدر عن الرئيس الأميركي بعد هجمات بيروت مثلاً. وقد عبّر روّاد مواقع التواصل عن انزعاجهم من كل ذلك التمييز الذي إن أحُصيَ سيبدو بارزاً وواضحاً، وعنه كتبت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية : "لم يكن هجوم "داعش" في باريس الذي هيمن على عناوين الصحف في العالم، الهجوم الإرهابي الوحيد الذي استهدفت فيه الجماعة الإرهابية أبرياء حول العالم". وكتبت الصحيفة تحت عنوان "بغداد، بيروت، باريس... حكاية 24 ساعة من الإرهاب عالمياً"، مادةً شرحت فيها ما حصل في في البلدان الثلاثة.

الانتقادات حول "الانحياز للغرب" في "تغطيات الموت والإرهاب" دفعت أيضاً مستخدمي وسائل التواصل العرب إلى السؤال "هل يتضامن الغرب معنا كما نتضامن معه؟"


اقرأ أيضاً: صحيفة Metro البريطانية تحرض ضد اللاجئين السوريين

المساهمون