"العربي الجديد" ترفض تصعيد السلطة الفلسطينية ضدها

"العربي الجديد" ترفض تصعيد السلطة الفلسطينية ضدها

16 نوفمبر 2015
+ الخط -
 تورّط أجهزةٌ نافذة في السلطة الوطنية الفلسطينية نفسها في اشتباكٍ مع "العربي الجديد"، لأغراضٍ لديها، لا نشاركها بها، فالأولويات لدينا لم تكن يوماً الانشغال بمنازلةٍ مع هذه السلطة وتلك الأجهزة. ولكن، يضطرنا التصعيد الذي ترتكبانه بحق مديرة مكتب "العربي الجديد" في رام الله، الزميلة نائلة خليل، إلى إعلام الحكومة الفلسطينية أننا لا نتهاون، أبداً، فيما يمس حريتنا وحقوقنا، ولا نتسامح مع التعامل مع الزميلة بهذا التربّص المكشوف وبصناعة الاتهامات وافتعال القضايا.

وكنا قد أوضحنا، في غير مناسبة، أننا، احتراماً منا للقانون ومقتضياته، تقدّمنا بطلب الترخيص لعمل مكتبنا في رام الله، منذ ديسمبر/كانون الأول 2014، ولم نتلق رفضاً ولا قبولاً، ما يعد استخفافاً من وزارة الإعلام الفلسطينية بنا.

ولذلك كله وغيره، فإن استدعاء الزميلة نائلة خليل إلى التحقيق، وتوقيفها، بتهمة مزاولة عمل من دون ترخيص، نعتبره افتراءً، وسلوكاً مداناً ومرفوضاً ومسّاً مقصوداً بحرية الصحافة والعمل الصحافي، كما نعتبر مثول الزميلة أمام النيابة العامة استهدافاً سياسيا مبتذلاً نندد به بأشد العبارات، ونطالب بالرجوع عنه، وعدم المضي في هذه القضية المفتعلة، ومنحنا الترخيص اللازم، والذي تتذرع به أجهزة السلطة الفلسطينية التي يحسن أن تعرِف أننا في "العربي الجديد" يستحيل تطويعنا، وحرفنا عن خياراتنا، وأن حقنا بمزاولة البحث عن الحقيقة لخدمة الشعب الفلسطيني ومصالحه الوطنية العليا، وبكل حرية، لا نساوم عليه، ولا نرضى بابتزازنا بشأنه.

تدعو "العربي الجديد" الزملاء العاملين في الإعلام والصحافة في الأراضي الفلسطينية إلى التضامن مع مراسلة "العربي الجديد"، باعتباره تضامناً مع الحرية والمهنية، ومع الحق والحقيقة، وضد كل تسلط بأي لون، وأياً كان ثوبه. وكلنا ثقة في أن انتصار الزملاء في كل المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، والعاملة في فلسطين، لحقِّ "العربي الجديد" في مزاولة عملها بكل حرية، هو انتصار بديهي لحريتهم أيضاً.

ونعتبر مثول الزميلة نائلة خليل يوم الأربعاء، 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أمام النيابة العامة، وبتلك التهمة المفتعلة، أمراً جسيماً يستحق الاستنكار الشديد، وأن مؤازرة "العربي الجديد" في رفضها هذا السلوك ضدها إسنادٌ واجب لصوت الإعلام الحر والوطني والمسؤول، مع التشديد على حقنا بالحصول على الترخيص اللازم لعمل مكتبنا في رام الله.

تم توقيف الزميلة نائلة خليل في مركز التحقيق، وخرجت بكفالة، وتحتجّ "العربي الجديد" على فكرة التوقيف هذه من أساسها، وتعتبره سلوكاً خطيراً، يتعامل مع الصحافي بمنطق الشبهة والارتياب من منطلقات سياسية لا علاقة لها بالقانون، كما نعتبر مثول الزميلة أمام النيابة بسبب موقف لا مبرر له من صحيفة "العربي الجديد" تصعيداً غير مقبول. وإذ نراهن على الحكمة والتعقل بعيداً عن النكاية وتجريب محاولات الضغط والإكراه، فإننا سنقبل أي تراجع عن هذا السلوك بادرة طيبة، مؤكدين، في الوقت نفسه، عدم تنازلنا عن قناعاتنا، وخياراتنا، المنحازة إلى وجوب حرية الصحافة.

المساهمون