موريتانيا: الصحافة الورقية تقاوم من أجل البقاء

موريتانيا: الصحافة الورقية تقاوم من أجل البقاء

12 نوفمبر 2015
(Getty)
+ الخط -
تعيش الصحافة الورقة في موريتانيا منذ فترة طويلة حالة ركود منقطعة النظير جعلتها في غيبوبة تشبه تمامًا الموت السريري، بعد أن اختفى بعض المؤسسات الورقية، وتوقف بعضها عن الصدور، وقلص البعض الآخر من صدوره، وذلك لعدة أسباب أبرزها ارتفاع أسعار الطبع، وتراجع الاقبال على أكشاك بيع الصحف، التي كانت تنتشر في العاصمة نواكشوط، لتبدأ هي الأخرى في تناقص مذهل نتيجة عزوف المواطنين عن شراء الصحف الورقية.

ويرى الكاتب الصحافي الشاب محمد حسن ولد أمحمد أن الصحافة الورقية بموريتانيا تعاني من أزمات مختلفة ومتنوعة، أبرزها تصميم الجهات الرسمية على عدم خفض أسعار الطبع لدى المبطعة الوطنية، كما أن اختفاء المساعدات الحكومية للصحافة الورقية التي عول العديد من ملاك الصحف عليها انعكس سلبا على أداء المؤسسات الصحفية التي عجرت عن تقديم مواد صحفية ورقية يومية أو أسبوعية.

وأضاف ولد أمحمد لـ "العربي الجديد" أن من بين الأزمات التي تعاني منها المؤسسات الصحافية الورقية بموريتانيا ارتفاع الضرائب وتعددها، إضافة إلى عدم ملاءمة أسعار الصحف لإمكانيات المواطن، مما جعل العديد من السكان يكتفي بمشاهدة النشرات التلفزيونية والبرامج الإذاعية عوضا عن محتويات الصحف التي تقدم بشكل يومي.

وأشار ولد أمحمد إلى أنه لم يعد يوجد سوى القليل من الصحف الورقية المتواضعة من حيث المحتوى، والتي استطاع أًصحابها مقاومة الواقع المزري بطرق مختلفة، مشيرا إلى أن طفرة الإنترنت شكلت هي الأخرى أبرز عائق للصحافة الورقية بخاصة في العاصمة نواكشوط، وبعض كبريات المدن الأخرى، كما أن انعدام المطابع داخل البلاد واختصارها على مطبعة وحيدة في العاصمة حد هو الآخر من انتشار الصحف الورقية داخل البلاد واكتفاء المؤسسات الصحافية سابقا بشحن الصحف إلى داخل البلاد لتصل متأخرة بشكل كبير".

ولا يخفى على أي متابع لحالة الصحافة الورقية بموريتانيا ما تعانيه من أزمات ومشاكل، وهذا الوضع فرض على القائمين على المؤسسات الورقية التقدم بجملة من المطالب عساها تمكن من احتواء الأزمة التي تهدد باندثار صحافتهم واختفائها عن المشهد العام بشكل نهائي.

ويعتبر العديد من الصحافيين بموريتانيا أن إعلان قرار حكومي بتخفيض أسعار المطبعة الوطنية يعد من أهم الحلول التي قد تساعد في إنهاء أزمة الصحافة الورقية، كما أن تقديم المساعدات المالية لصندوق دعم الصحافة التي أعلنت عنها الحكومة الموريتانية، إضافة إلى وفاء السلطات بتقديم هذه المساعدات بشكل دوري حتى يتمكن العديد من المؤسسات الصحفية من الصدور بشكل دوري.

ويرى محمد حسن ولد أمحمد أن أزمة الصحافة الورقية تسببت في اختفاء بعض الصحف، وتوقف البعض الآخر عن الصدور، وإعلان إفلاس مؤسسات صحفية عديدة وعرضها للبيع، مشيرا إلى أن الدعم المالي الرسمي، وتخفيض أسعار الطبع، ومنح الإعلانات الحكومية للصحافة الورقية المستقلة، وإنهاء حالة الصراع الحكومي القائمة مع الصحافة غير الرسمية، من شأنها أن تعيد الأمل إلى الصحافة الورقية، وتعطي نقلة جديدة تعيد التاريخ إلى الوراء قليلا، حيث كانت توجد مؤسسات صحافية ورقية، تصدر بشكل دوري دون توقف، كما أن بعضها كان يمتاز بالجدية لأهمية ما يقدم من محتوى ملتزم ومفيد.


اقرأ أيضاً: تسريبات جديدة لفساد المالكي:يموّل قناته "آفاق" من موازنة العراق

دلالات