الإعلام السعودي يدخل المعركة مع إيران

الإعلام السعودي يدخل المعركة مع إيران

18 أكتوبر 2015
أطلقت قناة سعودية ناطقة بالفارسية هذا العام (العربي الجديد)
+ الخط -
بدأ الإعلام السعودي الرسمي بالتخفف التدريجي من القيود التي فرضها على نفسه بخصوص تناول الشأن الإيراني. فبعد تغطية القناة الإخبارية لخبر حصري في سبتمبر/أيلول الماضي، تتبنى من خلاله المقاومة في الأحواز تفجير منشأة نفطية، واعتبرت القناة إقليم الأحواز إقليما محتلا من "القوات الفارسية": نشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، يوم أمس، تقريرا إخباريا مفصلا لتظاهرات حركة النضال العربي لتحرير الأحواز أمام مقر الأمم المتحدة في فيينا، احتجاجا على اضطهاد النظام الإيراني للعرب في إقليم الأحواز.
وجاءت المظاهرة – بحسب وكالة الأنباء السعودية – تحت لافتة "لا تساهموا بدعم إيران في قتل الشعوب غير الفارسية وانتهاك حقوق الإنسان"، بمشاركة عربية واسعة.

وجاء في تقرير الوكالة السعودية: "وردد المتظاهرون هتافات تندد بالعدو الفارسي، وبما يرتكبه من إجرام بحق الشعب العربي الأحوازي، بينها "بالروح بالدم نفديك يا أحواز"، "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، "الأحواز حرة حرة والعجمي يطلع برة"، "يا أحواز نحن معاك إلى الموت، يا سورية نحن معاك إلى الموت"، وهتافات أخرى تدعم البحرين والمملكة العربية السعودية واليمن والعراق".

كما نشرت الوكالة تصريحات لشخصيات عربية ناشطة في حقوق الإنسان، تندد بالاضطهاد الذي يعاني منه الأحوازيون، ويرفضون استخدام إيران للورقة الطائفية.

ونشرت الوكالة أيضا تصريحات لرئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، حبيب جبر، والذي – بحسب الوكالة – حمل "الدولة الفارسية مسؤولية العنف والإرهاب في المنطقة، ووصفها بالدولة الإرهابية والمارقة على الشرعية الدولية والمصدرة للإرهاب. كما اعتبر الاتفاق النووي مع الدولة الفارسية بمثابة ضوء أخضر كي ترتكب المزيد من الجرائم بحق الشعوب غير الفارسية، وإثارة النعرات الطائفية في الدول العربية".

وتضيف الوكالة: "وفي البيان الختامي للمظاهرة حملت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، الدولة الفارسية مسؤولية انتشار الطائفية في المنطقة العربية، وتشريد الملايين من أبناء الشعب العربي في سورية والعراق والأحواز واليمن، كما اعتبرت حركة النضال، الدولة الفارسية المصدّر الأول للإرهاب والفتنة والقتل وعدم الاستقرار".

يأتي هذا التغير ليعزز التوجه الجديد للإعلام السعودي الرسمي، والذي بدأ بزيادة الاهتمام بالشأن الإيراني بشكل مطرد. فخلال موسم الحج لهذا العام، دشن وزير الإعلام السعودي قناة سعودية باللغة الفارسية، لتغطية موسم الحج. كما بدأت وكالة الأنباء السعودية "واس" بنشر الأخبار على موقعها باللغة الفارسية، إضافة إلى الإنجليزية والفرنسية. بالإضافة إلى ترويج هذه الأخبار عبر حساب خاص بالأخبار باللغة الفارسية على "تويتر".
تبدو خطوات الإعلام الرسمي السعودي متأخرة عن نظيره الإيراني، حيث دشنت إيران قناة "العالم" الموجهة إلى العالم العربي منذ 2003. بالإضافة إلى صفحة عربية خاصة بوكالة الأنباء الإيرانية "ارنا"، ووكالات أخرى قريبة من أطراف في الحكومة الإيرانية وموجهة للعرب، كـ"وكالة أنباء فارس" ووكالة "تسنيم".