الاحتلال يهدد الناشطين لتغييبهم إلكترونياً

الاحتلال يهدد الناشطين لتغييبهم إلكترونياً

15 أكتوبر 2015
مواقع التواصل أداة مهمة (Getty)
+ الخط -

بعد عملية طعن المستوطنين الإسرائيليين التي نفذها الشهيد مهند الحلبي في القدس المحتلة، بداية الشهر الجاري، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجهزته الأمنية إلى تركيز حربها على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الفلسطيني التحريضي، على حد قوله.
 
ومن هنا بدأت أخبار، لا مصادر دقيقة لها، تتدفق بسرعة من صفحة إلى أخرى بين الناشطين الفلسطينيين على فيسبوك وتويتر، كان آخرها الحديث عن إطلاق الاحتلال خمسة آلاف حساب مزور، لمراقبة نشاط الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ورصد تحريضهم ضد الاحتلال، ومن ثم معاقبتهم! 

يقول محمود حريبات، وهو صحافي فلسطيني مختص بالإعلام الاجتماعي: "أعتقد أن الاحتلال يفكر في طريقة أكبر من فكرة إطلاق خمسة آلاف حساب وهمي لمراقبة الفلسطينيين، فهذه طريقة ليست عملية فعلياً، ولكن هذا الموضوع مهم، ويجب أن نتصرف بحذر في انتقاء الكلمات والذكاء في كتابة المنشور قبل نشره". 

ويرى حريبات أن هدف الاحتلال الأساسي فيما يتعلق بحديثه المتكرر عن شن حرب على مواقع التواصل الاجتماعي، هو "تخويف النشطاء الفلسطينيين الذين نجحوا في استخدام "السوشال ميديا" للتأثير في الناس، وتشكيل وعي لديهم، نراه يُترجم الآن على أرض الواقع". 
وتقول تالا حلاوة، الباحثة في الإعلام الاجتماعي، "لست متأكدة من دقة قصة إنشاء خمسة آلاف حساب لمراقبة الفلسطينيين، ولغاية الآن لم يخبرني أحد من الأصدقاء بأن هناك معلومة دقيقة حول هذا الموضوع". 

ويقدر مختصون أن عدد الفلسطينيين على فيسبوك، يزيد عن مليوني مستخدم. ومنذ انطلاق الهبّة الشعبية الفلسطينية، بداية الشهر الجاري، والتي لم يقم بها فصيل أو تنظيم معين، يسهل على الاحتلال مراقبته وكبحه، ذهبت سلطات الاحتلال في اتجاه الحديث عن إجراءات لمراقبة نشاط الفلسطينيين على فيسبوك، على اعتبار أن الجيل الذي يقاوم الآن هو جيل الفيسبوك. 
وتنشر وسائل الإعلام العبرية يومياً تقارير وأخباراً عن هذا الجيل الجديد، من دون فصله عن أدوات التواصل الاجتماعي، فتكتب الصحيفة العبرية "معاريف" مثلا "جيل تويتر ينزل لسفك الدم"، وعناوين أخرى مثل "فيسبوك وتويتر على رأس لائحة الاتهام". 

يقول حريبات "مواقع التواصل أداة مهمة في أيدي الفلسطينيين، ويجب أن لا نفقدها بالخوف من تهديدات الاحتلال الذي يريد تغييبنا إلكترونياً، يجب أن لا نخاف وأن نستمر في استخدام هذه الأدوات، لأن الاحتلال في النهاية ليس يحتاج سبباً لقتلنا، إنه يقتلنا من دون سبب". 

في المقابل، يسقط جزء من الفلسطينيين الذين يستخدمون مواقع التواصل في أكثر من فخ أمني وإعلامي، ويستخدمون عن قلة وعي كلمات تدينهم عالمياً، ومنها على سبيل المثال استخدامهم هاشتاج "جئناكم بالذبح"، والمعروف أن هذه الكلمات استخدمها تنظيم داعش. 

يؤكد حريبات: "هناك كلمات يكتبها الفلسطينيون على فيسبوك تؤدي إلى اعتقالهم، وبالتالي ليس من الضروري أن تكتب على صفحتك: شهيد مع وقف التنفيذ، أو أتمنى الشهادة قريبا، ويا أمي ودعيني، أو ما شابه". 

في المحصلة، يفهم المختصون في وسائل التواصل الاجتماعي أمرا واحدا: فليطلق الاحتلال ليس 100 ألف حساب مزور، كل ما على الفلسطينيين فعله عدم قبول صداقة أحد في هذه الفترة، أو كتابة منشوراتهم بذكاء يجنبهم الوقوع في هذا الفخ.


اقرأ أيضاً: عنصرية على مواقع التواصل العبرية

المساهمون