انطلاقة "الإخبارية" الرسمية السورية: "كأننا على الهواء"

انطلاقة "الإخبارية" الرسمية السورية: "كأننا على الهواء"

16 يناير 2015
لا يزال الإعلام الرسمي السوري يتخبّط بالأخطاء التقنية (GETTY)
+ الخط -
بشعار "عين على الواقع" انطلقت قناة "الإخبارية" الرسمية السورية مساء الأربعاء الماضي. أراد القيمون على القناة أن تكون الانطلاقة "بتوقيت عاصمة الياسمين"، دمشق، لكن الرياح جرت بما لا تشتهيه السفن. أخطاء فنية ولغوية بالجملة، كللت الانطلاقة الرسمية بعد حوالي العامين من البث التجريبي. 

بدأ البث مع فقرة تعريفية بشبكة البرامج الرسمية الأولى، امتد لحوالي 45 دقيقة. تضمن عرض إعلانات ترويجية للبرامج الجديدة كـ: "وقال القلم"، "من دمشق هنا بغداد"، "خيوط العنكبوت"، وبرنامج "دومينو السياسة". ثم تنتقل الدفة إلى المقدم مازن خضور الذي قاد جولة على 16 مراسلا في 15 بلدا عربيا وغربيا، تحدث خلالها المراسلون عن "الصعوبات التي تواجهها فرق الإخبارية السورية في ظل سياسة التعتيم الإعلامي ضد قنوات النظام السوري".

وحلل بعض المراسلين أوضاع البلدان التي يراسلون منها، فأكد مراسل تركيا أن "الشعب التركي يطالب بحرية أكبر"، أما مراسل السودان فعدد الحضارات التي مرت على البلاد "من الكوشية إلى الإسلام"، فقاطعه "الزميل مازن" لضيق الوقت. 

ويُشير مصدر مواكب لانطلاقة القناة لـ"العربي الجديد" إلى أن "ما حصل على هواء الإخبارية السورية معيب جداً من حيث الشكل والمضمون، خصوصاً بعد تأجيل الانطلاقة مرتين: منتصف الشهر الأخير من العام الماضي وليلة رأس السنة". 

في الشكل، رافق "البلاك" (انقطاع صورة القناة وتحول شاشة المشاهد للون الأسود) عددا من الفقرات والبرامج. ورافقت إطلالة المراسلين رداءة الصوت. كما ظهر خمسة مراسلين في أحد المشاهد وهم يهزون رؤوسهم بشكل جماعي أثناء حديث أحدهم.

يؤكد المصدر نفسه أن "جولة المراسلين التي نُقلت للمشاهدين على أساس أنها مباشرة تم تسجيلها في وقت سابق، وهو ما ظهر جلياً مع المونتاج الرديء الذي تم تنفيذه لاحقاً. ظهر عدد من المراسلين وهم يهزون رؤوسهم دون تفاعل من المذيع، كما تم تطبيق أسئلة المذيع على إجابات المراسلين المسجلة في وقت سابق".

على صعيد المضمون، تظهر رسالة إلكترونية حصل عليها "العربي الجديد" طلب إدارة القناة من المراسلين القيام بعدد من الأمور لإظهار أنهم على الهواء كـ" كل مراسل يبقى دقيقة صمت تقريباً وكأنه يستمع للسؤال ثم يجيب ... بعد الإجابة يعود المراسل للمذيع مازن ويبقى 30 ثانية على الأقل وكأنه يسمع شكر مازن، على أن تكون القراءة تفاعلية وكأن المراسل يسمع المذيع". في مقطع آخر من نفس البريد تطلب الإدارة من المراسلين "مراعاة فارق التوقيت مع دمشق ليكون موعد تصوير الجواب هو 3 ظهراً بتوقيت دمشق". ومع ذلك "ظهر المراسلون الـ 16 كلهم في وقت واحد خلال النهار من كوبا إلى القاهرة"، بحسب المصدر.

يتحدث المصدر عن ميزانية "فاقت الـ 500 ألف دولار طوال عامين للعمليات الخارجية فقط (تغطيات المراسلين)، بمعدل 45 ألف دولار شهريا دون أي مردود فعلي على الهواء. من اتخذ قرار تسجيل جولة المراسلين يعلم أن نقص التجهيزات الخارجية، وتغيير المراسلين بشكل متكرر بسبب خلافات إدارية ومحسوبيات سينعكس على الإطلالة الأولى ففضل التسجيل".

في لبنان مثلاً توالى ثلاثة أشخاص على مكتب مراسل بيروت، وتحدثت المراسلة الحالية عن "ضغوطات تعرضنا لها في لبنان خلال الأعوام الأربعة الماضية نجونا منها بفضل الله"، علماً أنها انتقلت أخيراً إلى العمل مع "الإخبارية" بعد عملها السابق مع قناة "سما".

المساهمون