صراع "الإنفرادات" تابع: تجار مخدرات على الشاشات المصريّة

صراع "الإنفرادات" تابع: تجار مخدرات على الشاشات المصريّة

14 ديسمبر 2014
(يوتيوب)
+ الخط -
يبدو أنّ الإعلام المصري يتبارى في إبهار جمهوره، فبعد حلقة "الجن" المثيرة للجدل للمذيعة ريهام سعيد والتي أذيعت على قناة "النهار" المصرية، وسابقتها منى العراقي، التي "كشفت تجمّعاً للمثليين"، قدمت الإعلامية رغداء شلهوب مسيرة تاجر مخدرات متقاعد على الهواء مباشرةً، ولملايين المشاهدين في برنامجها "كلام في سرك" الذي يُعرض على فضائية "الحياة" المصرية، التي وصفت ظهورَ تاجر المخدرات، بأنه الأول من نوعه على شاشات التلفاز.

ويبدو أيضاً أن تغريدة الزعيم اللبناني، وليد جنبلاط، أمس، والتي طالب فيها بالسماح بزراعة الحشيش كانت ملهمة لمعدي البرنامج ومذيعته ليصنعوا هذه الحلقة عن المخدرات، فبدأت رغداء شلهوب الحلقة باستضافة تاجر مخدرات ويُدعى سيد جميل، وشخص آخر سُمي عادل شوقي، عُرّف عنه كمدمن للمخدرات. وعلى الجانب الآخر جلس محمود صالح الباحث في مكافحة الإدمان لمناقشة تفشي ظاهرة الإدمان في المجتمع المصري.

وفي نفس الوقت الذي يتعرض فيه بعض الإعلاميين، كباسم يوسف للمضايقات والمنع، يخرج علينا سيد جميل التاجر المتقاعد ليحكي عن مسيرته في عالم المخدرات، وكيف بدأ رحلته كمتعاطٍ ثم تحول لتاجر لأنواع مختلفة من المخدرات في عشر سنوات، حتى أُلقي القبض عليه، ثم خرج من السجن ليستكمل مسيرته في الإتجار.
وأوضح جميل، أنّ عمله في هذه المهنة كان لإدراكه أن "الشباب قرفان وعايز ينسى" وأنه "كان متعاطي زيهم ويريد مساعدتهم"، مؤكداً في الوقت نفسه أن المهنة كانت مربحة وتدر عليه آلاف الجنيهات شهرياً... مسترسلاً في حوار مستفيض مع رغداء يشرح فيه مصادر المخدرات، وتأثيرها على المتعاطي وكمية المعروض منها في السوق، موضحاً انتشار بعض الأنواع على حساب أنواع أخرى، وذلك من واقع عمله كخبير في عالم تسويق المخدرات.

ومن ناحية أخرى، حكى عادل شوقي تجربته مع الأدمان موضحاً تأثير "صحبة السوء" على اتجاهه للتعاطي منذ أن كان في الثانية والعشرين من عمره. وقال: "الظروف والدنيا ملطشة على الآخر في الشغل وهو بينسيني الهموم شوية واتحبست قبل كدة بسبب التعاطي".

ظهور تاجر مخدرات على شاشات التلفزيون أثار استياء رواد وسائل التواصل الاجتماعي نظراً لما حملته الحلقة من تفاصيل قد تكون مروّجة للإتجار؛ ما أكدته تغريدة مريم الكعبي عندما كتبت: "دروس مباشرة في الترويج للمخدرات وأنواعها وطريقة التعاطي ومن أصحاب التجارة والإدمان على قناة الحياة في برنامج كلام في سرك.. توعية أم تسويق؟".

الملابس التي ظهر بها الثنائي المتخفي كانت مضحكة بالنسبة للمتابعين، الذين سخروا من الموضوع، فظهر تاجر المخدرات والمدمن يرتديان "باروكة"، ونظارات شمسية بلاستيكية. وغرّدت أسماء قائلةً: "ده مش تاجر مخدرات ده شكله تاجر دباديب مثلاً". فيما قال زواوي: "حضرتك أنا تاجر مخدرات وببيع كروت شحن ودباديب". وقال باسم: "دا تاجر مخدرات بس متنكر زي عاطف السكري في العيال كبرت".

وانتشرت صور تاجر المخدرات سيد جميل في وسائل التواصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم وأثارت استياء العديد من روادها، منتقدين أداء الإعلام في الفترة الأخيرة، لتناوله موضوعات غير مفيدة من وجهة نظرهم. فقال أحمد علي: "إعلام فاسد برنامج كلام في سرك بيقدم تاجر مخدرات... هو اإعلام عايز ايه من الشعب ومن مصر للدرجة دي مفيش أي شيء مفيد يقدروا يقدموه للناس".
وعلّق أمير إبراهيم قائلاً: "الإعلام المصري بقا بيستضيف شخصيات عاليه من النضج الفكري زي تاجر مخدرات أو واحده بتدعى إن لابسها جن يعوض علينا ربنا فبلدنا". وكتب حسني: "جبنالكوا النهاردة تاجر مخدرات و بكرة هنجيبلكوا قاتل مأجور...". فيما قال خالد علي: "وليه تطلع دكتور أو مهندس وتطلع عالمعتقل، لما ممكن تطلع تاجر مخدرات، وتطلع عالتلفزيون".

الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تستضيف قناة الحياة تاجر مخدرات على شاشاتها، فمنذ بضعة شهور، وبالتحديد في برنامج "مصر البيت الكبير"، اتصل مقدم البرنامج بأحد تجار الحشيش ويُدعى مصطفى سعيد، وسأله عن أسعار الحشيش والفئات العمرية التي تشتري منه، وكشف حينها التاجر تورط وزارة الداخلية في الترويج لهذه التجارة، وفي النهاية أثبتت قناة الحياة أنها تستطيع الوصول لتجار المخدرات بسهولة ومهارة تفوق رجال وزارة الداخلية المصرية.

دلالات

المساهمون