غضبٌ من القنوات التلفزيونية المغربية

غضبٌ من القنوات التلفزيونية المغربية

08 ديسمبر 2014
من الفيضانات في المغرب (الأناضول)
+ الخط -
لم تُحدث الفيضانات التي اجتاحت مناطق عديدة في جنوب المغرب خسائر بشرية ومادية فقط، بل أحدثت أيضاً وابلاً من الغضب على أداء وتعاطي القنوات التلفزيونية الرسمية مع تلك الكارثة الطبيعية، إذ انتقد الكثيرون طريقة تغطية هذه القنوات للفيضانات المدمرة.
وأنشأ ناشطون مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات تُعرب عن تذمرها الشديد من تعامل القناة الأولى والقناة الثانية "دوزيم" مع الفيضانات التي خلفت زهاء 46 قتيلاً، ودمّرت العديد من المنازل والقناطر والمنشآت، متهمة إياها بـ "الرقص على جراح المغاربة".
ويعود غضب العديد من المغاربة على قنواتهم التلفزيونيّة إلى بثها برامج وسهرات غنائية في أوج المعاناة التي كابدها سكان مناطق كثيرة جراء السيول الجارفة. وبثّت القناة الثانية، أيام الإعلان عن سقوط ضحايا بسبب الفيضانات المدمرة، سهرات غنائية، بعضها مخصصة للطرب الشعبي، وسهرة خاصة تم إدراجها تكريما لروح المطربة اللبنانية الراحلة صباح، فضلاً عن برامج فكاهية، دون أن تجري على خريطة برامجها أي تغيير.
وبالنسبة للقناة الأولى، فلم تبدل كثيراً من برامجها الاعتيادية لتواكب الفيضانات المهلكة بالمغرب، حيث اكتفت بنشرات خاصّة أوردت فيها مستجدات الكارثة الطبيعية، دون متابعة الحدث من عين المكان إلا بمرور بضعة أيام.
وأنشأ ناشطون مغاربة صفحةً على "فيسبوك" تُهاجم القناة الثانية، تحت اسم "جميعاً ضد رقص "دوزيم" على جراح المغاربة".
وتصدّر القيادي في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، عبد السلام بلاجي، منتقدي تعاطي القناة الثانية مع الفيضانات، مؤكداً أن القناة الثانية خرجت عن إجماع المغاربة، ولم تكترث بمشاعر الحزن التي عمتهم دون استثناء"، متهماً إياها "بالتشفي في المشاهدين في مناسبة حزن وألم".
وانتقد بلاجي القناة الثانية لكونها "تُمول من جيوب المغاربة عبر أداء الضرائب، غير أن ذلك لم يشفع لها بأن تشارك المغاربة أحزانهم بسبب مخلفات الفيضانات"، لافتاً إلى أنّه من طبع المغاربة أنهم يكفون عن إبداء الفرح إذا كان جيرانهم يعيشون أحزاناً أو يقيمون مآتم".
وردت القناة الثانية على الاتهامات التي كيلت لها، بسبب ما اعتبره الغاضبون تقصيراً في تغطيتها للفيضانات الجارفة، بأن القناة كانت تبث نشرات مخصصة لمجريات الفيضان كل يوم، وذلك من عين المكان من طرف موفديها إلى عدد من مناطق الجنوب المغربي".
وأما بخصوص بث سهرات غنائية، وعدم تغيير خريطة برامجها العادية، أوردت القناة الثانية أن "الدولة لم تعلن حداداً رسمياً على ضحايا الفيضانات، وبالتالي لم يكن ممكناً منطقياً حذف كل البرامج المعتادة، أو تغييرها، فتابعت بث برامجها مع العناية بأخبار الفيضانات.
ونالت القناة الأولى حظها أيضاً من الغضب والانتقادات بخصوص طريقة تغطيتها للفيضانات، والتي بلغت حد إعلان مذيع يشغل منصب رئيس تحرير النشرة الإخبارية الأخيرة بالقناة ذاتها استقالته من مهامه الموكولة له. وقال إنّ خطوته تعود إلى "غياب المهنية في تعاطي أخبار القناة مع معاناة السكان نتيجة الفيضانات"، مشيراً إلى أن "التغطية ركزت على المساعدات التي قدمت لمتضررين، دون إبراز الأضرار التي لحقت المواطنين".

المساهمون