
ولد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في 11 يوليو/ تموز 1960 في قرية قندتو بولاية نهر النيل؛ شمال السودان، وتبعد القرية - التي ينتمي معظم سكانها إلى قبيلة الشايقية - عن العاصمة السودانية الخرطوم نحو 173 كيلومترًا، ودرسَ المرحلة الابتدائية والمتوسطة في مدارس قريته، ثمّ انتقل إلى مدينة شندي ليُكمل تعليمه قبل أن ينضم للكلية الحربية السودانية ضمن ضباط الدفعة 31.
المسيرة العسكريّة
بعد تخرجه في الكلية الحربية عمل بالعاصمة السودانية متنقلًا بين وحدات الجيش السوداني، كما عمل مع قوات حرس الحدود فترة طويلة، ثم ملحقًا عسكريًا في الصين، رقاه البشير من رتبة فريق ركن إلى فريق أول يوم 26 فبراير/شباط 2018، وعيّنه مفتشًا عامًا للجيش.
وتدرج البرهان في المناصب العسكرية، وتقلد عدة وظائف، من أهمها:
- الإشراف على القوات السودانية في اليمن 2015.
- قائد القوات البرية السودانية عام 2018.
- رئيس أركان القوات في الجيش السوداني، 2018
- عينه البشير مفتشًا عامًا للقوات المسلحة يوم 27 فبراير/شباط 2018.
البرهان رئيسًا
تولى عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس العسكري الانتقالي، بعد إطاحة عمر البشير على يد الجيش إثر مظاهرات عمت البلاد لعدة أشهر. وبعد استقالة وزير الدفاع الفريق عوض بن عوف في 12 إبريل/ نيسان 2019، ثم ترأس مجلس السيادة السوداني منذ عام 2021.
وفي أغسطس/ آب 2019، وبعد حركة الاحتجاجات والعنف في الشارع والمفاوضات مع الحراك المدني الذي كان يقوده "ائتلاف قوى الحرية والتغيير"، وقع المجلس العسكري اتفاقًا مع الائتلاف سمي "الوثيقة الدستورية".
تم الاتفاق في "الوثيقة الدستورية" على وجود مرحلة انتقالية يكون حكم السودان فيها منوطًا بما عرف باسم "مجلس السيادة السوداني"، وهو مجلس يتكون من 11 شخصًا، 5 مدنيين و5 عسكريين يختارهم المجلس الانتقالي، على أن يكون مجلس السيادة السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان.
وقد أدى البرهان اليمين أمام مجلس القضاء يوم 21 أغسطس/آب 2019، وعُيّن عبد الله حمدوك رئيسا للوزراء في أغسطس 2019، حتى 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين أُعلنت حالة الطوارئ، وجرى حل مجلس السيادة السوداني والحكومة الانتقالية.
التمرد العسكري في السودان
مع تصاعد المظاهرات والاحتجاجات الشعبية حدث اتفاق سياسي بين البرهان وحمدوك بمبادرة وطنية وقعت عليها أطراف من القوى السياسية والاجتماعية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بهدف تفعيل الشراكة بين الجانبين المدني والعسكري لاستكمال الفترة الانتقالية وتكوين حكومة تكنوقراط.
وتم توقيع اتفاق إطاري سياسي يهدف إلى التأسيس لمرحلة انتقالية مدتها 24 شهرًا، وذلك في ديسمبر/ كانون الأول 2022، ونص على مرحلة انتقالية تمتد لعامين تنتهي بتسليم السلطة إلى المدنيين مع تشكيل حكومة انتقالية في يوليو/تموز 2023.
وأعلن البرهان أن إخراج الجيش من الحياة السياسية وتشكيل حكومة مدنية مرهونان بتنفيذ كامل شروط الاتفاق الإطاري، وأهمها دمج قوات الدعم السريع وتوحيد المؤسسة العسكرية.
لكنّ الخلاف نشب بين الطرفين في إبريل/ نيسان 2023 بشأن الجدول الزمني لدمج قوات الدعم السريع، وأدى الخلاف إلى تمرد عسكري من جانب قوات الدعم السريع ومواجهات عسكرية بدأت بتمركز قوات الدعم السريع في مدينة مروي شمال السودان في 13 إبريل 2023، وشن عمليات عسكرية ضد قوات الجيش، ودخلت المواجهات عامها الثالث (إبريل 2025)، وخلَّفت آلاف القتلى والمصابين ونزوح وتهجير نحو 25 مليون مواطن سوداني، وفق إحصاءات أممية ودولية.