الرجل الذي أحب الصحافة.. فكتب "الرعاع"

الرجل الذي أحب الصحافة.. فكتب "الرعاع"

25 مايو 2017
(مقال محمد سمير/ فيسبوك)
+ الخط -

"تتنوّع صفات وسمات الناس ما بين الجميل والقبيح، الطيب والشرير، والحسن والسيئ، ونقي السريرة وأسود القلب، وإذا دقّقت في أمراضنا الاجتماعية المستحدثة التي برزت على الساحة في السنوات الأخيرة نتيجة تردّي التعليم وانهيار منظومة القيم والأخلاق التي كانت تحكم المجتمع لعوامل كثيرة لا تخفى على أحد ستجد ارتفاعًا مخيفًا في عدد الرعاع من الناس، والرعاع طبقًا للقاموس هم مجموعة من الغوغاء والسفلة".

لخّص الكاتب ورئيس مجلس إدارة قنوات العاصمة، والمتحدث العسكري المصري السابق، العميد محمد سمير، وصف الكون والطبيعة البشرية، في جمل متكرّرة لمعنى واحد للفطرة التي فطرنا الله عليها بين الخير والشر، فأعاد سمير وصفها في ثماني كلمات ذات دلالة واحدة، من بين سبع كلمات، كانت هي مقدمته الاستهلالية للدفاع عن زيجته الثالثة ضدّ "الرعاع" ممن تجرؤوا على الاقتراب من شخصه وزوجاته، العميد السابق الذي قسم النفس البشرية تقسيمًا دقيقًا بين الأبيض والأسود، نسي أن يزيد بين "الجيش والشعب".

أثبت القاموس للمتحدّث العسكري السابق، أن "الرعاع" هم الغوغاء والسفلة، وهو تعريف دقيق بحسب ما تؤكّده المعاجم وأقوال السابقين، ففي حديث لعمر رضي الله عنه، أن المَوسم يجمع رِعاع الناس، أي غوغاءهم وسقاطهم وأخلاطهم، وكذلك تحدث بها عثمان رضي الله عنه حين تنكر له الناس، فقال: إن هؤلاء النفر رعاع غَثَرة، لكن المتحدّث العسكري السابق، لم يكتف فقط بوصف الرعاع، بل استكمل "فلا تحزن أبدًا إذا نالك شيء من رذاذ الرعاع، فالحكمة الأبدية تقول إن الكلاب تعوي والقافلة تسير" ثم زاد بأبيات الإمام الشافعي"أعرض عن الجاهل السفيه.. فكل ما قال فهو فيه... ما ضرّ بحر الفرات يومًا .. أن خاض بعض الكلاب فيه".

منذ الثامن من فبراير/ شباط اتخذ العميد محمد سمير، قراره بكتابة المقالات، في البداية كانت جريدة المصري اليوم، هي بيته الأول، قبل أن ينتقل منها إلى بيته الثاني في اليوم السابع، فالرجل الذي يهوى التعدّد في النساء، لا تفارقه عادته حتى عندما يتعلّق الأمر بالكتابة للصحف، البدايات دومًا صعبة، هكذا أكدت التجارب، وأيدتها مقالة المتحدّث الأسبق الأولى، ففي عقله تزاحمت عشرات الأفكار، وشابت عقله الحيرة في اختيار فكرة مقاله الأوّل، لكن بعد 316 كلمة من بداية المقال المعنون بـ"الضربة القاضية"؛ ذكر الكاتب أن موضوع مقاله هو "فضيلة إتقان العمل"، وهي الفضيلة التي تتجلى في رجال القوات المسلحة "إذن عن فضيلة "إتقان العمل" أتحدّث يا سادتي الكرام.

والإتقان كما تعلمته في "المدرسة العليا للكفاءة والإتقان" هو أن "تؤدي عملك بالكفاءة المهنية والأخلاقية المطلوبة، وفي الوقت المحدد تمامًا، ودون الحاجة إلى رقابة".

فإتقان العمل هو أهمّ ما يحتاجه وطننا المفدى الآن وفي كل وقت، وهو يمثل لنا لو طبقناه بمفهومه الصحيح الضربة القاضية، التي نفوز بها فوزًا ساحقًا على كل أعدائنا في الداخل والخارج، وهو أيضًا الضربة القاضية التي نعظم بها كل نقاط قوّتنا ونتغلّب بها على جميع سلبياتنا وعاداتنا الخاطئة في جميع المجالات"، لا ينسى أبدا الكاتب المبجّل أن يختم مقالاته، وهي الختام الأسهل على الإطلاق دون أي صعوبة أو مواربة على القارئ، فتكفيه آية قرآنية أو حديث شريف، أو أبيات من الشعر، لتمنح المقال حصانة من أن يكون نهاية الورقة إلى ما تؤول إليه معظم أوراق الصحف على موائد طعام المصريين.

15 مقالًا حظيت بها جريدة المصري اليوم، بقلم الكاتب محمد سمير، "إغراق إيلات، صانعة الرجال، هكذا يكون الرجال، وزارة الأمن القومي 1،2، منظومة الحكم المحلي، أصل الحكاية 1، 2، 3، رجال المهام ورجال الكلام، بالإضافة للمقال الأشهر "الليل وسماه".

كانت الليلة هي السابقة على عيد الحب، والليل البديع يرخي ستائره المخملية على أهداب الدنيا، وبينما تنساب أعذب الكلمات وأشجى الألحان من الحنجرة الذهبية لكوكب الشرق "أم كلثوم".. الليل وسماه و نجومه وقمره .. في مقدّمة رائعتها "ألف ليلة وليلة"، جلس الكاتب محمد سمير يكتب مقاله الأهمّ وهو يتخيّل وجهًا ملائكيًا نائمًا، يستيقظ فجأة على اليد التي تمسح الشعر فوق الجبين اللؤلوي، فتسأله "لماذا لم تنم حتى الآن يا حبيبي"، فيقول"لأني أعشق التأمل في وجهك وأنتي نائمة.. فقبلته واحتضنته وقالت: وأنا أعشق حنانك الذي يرويني"، هذا هو الوجه العاطفي للرجل القوي والمتحدّث العسكري الذي رأته فقط ثلاث نساء في حياته لا يعرف القارئ- الذي يصفه دومًا الكاتب بالمحترم- أيا منهن كانت صاحبة الوجه الجميل التي ارتوت بذلك الحنان.

في مارس/ آذار الماضي، نشرت مجلة الشباب، ندوة أقامتها بمقرّها بمؤسّسة الأهرام مع العميد السابق، تحت عنوان "عناصر بناء الشخصية الناجحة"، تحدّث فيها عن حبه للكتابة الصحافية، معلنًا أنه قرر الاكتفاء بـ28 عامًا قضاها في المؤسّسة العسكرية، ليبدأ الآن في استعادة حبّه الأول للكتابة، وأن يمضي في رحاب صاحبة الجلالة ما تبقى من عمره، ويبدو أن صاحبة الجلالة ردت الحب بالحب، فمنحته مزيدًا من الفرص لتنطلق إسهاماته الصحافية إلى قرائه، فأعلنت اليوم السابع عبر جريدتها وموقعها الإلكتروني عن انضمام العميد محمد سمير، المتحدّث العسكري السابق، إلى قائمة كتابها، من خلال زاوية ثابتة ويومية تحت عنوان "صباح السعادة"، تسعى الزاوية الجديدة للكاتب إلى نشر مختارات من الشعر والنثر وجميل الأقوال وكل ما يرتقي بالذوق العام ويسمو بالمشاعر الإنسانية والأخلاق، ويمنح الأمل والتفاؤل، بحسب ما ذكرته الجريدة في إعلانها عن المقال، مضيفة أن الكاتب سيعلّق على الأحداث الهامة بكلمات بسيطة وموجزة، وكان الحدث الأوّل الذي نال اهتمام الكاتب الصحافي هو تعليقات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن زواجه الثالث، فكتب "صباح الرعاع".