جريدة "الأهرام".. يوم الجمعة في الزمن الجميل

جريدة "الأهرام".. يوم الجمعة في الزمن الجميل

06 يوليو 2017
(في القاهرة، تصوير: كيم بدوي)
+ الخط -
 في السابعة صباحًا .. الندى على زجاج السيارات، ورائحة الجو البارد تداعبك، يكسرها دفء شعلة النار الموقدة تحت قِدر كبيرة من الزيت المغلي، تختبره يد بقطرات الماء قبل أن تسقط بها "الطعمية". ينتظرها طابور من القراطيس الورقية، و"أرغفة" من الخبز الساخن، وعلى بعد خطوات يجلس العم جمال بجرائده ومجلّاته، تمتزج رائحة الحبر والطباعة مع رائحة الفطار، لتعلن عن صباح يوم الجمعة. مشهد قاهري انتهى، وكسر هيبته وجماله غلاء الأسعار، والجودة المتدنية، وكذب المحتوى والتأفف والمشاكسات والمنازعات.

لم يبقَ شيء على حاله؛ كذلك الجريدة الورقية فقدت قيمتها الثقافية والفنية والاجتماعية، حتى السياسية لم تعد مصدرًا صادقًا للقارئ، احتلت جريدة "الأهرام" الصدارة في التوزيع ما بين الجرائد القومية في مصر، إذ صُنفت باعتبارها الصحيفة الأكثر قراءة طبقًا لحجم التوزيع المعلن، والبالغ أكثر من مليون نسخة، نسبة لما جاء في تقرير نظرة على الإعلام العربي 2009 ـ2013 في نسخته الثالثة، الصادر عن نادي دبي للصحافة، إلا أن حجم الاشتراكات تقلّص في الصحف بشكل عام.

تنتج الصحف القومية أعدادًا أسبوعية مميزة عن بقية أعداد الأسبوع، "الأهرام" يوم الجمعة، و"الجمهورية" يوم الخميس، و"الأخبار" يوم السبت. هنا، نطل على جزء من أشهر الأعمدة والصفحات التي قدّمتها "الأهرام".


صندوق الدنيا
في الصفحة الثانية من جريدة "الأهرام"، العمود اليومي للكاتب الساخر أحمد بهجت، بعنوان "صندوق الدنيا"، بدأ في كتابته من الثمانينيات حتى وفاته، كما كان له برنامج إذاعي شهير "كلمتين وبس" في إذاعة البرنامج العام المصري.

مواقف أنيس
عمود الكاتب أنيس منصور من الأعمدة الباقية في ذاكرة جريدة "الأهرام" تحت عنوان "مواقف"، من أقواله فيها "ما دمت لا تقدّر أحدًا، فكيف تغضب لأن أحدًا لا يقدرك؟"


بريد الجمعة
من أشهر الأبواب في جريدة "الأهرام" يوم الجمعة، والقائم عليه الكاتب الراحل عبد الوهاب مطاوع، يتلقى فيه مشكلات اجتماعية ويردّ عليها بخبرته مستندًا على روايات وأمثلة إنكليزية ومقتبسًا من التراث، إضافة لحلوله القيمة التي تحافظ على قيم وعادات المجتمع، فيقدم للقارئ جزءًا من ثقافته واطلاعه، وخلق سلوك إيجابي لدى قراءه في حلّ المشكلات تهدف للبناء لا الهدم. استمرّ الباب حتى يومنا هذا ولكنه فقد كثيرًا من جودته بعد وفاة عبد الوهاب مطاوع، هذا الباب خلق محبّين للكاتب، وطبعت رسائل البريد الأسبوعية في سلسلة كتب، ونظّم القرّاء مدوّنات تحفظ أعماله.

بالإضافة لما سبق ملحق السيارات، وصفحة بيع العقارات، وصفحة الحوادث، وألعاب الكلمات المتقاطعة والبحث عن اللغز، وخطة قنوات الإذاعة والتلفزيون، والأبراج وحظك اليوم، وصفحة الوفيات، وصفحات الشؤون العربية والعالمية والمحلياّت، وأهم الأخبار والأحداث التي تعلو الصفحة الأولى.


لم تعد كالماضي
تروي لنا شيماء محمد، عن تصفّحها جريدة "الأهرام"، التي لم تعد كالماضي والتي قاطعتها بعد الثورة، كانت تبدأ جولتها ببريد الجمعة لعبد الوهاب مطاوع، والذي لم يعد كما كان بعد وفاة الكاتب، وتمرّ على سوق السيارات والعقارات على الرغم أنها لم تملك سيارة، ولكن من باب الاطلاع من أجل المستقبل، وبعدها صفحات المرأة والطفل والتي على حد وصفها تضمّ معلومات قيّمة ونصائح جيّدة للجمال والأزياء والصحة، وآخر أبواب تمرّ عليها مرور الكرام هي الأخبار المحليّة والعالمية، وتنهي جولتها بعمود في الصفحة الأخيرة "صدق أو لا تصدق" والكاريكاتير. تقول المتحدّثة إنها الآن لا تشتري جرائد نهائيًا من بعد ثورة يناير، وتجد أن القنوات الفضائية والنت يُغني عنها بالإضافة لعدم تأكدها من مصداقية ما يُنشر من معلومات وأخبار.

المساهمون