مصر.. ثلاث سنوات من القهر

مصر.. ثلاث سنوات من القهر

18 يونيو 2017
(شيماء الصبّاغ)
+ الخط -

أصدر مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، قبل أيام، تقريرًا بعنوان "كشف حساب.. ثلاث سنوات من القهر"، يرصد فيه انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت خلال الثلاث سنوات الأولى من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

أكد معدو التقرير، الذي جاء في 346 صفحة، أن ما رصده لا يتجاوز القليل مما يحدث فعليًا، فالتقرير معتمد على ما نشر في وسائل الإعلام الورقية والإلكترونية فقط، وهناك انتهاكات لم تصل إلى مسامع هذه الإعلام.

يضيف المركز أن الأرقام الواردة في التقرير، والتي تبدو جامدة بلا حياة، يشير كل رقم منها إلى بشر؛ مواطنين ومواطنات، شركاء وشريكات في هذا البلد، لكل واحد منهم أسرة وأصدقاء ومعارف وأحباء، ومشروع حياة تحطم بالموت أو تعطل بالسجن أو شرخ شرخًا رهيبًا بتعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة.


تضاعف حالات القتل
وثق التقرير تناميًا كبيرًا في عدد حالات القتل على يد قوات الأمن خلال السنوات الثلاث الأولى من حكم الرئيس السيسي، فبينما وقعت 89 حالة قتل في العام الأول من حكم الجنرال، تم تسجيل 1021 حالة في العام الثاني، و1134 في السنة الثالثة. ما يعني أنا أعداد المقتولين على يد قوات الأمن تضاعفت 11 مرة في العام الثاني، و13 مرة في العام الثالث من حكم السيسي.

ومن أبرز حالات القتل التي تم توثيقها في العام الأول (2014/ 2015)، مقتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ برصاص قوات الأمن خلال وقفة سلمية نظمها حزب التحالف الشعبي، وكذلك مقتل 22 شابًا من رابطة مشجعي فريق الزمالك "وايت نايتس" خلال سعيهم لحضور مباراة فريقهم فيما يعرف بـ"مجزرة الدفاع الجوي".

وجاء على رأس الحالات الموثقة في العام الثاني (2015/ 2016)، تصفية تسعة من كوادر جماعة الإخوان المسلمين في شقة بمدينة 6 أكتوبر، وعشرات الحالات في شمال سيناء.

أما عن العام الثالث (2016/ 2017)، فكان من أبرز حالات القتل المرصودة فيه، تصفية أربعة شباب في شقة بمنطقة كرداسة في محافظة الجيزة، وفاطمة عودة اسليم راعية الأغنام التي قتلت برصاص الجيش جنوب مدينة الشيخ زويد.


الوفاة والإهمال الطبي في أماكن الاحتجاز
رصد التقرير وفاة 94 حالة في أماكن الاحتجاز في العام الأول من حكم الرئيس السيسي، وارتفع هذا العدد إلى 142 في العام الثاني، و126 في العام الثالث، ليصبح مجموع من توفوا خلال احتجازهم في أقسام الشرطة والسجون خلال الأعوام الثلاثة الماضية 362 حالة.

ويقول التقرير إن هناك 117 حالة تعرضت للإهمال الطبي في أماكن الاحتجاز خلال العام الأول من حكم السيسي، وتضاعف هذا العدد حتى وصل إلى 515 حالة في العام الثاني، وتراجع مع العام الثالث إلى 393 حالة. وبهذا يكون مجموع من عانوا من الإهمال الطبي في أماكن الاحتجاز، خلال الثلاث سنوات المنصرمة 1025 حالة.


التعذيب والتكدير الفردي والجماعي
وثق مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، في تقريره، 320 حالة تعذيب فردي في العام الأول من حكم السيسي، وتنامى هذا العدد في العام الثاني حتى وصل إلى 599 حالة، وتراجع في العام الثالث إلى 428 حالة تعذيب، وبهذا يصبح عدد من تم توثيق تعرضهم للتعذيب على يد السلطات خلال السنوات الثلاث الأول من حكم الجنرال السيسي 1347 شخصًا.

وعن حالات التعذيب والتكدير الجماعي، فرصد التقرير 52 حالة في السنة الأولى، و152 حالة في السنة الثانية، وزاد عدد الحالات الموثقة إلى 261 حالة تعذيب أو تكدير في السنة الثالثة. ما يعني أن عدد الحالات الموثقة خلال حكم السيسي إلى الآن 465 حالة.

المساهمون