"نجم الأردن".. جدل المقارنات القاتلة

"نجم الأردن".. جدل المقارنات القاتلة

06 مارس 2017
(استوديو نجم الأردن/ فيسبوك)
+ الخط -
يصعب التعليق بارتياح، على الإنجازات الملموسة، التي حقّقتها البرامج التلفزيونية، المعنية باكتشاف المواهب، خاصّة الغنائية في الأردن، على مدى أكثر من عشرين عامًا مرّت، منذ أوّل برنامج أُطلق على الشاشة الأردنية الرسمية في ثمانينيات القرن الماضي، فيما كانت تخصّص عشرات الآلاف من الساعات، لتقديم الأصوات للجمهور.

ففي الوقت الذي استطاعت فيه عشرات المواهب الأردنية، الغنائية وغيرها، تحقيق أعلى الأصوات، وكثافة في التصويت لها، ليس فقط من الأردن، بل من كافة الأقطار العربية، تمكّنت هذه المواهب الشابة من أن تنال مراكز متقدّمة، بل تحقّق المراتب الأولى، وكانت هذه الخامات، تتعثّر في الداخل وتغلق في وجهها الأبواب.

مع إطلاق فضائية "رؤيا" الخاصّة مؤخرًا، يعود الموسم الثالث من برنامج المواهب المحلي، "نجم الأردن"، ويتجدّد معه الجدل حول ماهية وقدرة هذه البرامج بالفعل، على إعطاء الخامات الصوتية الأردنية فرصة حقيقية للظهور، بعد أن أثبتت التجارب السابقة، لا سيما النسختان الأولى والثانية من البرنامج، فشلها- كما يرى متابعون- في القدرة على تحقيق الأهداف المعلن عنها من قبل القائمين عليه.

يهدف "نجم الأردن" إلى تسليط الضوء على المواهب الأردنية في كافة مناطق المملكة، كما يعمل على دعم المبدعين والموهوبين الأردنيين في شتى المجالات الفنية والثقافية، ونقلهم إلى عالم الشهرة والأضواء، وفق ما تؤكّده المعدّة الرئيسية للبرنامج، ندى عناني.

وتوضّح عناني، في حديث مع "جيل"، أن فكرة البرنامج، تتجاوز مرحلة إظهار وتنمية المواهب الأردنية، إلى حدّ وصفه بالمشروع الوطني، الذي يحتاج إلى دعم الأردنيين كافّة، خاصّة في مثل هذه الظروف التي تمرّ بها الدولة والإقليم، وفق تعبيرها.

فـبرنامج "نجم الأردن"، تقول المتحدّثة، "ولد نتيجة للهمّ الذي نشعر به تجاه المواهب، الأمر الذي دفع القناة لأخذ زمام المبادرة بإنتاج عمل برامجي تلفزيوني ضخم على مستوى المملكة، يطلق مواهب أردنية جديدة"، مشيرة إلى أن البرامج الوطنية، من شاكلة "نجم الأردن"، تحاول دومًا أن تقدّم محتوى ذا قيمة يضاهي البرامج العالمية الضخمة، كون فكرة هذه البرامج، هي "أن شباب وشابات الأردن، يستحقّون مكانًا يليق بهم، ويصل إلى طموحاتهم"، حسب وصفها.

الحماس الذي أبدته ندى عناني، قوبل ببرود فئة من المشاهدين الأردنيين، فلم يحظ العرض الأوّل للبرنامج، برضاهم، وهم الذين انتظروا ظهور إبداعات حقيقية، شاهدوا بعضها في برامج عربية مشابهة.. "المقارنة قاتلة، لا يجب أن تشاهد البرامج الأخرى، وتحضر هنا.. ثم تقارن، لن تستمتع أبدا"، هذا ما أجمع عليه عدد من الذين كانوا ضيوفًا في ليلة الافتتاح.

واعتبر البعض، في حديث مع "جيل"، أن البرنامج أظهر "فضائحَ" وليس "مواهبَ"، بل إن تعليقات آخرين، كانت أكثر قسوة، حين شكّكوا في أن هذه البرامج، تهدف إلى تشويه صورة المواهب الأردنية، والتشويش على برامج المواهب العربية المختلفة على القنوات العربية.

النقد الساخر، انتقل سريعًا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حين تهكّم العديد من المعلّقين على البرنامج، بدعوتهم إلى "قطع بث القناة عن الأشقاء العرب، حتى تبقى الفضيحة داخلية وليست خارجية".

تردّ ندى عناني على هذه التعليقات، قائلة، إن "ذلك يدخل في صلب القضايا، التي نتعامل معها أحيانًا بطريقة ساخرة أو سطحية"، وعلى الرغم من ذلك، تصرّ المتحدّثة على أن المجتمع الأردني يتعامل مع النسخة الجديدة من البرنامج بوعي أكثر، بدليل، "أن النقد الموجّه حتى اللحظة للبرنامج، لا يخرج عن كونه نقدًا فنيًا بحتًا، مدركين قيمة ما يقدّم على المسرح".

اللافت للانتباه أن البرنامج اقتصر في موسمه الثالث على المواهب الغنائية، لكثرة الإقبال على هذه المسابقات، علاوة على أن ردود المتابعين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ذهبت في هذا الاتجاه، بحسب عناني التي نفت من جهة أخرى، أن يكون للمموّلين دور في التأثير على سير وقرار القائمين على البرنامج، كما ردّد ناشطون على مواقع التواصل.

وحول توقيت إطلاق الموسم الجديد من البرنامج، تحديدًا في ظل الظروف الإقليمية التي تعيشها المملكة، من تنامي كلف المعيشة والاحتجاجات والتوتّر الأمني، اعتبر هذا البرنامج قرارًا جريئًا من قبل إدارة القناة حسب بعض النشطاء.

تدعو المتحدثة إلى أن تقف وسائل الإعلام في هذه المرحلة، إلى جانب المواهب الشبابية ودعمها ما أمكن، من خلال تفريغ الطاقات، وإتاحة المجال لإطلاقها على المسارح، بدلًا من "تفجيرها في الناس".

يُذكر أن مرحلة البرنامج الأولى "تجارب الأداء"، تبدأ بواقع ست حلقات، مدّة كل منها ساعتان، يتنافس خلالها 72 متسابقًا يحصل كل منهم على دقيقتين لتقديم موهبته، حيث سيبقى المتسابق غامضًا خارج الإضاءة في أوّل دقيقة في حال حصل على نسبة إعجاب كافية من الجمهور، يتمّ إضاءة المسرح، ويظهر المتسابق لإكمال الدقيقة الثانية، قبل أن تقوم اللجنة بتقييمه.

المساهمون