أحمد الخطيب.. للقصة بقية

أحمد الخطيب.. للقصة بقية

30 مارس 2017
)
+ الخط -

أعلنت وزارة الداخلية المصرية، في بيان لها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أمس الأربعاء، أن المعتقل الشاب أحمد الخطيب مصاب بطفيل الليشمانيا، وأنها لا تمانع في تلبية التماس أسرته بعلاجه في أحد المستشفيات الخاصة على نفقتهم الخاصة، أو اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للإفراج الصحي عنه.

رأى البعض في بيان الوزارة خطوة جيدة وإن أتت متأخرة، حيث يقبع الخطيب مريضًا في محبسه منذ 7 أشهر دون تحرك جاد من "الداخلية" لعلاجه رغم طلبات أسرته المتكررة، لكن نظرة متفحصة في البيان تشير إلى أن للأمر أبعاد أخرى.


المرض الأسود في سجون مصر
داء كالا آزا/ المرض الأسود/ الحمى السوداء، كلها مسميات لمرض واحد يسببه طفيل الليشمانيا الذي ينتقل عن طريق لدغة ذبابة الصحراء (فليبوتوماس) التي تنتشر في المناطق القذرة ذات الرطوبة والحرارة العالية.

تسبب اللشمانيا، بحسب الطبيب أحمد خالد توفيق، ثلاثة أنواع مختلفة من الأمراض: الكالا آزار أو الليشمانيا الحشوية وهو الأخطر، ويصاب به مليون حالة جديدة في العالم كل عام، ويؤدي إلى وفاة 20 ألف شخص سنويًا. النوع الثاني هو اللشمانيا الجلدية موجود في مصر ويعرف بقرحة بغداد. النوع الثالث يصيب الجلد والأغشية المخاطية وهو نوع يتواجد في أمريكا الجنوبية.

الخطيب مصاب بالنوع الأول؛ الكالا آزار أو الليشمانيا الحشوية، إذ ظهر عليه حشد من الأعراض الشرسة، منها الحمى والهزال وتضخم الكبد والأنيميا الشديدة.

الأزمة هنا- بحسب توفيق- ليست إصابة أحمد بالمرض فقط، ولكن ظهور مرض الليشمانيا الحشوية في مصر أصلًا، فأين الحالة الأولى التي نقل لأحمد منها المرض؟ وبما أن أحمد مصاب فمعنى ذلك أن كل زملائه في المعتقل يحملون الطفيل في دمهم الآن.

وزارة الداخلية قالت، في بيانها، إن الخطيب أصيب بالمرض خلال وجوده في سورية عام 2014، لكنها في نفس البيان قالت إن فترة حضانة المرض تتراوح ما بين شهرين إلى عام قبل ظهور الأعراض، وأحمد محبوس منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، أي قبل عامين ونصف تقريبًا، وهذا يعني أن رواية الداخلية "غير دقيقة" إذا حمل الأمر على محمل جيد.

الوزارة قالت أيضًا إنها قامت بتوقيع الكشف الطبي على جميع النزلاء المخالطين لأحمد وأظهرت نتائج الكشف سلبية العينات وعدم إصابة أي نزيل بهذا المرض، لكن هذا يتنافى مع ما ذكره الدكتور خالد توفيق- متخصص في طب المناطق الحارة- الذي قال في مقال خصصه للأمر، إن "إصابة أحمد بالمرض يعني أن كل زملائه في المعتقل يحملون الطفيل في دمهم الآن". أي أن المصابين ليسوا المخالطين له فقط، ولكن جميع الموجودين في السجن، فالمرض لا يتنشر عن طريق الاختلاط ولكن عن طريق ذبابة الصحراء المنتشرة في هذه المنطقة.


كسر حالة التضامن مع الخطيب
عقب إعلان أسرة أحمد عن الظروف الصحية السيئة التي يمر بها، والتعنت الأمني الذي تواجهه لنقله إلى المستشفى لتشخيص حالته ثم لعلاجه، أطلق عدد من النشطاء والمراكز الحقوقية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع الخطيب والضغط على وزارة الداخلية من أجل نقله للعلاج وإجراء الكشف الطبي على جميع نزلاء السجن والعاملين به خوفًا من انتشار المرض.

التف حول الحملة مئات الأشخاص، فدون الكثيرون عبر وسم #خرجوا_الخطيب_يتعالج معلنين تضامنهم وتعاطفهم مع المريض الشاب، إلى أن أسفر الضغط في النهاية إلى نقل أحمد إلى المستشفى ثم بيان الداخلية.

إشارة الوزارة في بيانها إلى أن الخطيب سافر إلى سورية في عام 2014 للانضمام إلى صفوف "داعش"، وهو ما تنفيه أسرته، رأى فيها بعضهم محاولة لكسر حالة التضامن مع الشاب بعد استفحالها، وأن هذا الأمر يتغاضى عن حق السجين أيًا كانت تهمته في تلقي العلاج المناسب لحالته.

المساهمون