زيزو عبدو... حين تواطأ الجميع لحبس شاب

زيزو عبدو... حين تواطأ الجميع لحبس شاب

15 فبراير 2017
الناشط السياسي زيزو عبدو (فيسبوك)
+ الخط -
عصر يوم الأربعاء، الموافق 8 شباط/ فبراير الجاري، كان الناشط السياسي زيزو عبدو جالسًا على مقهى في منطقة وسط البلد بالقاهرة، رفقة خمسة من أصدقائه، عندما اقتحمت قوات من الشرطة المكان وقبضت عليهم. اختفى الشباب الستة لمدة 4 ساعات، ثم أُخلي سبيل خمسة منهم كان زيزو أحدهم.

ذهب "عبدو" إلى قسم شرطة بولاق الدكرور لتسليم نفسه للمراقبة الأمنية، كما تقتضي شروط إخلاء سبيله من قضية "تيران وصنافير" التي كان محبوسًا على ذمتها، ليفاجأ أن القسم حرر مذكرة هروب في حقه، لعدم حضوره في الموعد المحدد. تم التحفظ على الشاب وتحويله إلى نيابة جنوب الجيزة التي حولته بدورها إلى محكمة جنوب القاهرة.


الحكاية من البداية
بدأت حكاية زيزو عبدو في 5 مايو/أيار 2016، عندما قُبض عليه على خلفية الاعتراض على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، والتي سيتم بمقتضاها تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير.

وجهت النيابة إلى الشاب العديد من الاتهامات منها؛ الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون والتحريض على التظاهر يوم 25 أبريل/نيسان 2016 ضد اتفاقية "تيران وصافير".

ظل الناشط السياسي محبوسًا احتياطيًا لمدة خمسة أشهر تقريبًا، ثم قررت المحكمة استبدال الحبس الاحتياطي بتدبير احترازي- مراقبة داخل قسم الشرطة 3 أيام في الأسبوع، لمدة 4 ساعات؛ من 6 : 10 مساءً، وبعدها تم تخفيف مدة المراقبة لتصبح 3 أيام في الأسبوع لمدة ساعتين؛ من 4 : 6 مساءً وذلك للتأكد من عدم هروبه.

لم يتخلف "عبدو" عن موعد مراقبة واحد، منذ تم إخلاء سبيله وعلى مدى ما يقرب من خمسة أشهر، لكنه تأخر قليلًا في الذهاب إلى قسم الشرطة في اليوم المحدد، بسبب إلقاء رجال أمن آخرين القبض عليه دون سبب.

لم يقبل ضباط قسم شرطة بولاق الدكرور العذر الذي قدمه زيزو عبدو، وقرروا تحرير محضر هروب من تنفيذ التدبير الاحترازي، في حقه، وهو ما حدا ببعض النشطاء إلى القول، إن تأخير زيزو عن موعد المراقبة الأمنية كان مدبرًا من أجل إعادته مرة أخرى إلى الحبس.

قرار المحكمة الصادم
كان بعضهم يعول على محكمة جنوب القاهرة لإنصاف "عبدو"، لكن المحكمة فاجأت الجميع بقرارها بإلغاء إخلاء السبيل المشروط، وإعادة حبسه 45 يومًا على ذمة القضية ذاتها.

يقول المحامي، مختار منير، إنهم شرحوا للمحكمة ملابسات تخلف زيزو عن الذهاب إلى القسم في الموعد المحدد لتنفيذ التدابير الأمنية المحددة، كما تقدموا بأوراق رسمية تفيد أنه حدث له عذر قهري.

ويتابع: تحدثنا، إنه (زيزو) ملتزم، منذ خمسة أشهر، بتنفيذ قرار المحكمة، وأنه في نفس يوم تخلفه ذهب للقسم بعد إخلاء سبيله من الجهة التي احتجزته، وإن جميع المتهمين في القضية قد تم إخلاء سبيلهم منذ أكثر من أربعة أشهر وإن جميع القضايا المماثلة قد تم حفظ التحقيقات فيها أو مخلى سبيل المتهمين على ذمتها.

كل هذا لم يكن كافيًا - من وجهة نظر المحكمة - لإخلاء سبيل "عبدو" أو الاستمرار في التدابير الاحترازية، وصدر قرارها بإعادته إلى الحبس مرة أخرى، ليصبح الناشط الوحيد المحبوس على ذمة قضية "تيران وصنافير".

المساهمون