المعلّم "سردينة".. عبد الرحمن أبو زهرة خارج السيناريو

المعلّم "سردينة".. عبد الرحمن أبو زهرة خارج السيناريو

13 يناير 2017
(عبد الرحمن أبو زهرة/ فيسبوك)
+ الخط -
واحدٌ وعشرون عامًا مرّت على حلقات المسلسل المصري "لن أعيش في جلباب أبي"، كان الزمن كافيًا ليُخرج الجميع من جلباب المسلسل، فيرحل الأب، ويعتزل الأبناء التمثيل، وتغيب "فاطنة" في سلاسل من الدماء، ويبقى المعلّم إبراهيم "سردينة"، أيقونة المسلسل التي أبدعها وجسدها الممثل المصري عبد الرحمن أبو زهرة، وتتحوّل بعد عشرين عامًا إلى #كلام كبار.

عبر العديد من الأعمال الدرامية على شاشة التلفزيون أو في دور السينما، عرف الجمهور أبو زهرة، نبرته المميّزة، لغته الفصحى السليمة، حروفه التي يستطيع بمرونة تطويعها للسخرية حينًا وللصرامة أحيانًا، لكن رغم ذلك بقي بريق أبو زهرة منطفئا، فلم يعرف أدوار البطولة سوى على خشبة المسرح الذي تمكّن من أدواته، لكنه كان ضنينًا مثل غيره من الفنون، فمنحه أقل مما يستحق، حتى جاءت دبلجة الكارتون ليتربّع الأسد الشرير "سكار" على عرش الأصوات المصرية في دبلجة أفلام والت ديزني العالمية.

إبراهيم "سردينة"، المحتفظ باسمه وشخصيته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حوّله الشباب إلى أيقونة تعيد على مسامعهم حِكم الزمان، وتصبُّ في عقولهم كؤوس المعرفة التي "ملأت الرأس وغابت عن الكرّاس" كما يقول المثل المصري القديم، تخبره "فاطنة" ذات مرّة بأنها "امرأة قويّة مستقلة"؛ فيضحك سردينة ساخرًا: "انتي هتعلميهم عليا يا فاطنة.. لما يجيلك العريس اللي على مزاجك هتقلبي أمينة في بين القصرين".

سخرية "سردينة" العائد عبر "جيفات" الموقع الأزرق، وجدت في "عبد الغفور البرعي" شخصية مثالية متلقية للحكم، حاول دؤوبًا أن يعيد استنساخ مأثورات المعلّم الكبير لكن دون جدوى؛ فكما يقول سردينة "إلعب على هواك أصل أنا فوق مستواك".

عبدالرحمن أبو زهرة، مازال موجودًا فنيًا عبر حفيدتيه؛ اللتين ملأتا دار الأوبرا المصرية بإبداعهما، ولفتتا الأنظار بموسيقى عائلية عُرضت على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا لأوّل مرّة، تلتها أخرى بقاعة سيد درويش بالإسكندرية، فعزفت أميرة ومريم على الكمان بصحبة والديهما على البيانو؛ في ليل شتوي من ليالي ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي.

أبو زهرة الذي دعم حفيدتيه عبر "فيسبوك"، ووجّه دعوة للجميع لحضور الحفلة المرتقبة، لم يغب عن المسرح في تلك الليلة التي صفق فيها الجمهور من جديد لأبو زهرة على بكاءٍ حارٍ لم يكن تمثيلًا كما قال حينها، أو كما قال" سردينة": "تعيش مهما تتعلم برضو هتفضل صبي ويفضل المعلم.. معلم".

المساهمون