كريمة عبود تعبر التاريخ بسرعة الضوء

كريمة عبود تعبر التاريخ بسرعة الضوء

18 نوفمبر 2016
(1896 - 1940)
+ الخط -
يتذّكر محرك البحث اليوم، المصوّرة الفلسطينية كريمة عبود (1896 - 1940)، أوّل امرأة احترفت مهنة التصوير في فلسطين المحتلة. بداية ابنة الناصرة كانت حين أهداها والدها القس سعيد كاميرا (RST)، فكتبت قصّة مصورة بالأبيض والأسود، عن تاريخ بلدها وحضارته وطبيعته، وأرشفت فترة مهمة من تاريخ فلسطين المحتلة.

جالت عدستها في شوارع القدس حيث تلقّت تعليمها الأوّل، وواصلت دراستها الأكاديمية في بيت لحم، ودرست التصوير على يد أحد المصوّرين الأرمن؛ فأرّخت كريمة عبود لشوارع مدينتها ووجوه سكّانها وتفاصيلهم اليومية. وافتتحت استوديو في بيت لتصوير النساء، والتقطت صورًا جماعية للعائلات الفلسطينية العريقة، بقيت شاهدة على أُسر من حيفا ويافا والقدس.

بالرغم من أن كثيرًا من العائلات المحافظة كانت ترفض الظهور في الصور، إلا أن استوديو كريمة عبود الخاص بالنساء سمح بالتقاط صور لنساء بزيّهن الفلسطيني التقليدي. وسرعان ما انتشرت صورها في منازل عائلات من دمشق وبيروت.

يشار إلى أن جامع صور إسرائيلي في القدس المحتلّة كشف عن امتلاكه مجموعة صور تعود إلى المصوّرة كريمة عبود، وتشير مصادر أخرى إلى أن كريمة عبود تركت سبعة ألبومات ملتقطة لنساء وأطفال وقرى فلسطينية، التقطت في الثلاثينيات.

في كتاب بعنوان "كريمة عبود: رائدة التصوير النسوي في فلسطين"، ألّفه كل من القس متري الراهب، والباحث عصام نصار، وأحمد مروات، جاء أن المصوّرة ذُكرت في عدة مؤلّفات تحدثت عن مسيرتها، منها كتاب للباحث عصام نصار بعنوان "لقطات مغايرة"، وذكرها أيضًا في كتابه سنة 2005، من خلال إعلان تاجر صهيوني يدعى بوكي بوعز من القدس عن امتلاكه مجموعة صور لكريمة عبود، اقتناها الباحث أحمد مروات وأخذ يكتب مقالات عنها.

من جهته، أجرى أحمد مروات دراسة تطرّق فيها إلى قصّة اكتشاف أول مصوّرة فوتوغرافية، وجمع لها أربعة ألبومات من الصور المذيلة بتوقيعها، وكانت تضم صور خمس مدن فلسطينية، وهي بيت لحم ومعالمها كقبّة راحيل، إذ حصل على ألبومات عبود من تاجر صهيوني يدعى يوكي بوعز، ومن عائلة عبود في الناصرة أيضًا، وذكر المؤلّف أن الراحلة تزوّجت من فارس طايع من الجنوب اللبناني عام 1931، ودفنت في مقبرة الكنيسة اللوثرية على طريق القدس الخليل، وخلفت وراءها إرثًا كبيرًا من الصور.

أحيا محرّك البحث غوغل اليوم ذكرى ميلاد الفلسطينية كريمة عبود الـ 123، ووضع أعلى خانة البحث صورة على شكل آلة تصوير كلاسيكية، تحمل صورة بروفايل للمصورة، ومشهدًا بانوراميًا لمدينة فلسطينية. وعلى الرغم من أن محرّك البحث يقدّم تذكيرًا دائمًا بمشاهير الفن والسياسة والرياضة في العالم، إلا أن الفرح بمثل هذه الإعلانات قد يتلاشى بمجرد معرفتنا أن غوغل سبق وله الاحتفاء بعدد من الشخصيات الإسرائيلية، وحتى بذكرى قيام الكيان الصهيوني.

المساهمون