محمية وادى دجلة.. السفاري والتخييم بـ"5 جنيهات فقط"

محمية وادى دجلة.. السفاري والتخييم بـ"5 جنيهات فقط"

21 مارس 2017
دخلت محمية وادي دجلة ضمن المحميات الطبيعية عام 1999(فيسبوك)
+ الخط -
الداخل إلى محمية وادي دجلة، الواقعة إلى شرقي جنوب العاصمة المصرية القاهرة، من جهة منطقة المعادي، يكاد يكون وقد خرج من الزمن القاهري اليومي، في زحامة وضجيجه، إلى سكون الصحراء وجمال الطبيعة، فعلى مساحة 60 كيلومتراً مربعاً تمتد هذه المحمية، من ضمن 30 محمية طبيعية معلنة في مصر منذ عام 1999 ميلادية، تفتح أبوابها للزوار طوال أيام الأسبوع وعلى مدار اليوم، بتذكرة دخول لا تتعدى 5 جنيهات للفرد الواحد وللسيارة مثلها.

عبر بوابة الدخول والخروج الوحيدة الواقعة بجوار نادي وادي دجلة الرياضي يمتد وادي دجلة بطول 30 كيلومترا داخل الصحراء الشرقية، حيث تتراجع عجلة الزمن إلى 50 مليون سنة، وتتراص صخور الحجر الجيري الذي ترسب في البيئة البحرية التي كانت موجودة في تلك الفترة والمسماة بـ "عصر الإيوسين"، والذي حدد علماء الجيولوجيا فترته من 56 مليون سنة وحتى 34 مليون سنة، وقتها كان البحر الأبيض المتوسط يغمر هذه المنطقة، ويرسب صخوره لعدم استواء الأرض، وعندما انحسر البحر إلى الشمال انكشفت تلك المنطقة مخلفة وراءها رواسب الحجر الجيري والطين الغني بالحفريات البحرية.


ولقد دخلت محمية وادي دجلة ضمن المحميات الطبيعية في مصر بقرار رئيس الجمهورية عام 1999، وباتت منذ ذلك الوقت إحدى المحميات المفتوحة للجمهور.

وسط مرتفعات جبلية تصل إلى 50 متراً -يستهدفها محبو التسلق- تنتشر الكهوف الجبلية وتعيش الحيوانات النادرة كالغزال الجبلي؛ لينضم إلى قائمة أخرى من السلاحف والأرانب الجبلية والثعالب الحمراء والفأر ريشي الذيل، وما يقرب من 64 نوعاً من النباتات المهددة بالانقراض والتي تتغذى على المياه الجوفية و12 نوعا من الطيور النادرة والتي تختلف ما بين الوجود الدائم أو الزيارة الموسمية.

بمجرد الدخول إلى المحمية يمكنك التجول سيرا على الأقدام -وإن كان ذلك أمراً شاقاً- أو التجول بسيارتك الخاصة، والتي يفضل أن تكون من نوع الدفع الرباعي لتحتمل التعرجات الموجودة في الطريق غير الممهد، أما باقي السيارات فستجد أن أهم التعليمات التي ينصح بها مرتادو المحمية هي أن لاتسع في سيرها.

سعر تذكرة الدخول المنخفضة وفتح أبواب المحمية الدائم جعلها قبلة في الفترة الأخيرة للكثير من محبي السفاري داخل الصحراء والتخييم، والذي تسمح به سياسة المحمية مقابل استخراج تصريح مسبق أو حتى حفلات الشواء "الباربكيو"، فالأمر لا يحتاج أكثر من ساعة للوصول إليها من داخل القاهرة، فهي تبعد 10 كيلومترات فقط عن منطقة المعادي شرقي القاهرة، وهي من الرحلات التي تستطيع أن تقضي فيها ساعات وإذا كنت ترغب في التخييم فلن تحتاج أكثر من ليلة.

فترة الشتاء التي تسود فيها درجات حرارة معتدلة في القاهرة تعد من أنسب الفترات التي يفضل أن تتم زيارة المحمية فيها والتعرف على معالمها وحفرياتها التاريخية، فالمساحات الصحراوية الشاسعة التي تمتد عبرها المحمية تجعل فترات النهار مرتفعة الحرارة نسبياً، وتحتاج في زيارتها إلى أدوات تحميك من أشعة الشمس وتعد فترة النهار فرصة للتجول في المحمية ومشاهدة معالمها بوضوح.

أما التخييم في المحمية والذي ازداد في الفترة الأخيرة خصوصاً مع انتشار مجموعات المهتمين برحلات السفاري على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى بين محبي التخييم بشكل عام، فهي فرصة مناسبة جدا لرصد الأحداث الفلكية، والتأمل في جماليات الصحراء، إذ إن محمية وادي دجلة من أفضل المواقع لمشاهدة سماء القاهرة بعيداً عن ضوضاء مدينتها وزحامها، وباتت المجموعات التي تعمل في تنشيط السياحة الداخلية أو المهتمة بالسفر تنظم مثل هذه الرحلات التي لا تمتد في الغالب لأكثر من ليلة واحدة.

داخل المحمية لا يوجد سوى الصحراء التي تظللها السماء فقط، فلا يوجد أماكن معدة للجلوس أو للاستراحة أو لشراء احتياجات غذائية، لذا يحتاج الزوار إلى اصطحاب احتياجاتهم قبل الدخول، ويعد اصطحاب الحيوانات ممنوعاً داخلها وهي سياسة تتبعها إدارة المحمية للحفاظ على نظافتها.