المسجد الأقصى.. "إسرائيل" تفشل مجدّدًا

المسجد الأقصى.. "إسرائيل" تفشل مجدّدًا

28 يوليو 2017
(في حي رأس العامود، تصوير: أحمد غاربلي)
+ الخط -

مجدّدًا، أفشل المقدسيون مخطّطات سلطات الاحتلال، بفرض الوصاية والسيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، فمنذ فجر اليوم شرعت قوّات الاحتلال بإزالة البوابات الإلكترونية والأعمدة المخصّصة للكاميرات الذكيّة التي كان ينوي تركيبها، بعد اعتصامهم لأكثر من أسبوعين في ساحات الأقصى وأمام بواباته.

دخل اليوم المصلّون لأداء صلاة العصر في المسجد الأقصى وسط تكبيرات الفرح بالانتصار الذي حقّقوه، بعد تأكّد المرجعيات الدينية والوطنية من سلامة المكتبات والوثائق والمستندات الخاصّة بالأوقاف الإسلامية وعدم تعرّضها للتخريب أو المصادرة، لكن سرعان ما شرعت قوّات الاحتلال بالتنغيص عليهم من خلال استهدافهم المباشر بالقنابل الصوتية والغازية.

قبيل الصلاة بقليل، اكتشف المقدسيون أن سلطات الاحتلال تواصل إغلاقها لباب حطّة، فتجمهروا أمامه، وهدّدت المرجعيات الدينية بعدم الدخول إلى الأقصى والعودة إلى الاعتصام حال لم تفتح سلطات الاحتلال باب حطة، التي ماطلت في فتحه لأكثر من ساعتين.

لم يكن خفيًا على أحد قوّة إجماع المقدسيين الرافض للبوابات الإلكترونية منذ تركيبها بعد اشتباك مسلح في باحات الأقصى أسفر عن استشهاد الشبان الثلاثة ومقتل شرطيين إسرائيليين، إذ احتشد الآلاف أمام أبواب الأقصى ورفضوا الدخول من البوابات التي نصبها الاحتلال، واستمرّوا بصلاتهم في الشوارع وأمام أبواب الأقصى مدّة تزيد عن أسبوعين، جسّدوا خلالها المقدسيون صورة مكثّفة للوحدة والوطنية والتكاتف الاجتماعي الرافض للضبط والرقابة الإسرائيلية على المصلّين.

وبالتزامن مع دعوة المرجعيات الدينية في القدس، إلى التجمع والاحتشاد لأداء صلاة العصر في الأقصى، أوردت قناة العربية خبرًا طريفًا عن إجراءات الملك سلمان واتصالاته التي أسفرت عن فتح المسجد الأقصى، غير مكترثة ولا مبالية بالتلميحات التي أوردتها صحيفة إيلاف الإلكترونية، المقرّبة من القصر الملكي، في الأيّام الأولى من الاحتجاج، حول نصب البوابات، مبرّرة وجودها بالحاجات الأمنية الخالصة، وأن الأمر عادي ولا يحتاج إلى كل هذه الاحتجاجات بسبب ما سمته "الإرهاب" الذي يضرب بدون تمييز وفي أكثر الأماكن قدسية للديانات. خبر لم يؤخذ بالاعتبار وكان مكشوفًا للجميع.

في السياق ذاته، انتشرت الأخبار حول وجود صفقة أردنية إسرائيلية بعد حادثة القتل التي نفذها حارس السفارة في عمان، تقضي بالتخلّي عن المطالبة بمحاكمة الحارس والسماح له بالعودة إلى تل أبيب مقابل إزالة البوابات والموافقة على استخدام وسائل بديلة كالعصا الكاشفة للمعادن، أمر أعلن المقدسيون رفضه إن كان صحيحًا، لكن سرعان ما بدأت الأمور تضح حين بدأت القوّات الإسرائيلية تنسحب مع كل ما أضافته بعد 14 تموز/ يوليو الجاري.

رغم تبلور مواقف يمينية واضحة تسعى إلى السيطرة على المسجد الأقصى وفرض التقسيم الزماني والمكاني، وبناء الهيكل المزعوم، إلا أن بعض ردود الأفعال الإسرائيلية لم تكن راضية عما وصفته بالتهوّر في إشارة إلى قرار تركيب البوابات رغم التذرّع بتنفيذ الشبان الثلاثة عملية مسلحة في باحات الأقصى، ووسائل إعلامية أخرى لم يعجبها الأمر وسرعان ما سارت في طريق مهاجمة نتنياهو وحكومته.

المساهمون