تسريب سيناء.. ما هي الأشياء المفبركة؟

تسريب سيناء.. ما هي الأشياء المفبركة؟

22 ابريل 2017
(مشهد من الفيديو المسرّب)
+ الخط -



بثّت فضائية "مكملين"، التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، مساء الخميس الماضي، تسجيلًا مصوّرًا يُظهر أفرادًا يرتدون زي الجيش المصري، يقومون بإعدام 4 مدنيين عُزّل، ثم يضعون إلى جوارهم أسلحة للإيحاء بأن القتل وقع أثناء تبادل لإطلاق النار.

المقطع المصوّر أثار الكثير من الجدل، متجاوزًا حدود منصّات التواصل الاجتماعي وامتد إلى وسائل الإعلام العالمية والمحليّة، وانقسم الشارع المصري إلى فريقين؛ أحدهما يؤكّد أنه مفبرك، والآخر يؤكّد أنه صحيح، وكلا الطرفين قدّم حججه وبراهينه.


نظرية الفبركة
القائلين بـ"فبركة التسجيل" احتجوا بأنه أُذيع عبر فضائية "مكمّلين" التي تُبثُّ من تركيا، والمعروفة بارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، وبأن بعض الموجودين في الفيديو يرتدون الزي الصيفي، في حين تقول "مكملين" إن المقطع المصوّر تمّ تسجيله في ديسمبر/ كانون الأوّل الماضي، ما يعني أن الجنود يُفترض أن يرتدوا الزيّ الشتوي.

أيضًا، يستدلُّ أنصارُ هذه النظرية، بظهور شخص ملتحٍ يتحدّث بلكنة غير مألوفة، وظهور آخر يرتدي زيًا غير رسمي (تيشرت مخطّط)، واعتبروا أن إطلاق اللحية وارتداء زيٍّ غير ميري، ليسا من سمات الجيش المصري.

بعيدًا عن أن مصدر التسجيل هو فضائية "مكمّليين" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين التي لها عداءٌ خاص مع نظام السيسي، فباقي الحجج لا تصمد كثيرًا أمام أي محاولة لتفنيدها:

- ارتداء الزي الصيفي في شهر ديسمبر/ كانون الأول لا يعني فبركة الفيديو، فمن المعروف أن درجات الحرارة في الصحراء تكون مرتفعة خلال فترة النهار سواءٌ صيفًا أو شتاءً، كما أن كل من ظهروا في المقطع المصوّر يرتدون سترات واقية من الرصاص وهي من الثقل بما يكفي لتعويض عدم ارتداء الزيّ الشتوي.

- ظهور شخصين أحدهما ملتحٍ والآخر يرتدي زيًا غير رسمي في التسجيل، لا يعني أيضًا أنه غير صحيح، بل قد يعني أن هذه العناصر من "الصحوات" التي كوّنها الجيش المصري في سيناء، والتي نشر موقع "مدى مصر" تحقيقًا عنها في أغسطس/ آب الماضي. ومن الطبيعي ألا تتقيّد عناصر هذه "الصحوات" بقواعد القوّات النظامية الموجودة في الجيش.

- اللكنة الغريبة التي ظهرت في التسجيل ليست غريبة في الواقع، سوى عن سكان حواضر مصر الذين لم يسافروا إلى أماكن صحراوية أو يتعاملوا مع أهلها، وبحسب عديدين فإن اللكنة الموجودة في الفيديو هي لكنة أهالي سيناء.


دلائل الصحّة
القائلون بصحّة محتوى التسجيل، استدلوا على وجهة نظرهم بأنه لا يوجد دليل دامغ على كونه مفبركاً، بالإضافة إلى آلاتي:

- منطقة التصوير وملابس القتلى مماثلة لصور ومقاطع مصوّرة نشرها المتحدّث العسكري على صفحته الرسمية على فيسبوك في ديسمبر/ كانون الأوّل الماضي وقال فيها إن الجثث لمتشدّدين قُتلوا خلال اشتباكات مع قوّات الأمن.

- أكد عدد من أهالي سيناء صحّة محتوى الفيديو، ومن بينهم الناشط السيناوي المعروف بعدائه لجماعة الإخوان المسلمين، مسعد أبو فجر، حيث قال في صفحته على "فيسبوك": "يعني إنت كل ما يشغلك هو هل فيديو تسريب سيناء صحيح أم لا؟ شخصيًا ليس لديّ أدنى شك أنه صحيح. هو صحيح كصحّة أن في يدك خمسة أصابع. بل أستطيع أن أضيف أن ما رأيته في الفيديو هو ظاهرة في سيناء وليس حادثا عرضيا أو فرديا أو عابرا".

- عائلتا الصيّاح والعوابدة اللتان ورد ذكرهما على لسان أحد من يرتدون الزيّ العسكري- خلال استجوابه لطفل قبل إعدامه رميًا بالرصاص- هما من عوائل مدينة رفح المصرية في سيناء، وتنتمي كلتاهما إلى قبيلة الرميلات المصرية، وهو ما يعطي التسجيل مصداقية أكبر.

- أغلب من ظهروا في المقطع المصوّر ظهروا بوجوههم دون غطاء ودون تشويش من القناة، فإذا كان الفيديو مفبركًا فعلًا، ألا يخشى من فبركوه من الظهور بوجوههم مكشوفة فيه؟

- صمت المتحدث الرسمي باسم القوات المسلّحة وعدم رده على التسجيل بشكل ينسف روايته ويظهر الحقيقة، يؤكّد صحّة التسجيل والاتهامات التي يتضمّنها.

المساهمون