أميرة والماندالا.. الفن بديلًا عن التعليم

أميرة والماندالا.. الفن بديلًا عن التعليم

25 مارس 2017
+ الخط -

وسط عائلتها الفنية، ترعرعت أميرة، وأتقنت فن الماندالا الهندي. ككثير من الشابات والشبان الموهوبين في غزة، تجاوزت الحصار عبر الشبكة العنكبوتية البديلة من خلال هذا الفن الذي يضم أشكالًا فنية مختلفة في الرسم وتشكيل المجسمات.

أميرة محمد الكباريتي (22 عامًا)، لم تتخصص بالرسم، إنما هي خريجة من كلية التربية - لغة إنكليزية، من جامعة الأزهر في غزة. لكنها لا تفضّل أن تكون معلمة، لأنها تجد نفسها في الفن اكثر من طرق التعليم المحدودة؛ فأتقنت عددًا من فنون الرسم، لكنها استقرت على الماندالا لأنه فن يرسم التفاصيل الصغيرة بشكل إيحائي معبر.

منذ العاشرة من عمرها، كانت ترسم لمعلماتها اللوحات الكبيرة والشخصيات، وانتقلت بها لترسم الكاريكاتير، لكنها توقفت من رسم الشخصيات لما كان يتطلب منها وقتًا كبيرًا، وكذلك الكاريكاتير لأنه يأخذ منحنى سياسيًا، وهي تفضل الابتعاد عن السياسة.

اكتشاف فن الماندالا كان بالنسبة لأمير صدفةً عندما كانت في سنتها الدراسية الرابعة في الجامعة؛ إذ كانت ترسم خربشات على شكل لوحات فنية وتحاول دمج أشكال مختلفة فيها. هنا بحثت عن الفن الذي يشابه الشكل الذي خرج معها، فعثرت على الماندالا الذي ويقوم على فكرة النقوش الدقيقة المتوازنة بنظام محدد.

تقول في حديثها لـ "جيل": "بعد اكتشاف هذا الفن توجهت للتعرف على أشكال رسوماته المعروفة، ووجدت فيه أشكال جميلة هي بالأساس ميولي في الرسم؛ حيث الدائرة التي ندخل فيها زخارف تحتوي على تفاصيل بأحجام مختلفة".

تفرق الفتاة بين فن الماندالا وفنون الرسم الأخرى؛ إذ يحتوي على جميع أشكال الفنون، سواء بالخطوط المتنوعة أو رسومات الشخصيات أو الأشكال مختلفة الأحجام والألوان والمناظر الطبيعية من دون التقيد بأي أسس فنية موضوعة؛ ما يجعله مقربًا لتوجهها الفني".


تتمتع عائلة أميرة بمواهب فنية عديدة في رسم؛ فلها عم (نبيل الكباريتي) هو من الأسماء المعروفة في غزة كخطاط، وعم آخر (رشاد الكباريتي) متخصص في رسم الشخصيات الكرتونية في القصص ومجلات الأطفال، وأخوتها رسامو الكاريكاتير.

بالنسبة لتخصصها بالإنكليزية، قررت أميرة عدم الخوض في تخصصها بتدريسها، رغم أنها كانت تقدم طرقًا مبتكرة بالتدريس عبر استخدام الرسم لتعلم الطالبات الإنكليزية بعد أن عملت لفترة مؤقتة معلمة، لكنها وجدت الفن فيه متعة أكبر من البقاء في جو التدريس في مدارس غزة.

وتضيف: "استخدمت أدوات الرسم لإيصال المعلومات للطالبات، وعن طريق الرسومات كنّ الطالبات يشرحن الدرس وتصل أهداف الحصة بكل الفنون التي كنت أستخدمها، لكن طموح الفن لا يعرف حدود المدارس لذا فضلت الفن".

هنا، لم تتوقف أميرة، وأرادت أن تخطّ أشكالًا جديدة في الماندالا؛ فبدأت بالرسم على الحجارة الصغيرة والكبيرة منها، ولأنها تحب الموسيقى وتعزف البيانو، رسمت كذلك على أدوات العزف مثل الجيتار والعود والدف، إلى جانب الاحذية، وأخيرًا على الحائط.

المساهمون